لم أتعجب مما حدث من مشاهد تعذيب الأطفال داخل دار مكة للأيتام, فأسماء الدور تختلف ولكن طريقة التعذيب والمعاملة البشعة والسيئة للأطفال واحدة.. وللأسف على أيدى المسئولين عن رعايتهم ولكن لماذا؟
لأن فاقد الشيء لا يعطيه, فالأغلبية من القائمين على رعاية الأطفال والإشراف عليهم قلوبهم عديمة الرحمة.. والمشاعر والإنسانية.. ناس مرضى معقدين فاقدين كل شيء, وللأسف يتم تعينهم دون عمل فحص نفسى وطبى وتأهيلى لهم لمعرفة هل يصلحون لهذا العمل الإنسانى أم لا..
قلوب نسيت الرحمة خالية من المشاعر.. تتعامل بكل قسوة مع صغار لا ذنب لهم فى الحياة إلا أنهم ولدوا أيتاما أو لقطاء.. والنتيجة واحدة هى "دار الأيتام" وكل قسوة وعنف وحرمان وإهانة فى التعامل معهم هى نصيبهم وكأنهم حيوانات..
وربما يكون الضرب أقل عقوبة يتعرض لها اليتيم, فهناك الانتهاكات الجنسية والجسدية على هؤلاء الصغار سواء من المشرفين أو الأيتام "النزلاء" الأكبر منهم سنا.. حتى حقهم فى الطعام لا يحصلون عليه, وإذا أرسلت لهم نقودا لا تصل إليهم حتى علب الحلوى التى يرسلها أهل الخير لهم تقربا بها إلى الله يستولى عليها المسئولون, وتكون حجتهم أن الأطفال شبعانين والحلوى تسد نفسهم وسوف نعطيها لهم فى وقت لاحق..
هذه هى الحقيقة المؤلمة التى نعرفها جميعا عن دور الأيتام, فلماذا قامت القيامة عندما شاهدنا فيديو ضرب الأطفال؟ فهذا هو العادى فى كل الدور, ولكننا نضع رؤوسنا فى الرمال كالنعامة.. هؤلاء الأطفال ليست مسئولية وزارة التضامن فقط ولكن مسئولية مجتمع بأكمله, أنا وأنت مسئولون عنهم أمام الله.. أين حقوق الإنسان التى صدعتنا كلام, أين المجلس القومى للأمومة والطفولة, أين  الجمعيات الأهلية ودور المجتمع المدنى فى الإشراف والرعاية والزيارات المستمرة لهؤلاء الأيتام, أين سفراء النوايا الحسنة, أين الفنانون الذين امتلأت جيوبهم بالملايين ولم يكتفوا بها بل ذهبوا إلى تقديم البرامج التافة فى الفضائيات للحصول على المزيد من الأموال؟ لماذا لا يقوم كل واحد منهم بتبنى طفل أو طفلين حسب مقدرتهم ورعاية هؤلاء الأطفال والزيارات المستمرة لهم؟ ولهم فى "أنجلينا جولى" قدوة حسنة, أين أصحاب القلوب الرحيمة أم انعدمت الرحمة من قلوبنا جميعا؟ فلا ننسى جميعا قول الحبيب المصطفى: "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بالسبابة والوسطى".