قلوب حائرة

لأنني لا أعترف بالحياة دون حب قررت لملمة جميع القضايا العاطفية الخاسرة لنتشارك سوياً في الدفاع عن أصحابها علنا نجد وسيلة لإنارة الطريق أمام جميع القلوب الحائرة فى انتظار رسائلكم على عنوان المجلة أو عبر البريد الإلكتروني                                                         [email protected]                                                                                                                   

 كتبت - مروة لطفي

 

رغم ادراكي التام أن الهلاوس التي تنتابني ليس لها حل إلا أنني أكاد أفقد عقلي بسببها بل قد أكون فقدته فعلياً و أصابني الجنون !.. فأنا أرملة في أوائل العقد الخامس من العمر.. تزوجت منذ ربع قرن من رجل نادر الوجود, فهو حنون.. كريم.. ولا يوجد لعطائه حدود.. حتى الأبوة التي تعد حلم كل رجل تخلى عنها بمحض و كامل إرادته عندما اكتشف معاناتي من عيب خلقي يعوق الحمل.. و لكي لا يسمح لأحد بجرح مشاعري أخذني لنقيم بإحدى دول الخليج حيث حصل على عقد عمل بها.. و بالفعل, عشنا حياة هادئة مستقرة، فكان حبيبي, طفلي, أبى, أخي قبل أن يكون زوجي بينما أصبحت له صغيرته, عشيقته, أمه وليس شريكة عمره فحسب.. على هذا المنوال مضى بنا قطار العمر لنعيش 20 عاماً خارج الوطن.. ولأن أشواقنا لتراب مصر لم تنقطع يوماً.. فقد قررنا العودة خاصة بعد أن رحل عن دنيانا بعض الأقارب الذين كانوا ينغصون معيشتي بسبب عدم قدرتي على إنجاب الولد, وبقى منهم من أيقن رضاء زوجي بالقدر.. وما أن طرقت قدمينا أرض الوطن حتى حدث ما لم أتوقعه.. فقد أصيب حبيبي بأزمة قلبية نقل على أثرها للمستشفى ليلفظ أنفاسه في أقل من 24 ساعة.. وهنا وقعت مغشياً على بجانبه لأفيق بعد عدة أيام, لأجد نفسي في مصحة نفسية من جراء إصابتي بانهيار عصبي حاد.. و بعد مدة من العلاج عدت وحيدة  إلى فيلتي الجديدة التي اشتريناها  معاً أثناء إحدى أجازات العمل.. لأعانى  بين أثاث كالشوك رغم أنه باهظ الثمن !.. ويوم تلو الآخر تزداد أزمتي حتى أصبحت أسمع صوت زوجي يناديني في كافة أرجاء البيت بل و تطاردني صورته في صحوي و منامى، وما أن أسرع لاحتضانه  حتى أجد نفسي ممسكة بسراب !.. و قد اتصلت بالطبيب الذي أشرف على علاجي بالمصحة النفسية فكتب لي بعض العقاقير التي خففت قليلاً من الهلاوس التي تنتابني لكنني لازلت أتألم من الوحدة، لذا فكرت في كفالة أحد الأيتام لكنني مترددة خوفاً من عدم قدرتي على رعايته وأنا بتلك المرحلة العمرية.. ماذا أفعل ؟!   

" 6 أكتوبر"

لا شك أن الوحدة صعبة، لكن الأصعب منها أن يعقبها فقدان من كان يملأ حياتنا بالحب ويمنحنا الأمان.. وهو ما تعانيه و نجم عنه تلك التهيؤات, و لكي تتغلبي عليها، عليكِ ملء وقت فراغك وذلك عن طريق نشاط اجتماعي, هواية يتم استثمارها كالأعمال اليدوية أو غيرها.. مشروع صغير خاص, الانضمام لإحدى الجمعيات الأهلية.. ولا مانع من كفالة أحد الأيتام مع بقائه في الدار التي تكفلينه بها و زيارته بانتظام, فإذا ما وجدتِ في نفسك القدرة على تحمل مسئوليته كاملة وفتح قلبك نحوه ليعوضك عن الولد, فيمكنك في تلك الحالة اصطحابه لمنزلك

  ومضة حب

   بوابة القلب

تمهل قليلاً.. لا تتسرع في الإفصاح عن مشاعرك.. فهذا الفؤاد لا يستحق أن يتوجع.. و تلك الأحاسيس المرهفة في غنى عن من يعكرها.. تمسك بصلابة قلبك, ولا تعرض جداره لشرخ الغدر!.. فطعنة العشق شيء مؤلم للغاية, وجرحه غائر غير قابل للالتئام مهما مر الزمن !.. وإذا حدث وصادفت من يضمده, فستظل بقاياه تؤرقك بمجرد تعرضك لأبسط خدش !.. لذا عليك بتوخي الحذر قبل أن تفتح بوابة قلبك لأي طارق دون التأكد من ماهية نواياه !.. 

 

أصدق الأكاذيب عبارة : سأحبك إلى الأبد ..

غادة السمان

المصدر: مجله حواء-مروة لطفى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 955 مشاهدة
نشرت فى 2 ديسمبر 2013 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,837,432

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز