اشارات الهية
الناظر فى واقعنا بعين البصيره يجد الأسرة المسلمه مستهدفه من أعداء الإسلام ، حتى غدت حائره بين هداية الأسلام وغواية الشيطان . من أجل هذا نجتهد فى طرح بعض الأحكام الفقهيه التى يكثر التساؤل حولها بضوابطها التأصيليه من الكتاب والسنه .
<!-- تحولت حياتى إلى سلسلة من المصائب المتتالية والتى لا أعرف لها سببا، بماذا تنصحينى؟
كلمات من نور قالها المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى لا نضل ولا نشقى فقال (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له)، والإنسان مكونه الأساسى روح وجسد، والجسد مصدره من الأرض فقال تعالى (لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين) ( المؤمنون:12)، وغذاؤه من الأرض ومنتهاه إلى الأرض، والروح مبدؤها من السماء فقال تعالى (فنفخنا فيه من روحنا) (التحريم :12)، وغذاؤها من السماء أيضاً بذكر وصلاة وصيام وزكاة وحج، ومنتهاها إلى السماء فإذا مات العبد صعدت روحه لبارئها، لذلك إذا حدثت الموازنة بين غذاء الروح والجسد بعيداً عن التطرف فى كل منهما، كانت السعادة المنشودة والمفقودة أحياناً كثيرة، فتأتينا الإشارات الإلهية، ولله المثل الأعلى فتلك الإشارات تشبه إشارات المرور التى إذا كان السير خطراً أضاءت باللون الأحمر، والأصفر للانتظار والاستعداد والتدبر، والأخضر للأمان والسير، ولذلك إذا أضيء اللون الأحمر فى حياتنا علينا الانتباه للخطر المحيط بنا، حينما تتكاثر علينا المصائب والهموم أو الأمراض فيجافينا التوفيق فى أعمالنا أو ما شابه ذلك من الأذى البدنى والنفسى، هنا يجب أن نتدبر أمرنا، وكأن الضوء الأصفر أضيء لنا لنتوقف ونراجع أنفسنا وذنوبنا، فنتطهر منها أولاً بأول حتى نستطيع السير فى أمان وندرك السعادة، فنرى الضوء الأخضر فنحصن أنفسنا بالتقرب إليه تعالى بالطاعات والعبادات وكثير من الذكر متذكرين قوله تعالى (فلولا أنه كان من المسبحين للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون) (الصافات:143و144)، فنحيا فى جنة الدنيا التى قال فيها شيخ الإسلام بن تيمية "إن فى الدنيا جنة من دخلها دخل جنة الآخرة ومن حرم منها حرم من جنة الآخرة" لذلك ينبغي أن نقف وقفة مع أفعالنا وأقوالنا ولنبدأ بمحقرات الذنوب التى قال فيها المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ (إياكم ومحقرات الذنوب) و (أكثر خاطايا بن آدم فى لسانه) و (لا يدخل الجنة نمام) والبعد عن صفات المنافقين التى قال فيهم (إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان)، والحذر من الغيبة التى قال فيها سبحانه وتعالى (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه) (الحجرات:12)، والبعد عن الحسد والغرور والرياء متدبرين قوله تعالى (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا) (الإسراء:36) ولا ننسى أن للقلب دورا فى الاستقامة والانحراف كما قال المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ (ألا إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب)، لذلك على المسلم أن يراقب قلبه ويتعرف أحواله ويقويه بالموعظة بين الحين والآخر لأن بصلاحه تكون السعادة وبفساده يكون الشقاء والخسران، ومن قبل كل هذا علينا الانتباه لقول المصطفى (كتب على بن آدم نصيبه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة، العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما السمع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه).
الداعية والباحثة الإسلامية / هدى الكاشف
عضو المجمع العلمي لبحوث القرآن و السنة – محكم مسابقات القرآن الكريم
ساحة النقاش