الانفلات يفسد الإجازات
أخيرا انتهينا من سهر الليالي في المذاكرة وضغط ليلة الامتحان... انتهي وقت المذاكرة وبدأ وقت التفكير في كيفية قضاء إجازة نصف العام بمتعة وأمان ، لكن فرحة الإجازة يطاردها كابوس الانفلات الأمني ، والأزمة الاقتصادية ، فأين المفر؟!
في البداية تحدثنا "أميمة عيسي" طالبة بالفرقة الرابعة بكلية الآداب عن إجازة نصف العام قائلة: الإجازة هذا العام ستختلف عن الأعوام السابقة نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد .. فبدلا من أن كنا نقضيها في شرم الشيخ سنقضيها في البيت أمام التليفزيون والانترنت .
أما "السيد عمر" طالب بالفرقة الأولي بكلية الآثار فيقول :أقضي إجازة نصف العام كل سنة مع أصدقائي حيث نزور الأهرامات والحسين ونسير علي كورنيش النيل لمنتصف الليل ولكن هذا العام سيختلف عن الأعوام الماضية حيث زادت القيود الأسرية لخوف والدي ووالدتي علي نظرا لانتشار أعمال البلطجة والانفلات الأمني.
شراء الاحتياجات
منذ عام أصبحنا لا نشعر بفرحة الإجازة "هذا ما بدأت به "سالي إسماعيل" الطالبة بالفرقة الثالثة بكلية الحقوق ..وتضيف: كنا نخرج أنا وصديقاتي كل يوم للتنزه وقضاء إجازتنا سواء بالذهاب للسينما أو الذهاب إلي محلات الملابس و المولات كي نشتري ما نريده في أي وقت كما كنا نتبادل الزيارات أنا وصديقاتي.
أما منذ الانفلات الأمني أصبحت اكتفي بالخروج مع والدتي لشراء احتياجاتي في وقت قصير ومنعت زيارات الأصدقاء والخروج خوفا علي نفسي مما أسمعه من حوادث التحرش والاغتصاب كل يوم ، وبعد أن كنا لا نشعر بانتهاء مدة الإجازة لكثرة برامج تنزهنا أصبحت أمل الانتظار لانتهائها والعودة إلي الدراسة .
لكن "رقية أحمد" طالبة بالصف الثاني الثانوي: تؤكد على أنها لن تغير خطط قضاء الإجازة ، وتقول : مثل كل عام سأقضي إجازة نصف العام في جو عائلي حيث نسافر أنا وأسرتي إلي جدتي التي تعيش في قرية تابعة لمحافظة الشرقية ونقضي إجازتنا في جو من المرح والسعادة والاستمتاع بالخضرة والدفء العائلي الذي لا نشعر به إلا في الإجازات والمناسبات الرسمية .
ضد البلطجة
وتعلق على هذه الأوضاع د.هالة منصور -أستاذ علم الاجتماع بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة بنها- قائلة : "برغم ما نسمعه من حوادث العنف والبلطجة إلا أن مصر مازالت أقل بلدا في حدوث الجرائم بها عن باقية الدول ..قد يكون لدينا انفلات أمني ولكن مازلنا نتمتع بالأمان ..
وتضيف د.هالة .. أن قوة الإنسان وعدم خوفه وثقته بنفسه يضعف من يقومون بأعمال البلطجة ولابد من أن نتكاتف كشعب واحد حتى نشعر بعضنا البعض بالأمان.
تشجيع السياحة
أما أ. د حمدى عبد العظيم -أستاذ الاقتصاد ورئيس أكاديمية السادات للعلوم الإدارية- فيحدثنا عن كيفية قضاء إجازة نصف العام في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة حيث يقول: لابد من تشجيع السياحة الداخلية من خلال حث أولادنا للتنزه عن طريق الرحلات الجماعية التي تقدمها اتحادات الطلاب وهي تعد منخفضة التكلفة إلى حد كبير ، ومن خلالها يقوم الشباب بزيارة أماكن داخلية في مصر مثل الأقصر وأسوان والبحر الأحمر والغردقة وهذا سيدعم الاقتصاد من ناحية وسيعود بالنفع على الشباب من ناحية أخرى.
كما أن الأسرة يمكنها أيضا أن تحث أبناءها على النزهات داخل المدينة التي يعيشون فيها والتعرف على ملامح المكان مع الأصدقاء ..ومثل هذه الجولات لن تشكل أية أعباء اقتصادية رغم ما تحمله من نفع كبير للشباب
ساحة النقاش