فض الاشتباك بين الأهل والحموات

كتبت: اسماء صقر

تلجأ بعض الأسر إلى زواج ابنتهم مع أهل الزوج فى شقة واحدة نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة والبطالة التى يعانى منها الكثير من الشباب وفى ذات الوقت خوفا على بناتهم من العنوسة

فتضطر أن تقبل الأسر والفتيات ذات المستوى التعليمى المتوسط خاصة فى الريف بهذا الوضع معتقدين أن المساعدات المادية التى يقدمها أهل الزوج تجنبهم الخلافات الزوجية المتعلقة بالماديات والمعيشة فى مستوى أفضل هذا ما دفع "حواء" للتوجه للفتيات التى تقبل على هذا الزواج والحموات لمعرفة تصوراتهن عن كيفية الحياة معا ؟ فاقرئي معنا السطور التالية >>

فى البداية تحدثنا مع رغدة محمود - دبلوم تجارة - فتقول : أبلغ من العمر 27سنة وانتهيت من الدراسة منذ فترة طويلة ولم أعمل وكل الفتيات التى كانوا يدرسون معى تزوجن وأنجبن ويوجد منهن من تعيش مع أهل الزوج فى مسكن واحد ، أما أنا عندما كان يتقدم لى أحد العرسان ويطلب من أسرتى ومنى بأن أقبل أن أعيش مع والدته ووالده ، كنت أرفض خوفا من المشاكل مع حماتى ، فلا أحب أن يتدخل أحد فى شئون حياتى الخاصة بينى وبين زوجى وأيضا فى تربية أبنائى عندما أنجب ، فكنت أفضل الاستقلالية مهما كانت المساعدات المادية التى يقدمها أهل زوجى له فهو إبنهم من الواجب مساعدته ، ولكن هذا لا يعنى بالمقابل التدخل فى حياتى وشئونى المنزلية .

أما الآن الحياة أصبحت صعبة ولا توجد فرص للزواج إلا بمساعدة أهل العريس كى يتم الزواج ، لذلك ممكن أقبل أن أتزوج معهم وأعامل والدته حماتى معاملة حسنة وأعتبرها كوالدتى .

أوافق بشروط

أما نرمين رجب - معهد فنى - تقول: من الممكن أن أتزوج مع أهل زوجى ولكن بشرط أن تكون حماتى عادلة لا تحكم لابنتها وتنصفها على إذا أخطأت فى حقى أو تدخلت فى شئونى الزوجية أو عند تربية أبنائى ، فليس لها دخل فيما يحدث بينى وبين زوجى ، فحماتى إذا حكمت بالعدل بينى وبين زوجى ولا تميزه فى أى شيء وتراعى ربنا فى معاملتى من الممكن أن تتدخل فى حياتنا ومشكلاتنا ، كما إننى أقبل أن تساعدنى فى تربية أبنائى فأنا لا أكرهها مادامت طيبة وحنونة وهادئة وعادلة.

وتحدثنا أيضا مع أم الزوج - الحمى- فتقول سامية عبد ربه موظفة: يوجد الآن أزمة فى السكن وقدرة الشاب على توفير قيمة الشقة كى يتزوج ويستقل عن أهله ، لذلك أنا مضطرة أساعد ابنى ماليا على توفير شقة عندما يتزوج ليستقل هو وزوجته عنا ، فأنا لا أريد أن أتدخل فى حياة ابنى الزوجية أو تربيته لأبنائه كما إننى لدى ابنة تدرس فى مرحلة الجامعة ولم تتزوج ولا أريد أن تحدث خلافات معها إذا عاشت معنا زوجة ابنى ، كما أن الحمى وأهل الزوج دائما عليهم اللوم إذا حدث خلافات أو فشل الزواج بينهم ، لذلك أفضل أن تكون علاقتى بزوجة ابنى محدودة .

بات حقا

على العكس منها دولت عبد الله - ربة منزل - فتقول: إذا قرر ابنى الزواج معى وقبلت العروسة بذلك الوضع عليها أن تدرك بأنه طالما نعيش معا أصبحنا واحد ومن حقى أتدخل فى شئون ابنى المادية والعائلية وأشرف على تربية أبنائه فهو ابنى ولم تستطع زوجته أن تأخذه منى .

ومن الضرورى أن أعلم بكل شيء خاص به فأنا أريد مصلحته وأحب أن أراه أسعد زوج فى الدنيا ، وترى بأن صورة الحمى دائما مظلومة فى الأفلام والمسلسلات ، فالحمى هى الأم التى ربت الابن التى تتزوجه الفتاة ، فالحمى تتمنى المعاملة الطيبة من زوجة الابن وتعتبرها أماً لها .

الظروف حاكمة

ويعلق د. عبد المنعم شحاتة - أستاذ علم النفس بجامعة المنوفية- قائلاً: فى ظل الظروف الصعبة التى تواجه الشباب فى الوقت الحاضر من غلاء المعيشة وارتفاع ملحوظ فى أسعار العقارات والشقق وندرة وجودها من الأساس وإن وجدت يصعب على الشاب دفع مصاريف إيجارها ، مما يدفع الكثير من الشباب أن يفكر فى الزواج مع أهله فى نفس المنزل ، وتصاب الكثير من الفتيات بحالة من الفزع بسبب الموروث القديم عن الحماة وصعوبة معاشرتها ، ورغم ذلك بعض الأسر والفتيات أصبحت مضطرة لقبول هذا الأمر الآن لهذه الأسباب .

ويشير إلى أن ما يقال عن الحماة هو ميراث فلكلورى يتحاكى الناس به ، أما الآن اختلفت العلاقة بين الحماة وزوجة الابن والبعض منهم يتعامل مع زوجات الابن وكأنها أم ثانية لها وذلك من السهل عندما ترى زوجة الابن تتعامل مع زوجها باحترام ، وخاصة فى حالة الخلاف لأننا لا نجيد الاختلاف مع بعضنا البعض بشكل موضوعى ولائق أخلاقيا ، ففى هذه الحالة نتيجة احترامها لأهل المنزل والزوج وتجنب الإهانات الحمى تحترمها وتقدرها وتحبها وتعاملها كأم لها .

ويوضح أن تحدث زوجة الابن مع حماتها بلطف وهدوء ومحبة وتهتم بأحواله كالحرص على سؤالها عن أحوالها بحرص شديد مع الاهتمام بشراء الهدايا لها من حين لآخر كهدايا عيد الأم والميلاد وحث الزوج على طاعة والدته وإكرامها وتقديم الهدايا لها وتذكيره بحقوقها ، ومن خلال هذه المعاملة المثالية والحسنة تستطيع زوجة الابن أن تنشأ الحب داخل قلب حماتها .

دور الحماة

وتؤكد د.هناء المرصفى - أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس - : أن الحماة من الممكن أن تساند زوجة الابن وتقف بجانبها فى حالة الخلافات بينها وبين زوجها إذا أدركت كيف تتعامل معها وتتصرف معها بأسلوب ذكى ، وهذا يرجع لرغبة الزوجة فى التدخل فى شئونها وحياتها الخاصة لأنه غالبا يكون الزوج هو الضحية بينهم لأنه يحار بين أمه وزوجته ، فإذا وقف فى جانب زوجته خسر أمه وإذا وقف فى جانب أمه خسر زوجته وأسرته ، لذلك تنصح الحماة وزوجة الابن بأن تكون العلاقة بينهما خالية من الصراع والسيطرة ، فالأم التى عانت فى تربية ابنها حتى صار رجلا وبعد زواجه أصبح هناك من ينافسها فى السيطرة عليه ويشاركها فى حبه ، وفى ذات الوقت يوجد زوجات يفتقدن التعامل بدبلوماسية مع حمواتهن مما يزيد التوتر بينهم نتيجة عوامل نفسية .

وتنصح زوجة الابن بضرورة احترام الخصوصية بين الزوج ووالدته بعدم التدخل فى الأسرار الخاصة بالزوج ووالدته ، وأن تغرس الزوجة فى أبنائها حب جدتهم مهما كانت الخلافات التى بينهم وتعظم من مكانتها أمام الأبناء ، ولاشك أن الابتسامة والمودة لهما أثر كبير فى التخلص من التوتر والمشاحنات بين زوجة والحماة .

وتشير د. المرصفي إلى ضرورة أن تعلم الحمى بأن الحياة تبادل للأدوار ومراحل ، المرحلة الأولى هى الأمومة المليئة بالحنان وتشمل التربية والتعداد لتنشئة لرجل مستقل بذاته ومتزن نفسيا فى التعامل مع زوجته ووالدته وقادر على اتخاذ القرار ثم تبدأ المرحلة الثانية بعد زواج ابنها فتلعب دور الاستشارى فقط إذا طلب مها الزوجين ذلك حتى تضمن السعادة والاستقرار لحياة ابنها الزوجية .

وزوجة الابن أيضا عليها أن تلتزم الخصوصية فى عدم إفشاء أسرارها وخلافاتها مع الآخرين وكذلك الأمر شئون حماتها ، وإذا رغبت بأن تتدخل الحمى فى خلافاتها الزوجية يكون الحديث معها بشكل يسوده المودة والمحبة كى تستطيع المحافظة على سعادتها وحياتها الأسرية  

 

المصدر: مجلة حواء - اسماء صقر

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,512,367

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز