كتبت : ايمان العمرى
" ماما قلقانة .. بابا قلقان " هذا هو لسان حال الأصدقاء في الثانوية العامة مع قرب موعد الامتحانات مما يؤثر بذلك على نفسيتهم ويصابون بالقلق والتوتر الذى يؤدى لشعورهم بأعراض مرضية عضوية منها الغثيان والقيء وعدم القدرة على النوم بشكل جيد (الأرق)
وأيضا عدم الرغبة فى تناول الطعام ، ولأن العامل النفسى للطلاب غالبا ما يكون المسئول عن حدوث هذه الأعراض تقابلت "حواء " مع الشباب فى مرحلة الثانوية العامة لمعرفة قدرتهم فى التغلب على التوتر والقلق النفسى فإقرئى فى السطور التالية .. >>
تقول منة مجدى : مع قرب موعد الامتحانات أشعر بالهم والقلق وأخشى من يوم النتيجة وأتخيل صدمة أسرتى فى حالة عدم حصولى على مجموع عال مثلما يريدون، لذلك غالبا ما أعانى من ألام فى البطن فمعدتى تؤلمنى كلما أتذكر ذلك رغم إننى أذاكر لمدة تتجاوز ال8ساعات يوميا، فأنا أتمنى أن أحقق رغبة والدى فى التحاقى بكلية الطب وأصبح طبيبة ناجحة.
أما نادين حمدى تقول: إننى أشعر بغثيان وقيء شديد قبل دخولى لجنة الامتحان مما يؤثر ذلك على تركيزى أثناء كتابتى للإجابة وأخشى عدم حصولى على مجموع ملائم للجهد الذى قمت به فى المذاكرة طوال العام وعدم تحقيق حلم حياتى بأن ألتحق بكلية علوم وسياسة واقتصاد وأصبح سفيرة.
ويقول محمد مهدى.
لدى خوف شديد ولا أستطيع النوم الليل من كثرة التفكير فى مصيرى ومستقبلى وبدء الامتحانات ويستمر هذا الخوف تنتهى الامتحانات وتظهر النتيجة وأحصل على مجموع عال كى ألتحق بكلية الهندسة وأصبح مهندساً معمارياً لتفتخر بى أسرتى.
وتقول ريهام سامى : أصاب بفقدان فى الشهية قبل الامتحانات فنتيجة القلق والتوتر النفسى الذى أعيشه فى أسرتى لحرصهم الشديد على حصولى على مجموع عال وأدخل كلية من كليات القمة مثل كلية الإعلام وأصبح مذيعة مشهورة مثل خالتى.
ويرى محمود مروان : أن الثانوية العامة مثل الكابوس بالنسبة له ويتمنى أن يرضى طموحاته وأسرته التى تبذل كل الجهود المادية والمعنوية لتحقيق حلمه الذى يسعى إليه منذ الصغر وهو أن يصبح طياراً وهذا ما يجعله يشعر بالمسئولية تجاه أسرته، ويعانى من الأرق وزيادة فى سرعة ضربات القلب وغالبا ما يحاول أن يتخلص من القلق الشديد الذى يصيبه قبل الامتحانات لكنه لا يقدر .
ويعلق د. عبد الفتاح درويش - أستاذ علم النفس التربوى بجامعة المنوفية - قائلا :
تعتبرهذه الأعراض عضوية.. فالشعور المفاجىء بالغثيان والقيء وفى بعض الأحيان الإسهال والقلق والخوف المتراكم أو المفاجىء يؤدى للشعور بهذه الأعراض والقلق والتوتر النفسى يصبحوا عائقا أمام
عملية التعلم ويؤثر تأثيرا شديدا على الأداء فى الامتحانات، فهناك بعض الطلاب المتميزين يضعف آداؤهم فى الامتحانات بسبب هذا القلق رغم أنهم يكونون قد بذلوا جهودا هائلة فى المذاكرة طوال السنة
كما أن القلق والتوتر النفسى ليس قاصرا على الطلاب فقط بل يشمل الآباء والأمهات والأسرة ويعتبرون أحيانا هم مصدر القلق بالنسبة للأبناء دون أن يدركوا ذلك.
لذا يجب على الأسرة أن تتسم بالتوازن فى التعامل والتشجيع على المذاكرة والاستعداد للامتحانات وفى ذات الوقت ممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعى كالترفيه والحديث والنوم والراحة والطعام.
ولمحاولة التخلص من القلق علينا معرفة أعراضه أولا، فهناك أعراض نفسية وتتمثل فى القلق والانزعاج والخوف من دخول الامتحانات والاستثارة، وهناك أعراض نفسية جسمانية كالشعور بالتعب والإرهاق والصداع وشد العضلات والغثيان والقيء، وهذه الأعراض ناتجة عن العامل النفسى.
ويوضح أن القلق يؤثر على عمليات التسجيل والاسترجاع والتخزين والتركيز، لذلك ينصح بضرورة النوم جيدا ليلة الامتحان والاهتمام بالتغذية السليمة وتجنب شرب المنبهات كالقهوة والشاى والكولا كى لايزداد التوتر.
وبالنسبة للطلاب لابد من تناول فطار خفيف قبل المذاكرة ودخول الامتحان وأيضا ممارسة التمارين الرياضية وزيادة الثقة بالنفس أثناء التعامل مع الامتحانات وهذه الثقة تنتج عن الإعداد الجيد والاهتمام بالمذاكرة من أول السنة أو الترم والتركيز على فترة المراجعة وضرورة الاعتماد على النفس وتعلم كيفية مواجهة الأزمات والمشكلات التى تواجه الطلاب أثناء المذاكرة والامتحانات للتغلب على القلق والتوتر النفسى
ساحة النقاش