كتبت:منار السيد

هل عندَكُنَّ عن الأَحباب مِنْ خبَر؟.. بالله يا نَسَماتِ النيل في السَّحَرِ..

النيل هو نبض وشريان الحياة،فبعضنا يذهب لاقاء همومه في أحضانه ومنا من يذهب لمشاركته أفراحه ، وبين هاك وذاك تظل المراكب النيلية هي همزة الوصل بين النيل وأحبابه ..وخاصة في يوم الربيع  حيث يتجه المصريين بمختلف طباقتهم للترزحم لارتياد المركب النيلي الشعبي أو الفاخر فكلاهما هم مصدر البهجة والفرحة في يوم الربيع..

تقول ريهام مؤمن – موظفة باحدى الشركات الخاصة - فتقول كورنيش النيل يجمع مختلف الطبقات، فليس فقط هو فسحة شعبية للناس البسطاء لكنه أفضل الأماكن للتنزه لجميع أفراد الشعب المصرى وخاصة في يوم الربيع ، فالجميع يفضل الذهاب للكورنيش للممارسة كافة أنواع التنزه سواء كان الجلوس على شاطيء كورنيش النيل بحدائقه الامة أو التزاحم من أجل ركوب المركب الشعبي المليء بالأغاني الصاخبة المبهجة والمفرحة  .

على قد الحال

وعمرو صلاح " عامل" يقول فسحة المراكب النيلية على قد الحال" ، وهي اللي نقدر عليها فمن حقنا الاستمتاع بهواء نقي وأن يفرح أبنائنا بالخروج واللعب مثل الناس لذلك ،فنذهب كل عام في يوم شم النسيم للكورنيش وندفع تذكرة لركوب الأتوبيس النهري ، واؤكد أن سعادتنا لاتقل سعادة على من يقضي يومه في الباخرات الفخمة التي نمر عليها بالأتوبيس النهري ، فالنيل واحد والرب واحد وهي وحده القادر على وهبنا السعادة في أي مكان .

ويوافقه في الرأي حمدي ابراهيم -  صاحب  محل  -حيث يقول ينتظر أوبنائي يوم شم النسيم كل عام للخروج سويا ، ونجهز الطعام والمشروبات وخاصة الفسيخ والسردين ، ونستيقظ مبكرا ونذهب لركوب الأتوبيس النهري المتجه للقناطر الخيرية ويسعد الأطفال بجهو الرحلة النيلية حتى نصل للقناطر الخيرية ، ثم نقضي اليوم هناك بين اللعب والجو البديع ، ونستعد للعودة في آخر اليوم بالاتوبيس النهري أيضا بعد الاستمتاع بجو النسيم بين الهواء والنيل.

ولايقتصر التنزه النيلي في عيد الربيع على العائلات فقط ولكنه أيضا أكثر متعة للمجموعات الشبابية

الأحباب

فناجي عزت " طالب" يقول كورنيش النيل له طبيعة خاصة فى اجتذاب المواطنين العائلات والشباب، فبالنسبة لنا له مذاق خاص فى التجمع عليه أنا وأصدقائى والتنزه على جانبيه، ونلتقط الصور بخلفية النيل الرائعة والمناظر الطبيعية الساحرة ، ونذهب في آخر اليوم لركوب المراكب النيلية للغناء ولفرحة الحقيقية التي تجمع بين أناس مختلفين لايعرفون بعضهم وانما تجمعهم الفرحة والبساطة.

الهروب للنيل

وتامر السيد" طالب" يقول اعتدت أنا وأصدقائي على التنزه في يوم شم النسيم  في النيل ، حيث نتفق عل استئجار مركب نجتمع فيه جميعا من بداية النهار ونتجول في مياه النيل مع الغناء والفرحة واللألعاب ثم نتناول الفسيخ سويا  والعصائر بين نسائم الهواء الطلق، وبين أحل صحبة وأعز أصدقاء لنلقي بهمومنا جميعا في مياه النيل داعين الله أن ينصر مصر ان شاء الله ، وألا يضيع حق اصدقائنا الشهداء هباءا.

"نهرب للنيل لنسيان الهموم والضغوط الاقتصادية وما نمر به من أحوال سياسية،محاولة للتمتع بجو ربيعي بديع " هذا ما قاله محمود أمين أستاذ جامعي  حيث يؤكد أن الحالة النفسية المزرية التي نمر بها جميعا في ظل الصراعات السياسية والتدهور الاقتصادي لايعالجها سوى الهروب في أحضان النيل في يوم الربيع فأعتقد أن كثيرا منا ينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر بعيدا عن حالات الفتن السياسية والطائفية فالنيل لايفرق بين غني أوفقير أومسلم أومسيحي فكلنا في هذا اليوم يستمتع بالجو على طريقته سواء كان على بساط كورنيش النيل أو بمركب نيلي لايتعدى ال5 جنيها ت أو باخرة فاخرة فالأهم أن نيل مصر العظيم يجمعنا جميعا في أحضانه.

ولا تكتمل الفرحة بدونهم ، هم ملوك فرحتنا ورواد رحلتنا ....

عم سالم رجل قضى عمره في أحضان النيل وينتظر عشاق الطبيعة الاطلال عليه من كل حين وآخر فيقول: النيل كله خير ورزق وفرحة ونسيان هم، فساعات طويلة أنظر الى الناس وهم جالسين يلقون بهمومهم فيه ليغادروه وهم سعداء ، فالكورنيش دائما الجمد لله ملىء بالرزق، وخاصة في الأعياد والأجازات ، ،ويوم شم النسيم هو يوم كله خير ورزق لينا ،فالكورنيش منذ شروق شمس الربيع ويتوافد الناس من كل مكان ونجهز المراكب لهم ونزودها بالأنوار المتلألأة والأغاني التي يسعد بها الناس ، ونظل طوال اليوم بين رحلات الفرحة حتى ينتهي يوم الربيع .