كتبت :سكينة السادات

قارئى الشاب المحترم (محمد . ع) من أصدق الشخصيات التى قابلتها فهو صريح جدا ومباشر ولا يخفى أية معلومة حتى ولو كانت فى غير صالحة وهو صاحب شركة كمبيوتر معروفة وقبل كل شىء هو شاب عصامى بنى نفسه بنفسه ولم يستح من أن يصرح بأنه ينتمى إلى أسرة كانت تحت خط الفقر ومن حقه أن يفتخر الآن إذ أعان أسرته وجنبهم الاحتياج بل جعلهم يعيشون حياة راضية كريمة !

جاءنى محمد يسألنى النصيحة فوجدت فى قصة كفاحه ما دفعنى لأن أقصها على قرائى وقارئاتى أما مشكلته هو فقد كانت فى غاية العجـب ! وإليك الحكاية!

 

قال المهندس محمد (44 سنة) سوف أحكى لك كل شىء بصراحة تامة فقد جئت من الريف بل أنا بلدياتك من المنوفية ووالدى كان مزارعا فقيرا لا يملك سوى عدة قراريط بسيطة نزرعها قمحا وخضرا وتكعيبة عنب نأكل منها عنبا شهيا ونوزع على أعمامى وعماتى وأنا وأخى وأختى نعمل فى الدار والغيط وندرس نحن الثلاثة فى كتاب القرية أولا ثم فى المدرسة الابتدائية ثم الثانوية ثم الجامعة ! وكان كل هذا بفضل إصرار أبى على أن نتعلم ومنذ صغرى كان يقول إن أمنيته أن أكون باشمهندسا وأن يصير أخى طبيباً وأن تكون أختى عروســاً طيبة لابن رابع له يعـــرف كيف يصونها !

والفضل بعد الله سبحانه وتعالى وبعد أبى كان لأمى ، تلك السيدة الصبورة العنيدة التى كانت تربى الطيور وتبيعها وتصنع الجبن القريش وتبيعه فى السوق يوم الخميس فضلا عن الزبد واللبن والذرة والقمح !

واستطرد الباشمهندس .. لن أخجل من قولى هذا فقد كانت هى بدايتى ولى كل الفخر واستطاع المزارع الفقير أن يعلم ابنيه وأن يجهز ابنته ويزوجها لابن عمها الجامعى الذى كانت تجمعهما قصة حب شريفة ومحترمة .

وآتى إلى دورى أنا فى هذه الحكاية فأقول لك إننى التحقت بالجامعة أيضا بشركة كمبيوتر مملوكة لأحد بلدياتنا فى المنوفية وصرت أعمل وأذاكر (وأشرب) المهنة حتى تخرجت وشاركنى صاحب الشركة فى شركة أخرى جديدة فى حى آخر وصرت أنا الشريك والمدير للشركة الجديدة .

واستطرد المهندس محمد .. طبعا .. بنيت لأبى وأمى دارا جديدة واشتريت لهما فى البداية فدانا وآخرا ولم أتأخر عن إمداد أخى بالمال فى كلية الطب وكثير من الهدايا المالية والعينية لأختى وبفضل الله سبحانه وتعالى ازدهرت الشركة الوليدة أكثر من الشركة الأصل وصار الفرع ينفق على الأصل وشريكى وصاحب الفضل فى غاية السرور والسعادة وكان دائما يقول :

- لو كانت لى ذرية أو حتى إبنة لزوجتك إياها فأنت إنسان أصيل !

ولم أكن (فاضيا) لكى أدخل أية علاقة حب فقد كانت المذاكرة وأكل العيش ورعاية أبوى وأخى وأختى هى شاغلى الشاغل حتى أفقت على نفسى وأنا أقترب من الخامسة والثلاثين ولم تكن أمى تنسى هذا الموضوع وكانت دائمة البكاء والحديث فيه !

 

واستطرد .. ذات يوم دعيت أنا وشريكى الكبير إلى حفل خيرى كبير حيث كنا قد تبرعنا بمبلغ كبير للجمعية وهناك التقيت بزوجتى التى شاء القدر الجميل أن أقترن بها ! (فلقة قمر) فى السابعة والعشرين من عمرها ، ابنة لرجل أعمال وسيدة أعمال معروفين بالثراء الشديد لكن جمالها الآخاذ بهرنى وأدبها وكمالها ! وقال لى شريكى إنها محترمة جدا ولكنها قليلة البخت فقد تزوجت من شاب ثرى جداً ابن صديق لوالدها اتضح أنه مريض نفسى وأهانها كثيرا وكان يضربها حتى كادت تموت ذات مرة واستطاع والدها أن يحصل لها على الطلاق وهى ذات أخلاق عالية جدا لكنها «تعقدت» من الزواج !

أحببتها منذ اللحظة الأولى لكن أنى لفلاح ريفى مثلى أن يطمع فى الزواج من ست الحسن والجمال الثرية المعروفة ؟ لكن شريكى دعاها إلى الجلوس على مائدنتا وتحدثت إليها لأول مرة فماذا حدث بعد ذلك ، هل أحبته شاهيناز أيضا ؟

وماذا حدث بعد ذلك فى الأسبوع القادم أحكى لك باقى الحكاية

 

المصدر: مجلة حواء -سكينة السادات

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,692,532

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز