الرحلة المدرسية ارتبطت دوما فى أذهاننا بزيارة متحف ما كجزء من الرحلة نعود بعدها لمنازلنا وبصحبتنا أسماء ومعالم تاريخية لم ننسها للآن، أما حاليا فمعظم الرحلات للمدن الترفيهية والمولات ودور السينما فكيف نستعيد فكرة رحلات المتاحف وتأثيرها فى التعرف على الوطن؟

 

عن هذا يحدثنا د. رفعت عبد الباسط أستاذ علم الاجتما بجامعة حلوان قائلا: التعرف على تاريخ وطنك يمنحك شعورا بالفخر والانتماء والتباهى به، والرحلات المدرسية كانت من العوامل الأساسية للتعرف على الماضي، ومصر يوجد بها عدد كبير جدا من المتاحف، وكان الشائع فى الثمانينيات والتسعينيات أن تكون زيارة متحف الشمع أو المتحف الزراعى أو متحف القلعة جزء ثقافى فى الرحلة الترفيهية، وكان الصغار يتحاكون عما يروه وأسماء الأبطال الذين شاهدوا نموذجا لهم أو لأعمالهم، واختفى هذا الأمر ولم يلتفت أحد لخطورته أو تأثيره السلبى على روح الانتماء، حيث أصبحت المعالم بالنسبة للصغار ملاهى ومولات شاهقة وسلوكيات معظمها استهلاكية لا يهتم فيها بالبعد الثقافى وأثره على بناء شخصية ووجدان الطفل، لذا أصبح على كل أسرة مسئولية القيام بهذه الرحلات ومطالبة المدارس بوضع جدول زمنى للرحلات الثقافية، فصغارنا يحتاجون للتعرف على تاريخهم من خلال المتاحف المتنوعة والكثيرة والمنتشرة فى محافظاتنا، وأجازة منتصف العام فرصة، فكما نهتم بزيارتهم للملاهى للترفيه نضع فى خطتنا زيارة أحد المتاحف لنحكى لهم عن أبطال هذا البلد منذ الفراعنة، فالرحلات وزيارة المتاحف ستنمى بداخلهم الانتماء وسيعودون ليحكوا لزملائهم وتدريجيا ينتشر هذا النوع من الزيارات التى ما أشد احتياجنا لها فى التنشئة الاجتماعية لأطفالنا حتى نثقف عقولهم ونعلمهم أن الحياة ليست فقط متع استهلاكية لكن للعقول ما يغذيها، وعلى الأسرة عمل مسابقات قبل الذهاب لمتحف ما ليهتم الطفل بجمع معلومات عنه، وإذا شعرت الأم بملل الطفل عليها ألا تيأس وتكرر التجربة حتى يعتاد هذه الرحات التى تقوى علاقته بوطنه، كما ينصح الأمهات بالتوقف عن ترديد عبارة أنهم لا يريدون، ففى مرحلة من حياة أولادنا علينا أن نقوم بما فى صالحهم أكثر من فكرة أنهم لا يريدونه، فهم لا يحبون المعالم التاريخية لأنه لم يوجد من يحببهم فيها، فكيف للصغار الاستمتاع بالجلوس على كافيه وقضاء وقت به؟! ثم نعود لنشكو من سلوكهم، فلنهتم بثقافتهم لنحسن أخلاقهم ونحافظ على انتمائهم حتى يكون سلوكهم راقيا، فالرحلات الثقافية تهذب السلوك أكثر من النصائح الجافة.

المصدر: كتبت : نجلاء أبوزيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 492 مشاهدة
نشرت فى 17 يناير 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,917,497

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز