هل أخطأت في حق نفسي حين قدمتها لمن لا تستحقها؟! فأنا شاب أبلغ من العمر 32 عاما, نشأت في أسرة متوسطة الحال، والدي موظف بإحدى المصالح الحكومية، ووالدتي لا تعمل ولي ثلاث أخوات، يعني بمعنى أصح حالي عدم كمعظم أبناء موظفي الحكومة! تخرجت في كلية التجارة وعملت بشركة خاصة تمتلكها أرملة تكبرني بخمسة عشر عاما، ورثتها عن زوجها الذي يكبرها بربع قرن ولم تنجب منه، ومنذ اليوم الأول لعملي معها وهناك شيء غير طبيعي في معاملتها لي.. اهتمام زائد, نظرات إعجاب, ثم عرض صريح بالزواج.. في البداية تخوفت، لكن بعد تفكير تراجعت عن مخاوفي، ولما لا؟! فلا يوجد مانع شرعي من أن أتزوج أرملة تكبرني! ولماذا أمنع نفسي عن حياة رغدة لأجرب العيش في منطقة راقية وأركب سيارة فارهة؟ وقد عرضت الأمر على أسرتي فرفضوا تماماً وخيروني بينها وبينهم، وما أن اخترت مصلحتي حتى قاطعوني.. فهل قدرت تضحيتي بعائلتي من أجلها؟! لقد استغلتني, فعملت لديها مقابل مصروف يومي وإقامتي معها،
وبعد ثلاثة شهور زواج حملت وأنجبت طفلة عمرها أربعة أعوام الآن، لتصارحني بأنها تزوجتني بغرض الإنجاب فقط.. المصيبة الأكبر أنها طردتني منذ سبعة أشهر من المنزل طالبة الطلاق، وحين رفضت رفعت قضية خلع، فهل أخطأت بزواجي منها؟!
أ.ح " العمرانية"
- عادة ما تنبيء البدايات عن النتائج، وقد بدأت طريقك بزيجة غير متكافئة طمعاً في وضع مادي أفضل, أي ببساطة بعت نفسك لامرأة تكبرك بخمسة عشر عاما, سعت لتعويض شبابها ورغبتها في الأمومة من خلالك، فما أن حصلت على ضالتها حتى ألقت بك خارج حياتها، ورغم أننا لا نستطيع تغيير الماضي لكن يمكننا التعلم من أخطائه في المستقبل، فعليك طي تلك الصفحة، مع أهمية الاتفاق على كافة التفاصيل الخاصة بصغيرتك، لأنها ستبقى رابطاً بينكما للأبد، وضرورة التفكير في عملك وغدك بعيداً عنها، وليتك تستغل رمضان فتعتذر لأسرتك وتراضيهم، وأبحث عمن تناسبك مادياً واجتماعياً وسناً في حال تفكيرك بالزواج ثانية.
ومضة حب
قراءة الماضي
انتهز الشهر الكريم، وقف على مفترق الطريق، أعد قراءة تجاربك الماضية وراجع حساباتك، القي نظرة على تفاصيل وهوامش انتهت بفرحة أو دمعة، حلل الدوافع وناقش الأسباب التي أدت يوماً لإخفاقك أو نجاحك.. استعب الجيد منها وكرره واستفد من السيئ وتجنبه، اكتشف حقيقة نفسك، وادعم الخير الكامن داخلك، حاول أن تتعرف على مواطن الضعف في أعماقك وحارب للقضاء عليها، افتح قلبك للحب، للتسامح، للتواصل، للتراحم، وارفع يديك إلى السماء وقل "اللهم آت نفسي تقواها و زكها, أنت خير من زكاها, أنت وليها ومولاها, اللهم أني أعوذ بك من علم لا ينفع, وقلب لا يخشع, ونفس لا تشبع, و دعوة لا يستجاب لها".
كل الجراح التي أدمت جوانحنا ومزقت شملنا.. كانت بأيدينا
فاروق جويدة
ساحة النقاش