مكاسب عديدة استطاع الشباب تحقيقها خلال السنوات الأخيرة الماضية، حيث تم اتخاذ العديد من الخطوات الجادة التى كانت بمثابة بداية جديدة توفر لهم كل ما يمكنهم من قيادة دفة البلاد فيما بعد، بل وتولى مواقع اتخاذ القرار، كان منها إطلاق البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، والتمثيل المشرف فى البرلمان الحالى، إلى جانب الكثير من القرارات الاقتصادية التى عنيت بتحسين أوضاعهم الاقتصادية ومحاولة القضاء على شبح البطالة الذى يهددهم.

شهدت الأربعة أعوام الماضية إطلاق عدد من القرارات الوطنية التى تعنى بتأهيل الشباب وإعداده كان من بينها إطلاق بنك المعرفة الذى كان بمثابة نافذة للطلاب والمعلمين على العديد من المصادر المعرفية والتعليمية من خلال مشاركة كبرى دور النشر العالمية فيه، وتخصيص نسبة ٪50 للشباب فى المجالس المتخصصة التابعة لرئاسة الجمهورية ، بالإضافة إلى الاستعانة بهم كمساعدى وزراء ومحافظين بهدف إشراكهم فى بناء مصر.

البرنامج الرئاسى

كان عام الشباب دليلا عمليا على العمل على إعدادهم لتولى القيادة فى المستقبل من خلال منظومة علمية ممنهجة، حيث تم إطلاق البرنامج الرئاسى لتأهيلهم للقيادة بهدف إنشاء قاعدة شبابية من الكفاءات القادرة على تولى المسئولية السياسية والمجتمعية والإدارية فى الدولة، كما تم تنظيم عدد من المؤتمرات المعنية بالشباب فى مختلف محافظات الجمهورية شارك خلالها شباب الأحزاب والاتحادات الطلابية على مستوى الجامعات والمعاهد والطلبة الدارسين فى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، حيث أتيحت لهم من خلالها الفرصة فى المشاركة فى طرح حلول للمشكلات الوطنية، بالإضافة إلى الجلوس جنبا إلى جنب مع الرئيس والعديد من القيادات الوطنية والمسئولين لعرض رؤاهم وأفكارهم لتحقيق التنمية التى ينشدها المصريون على مدى العديد من دوراته بمختلف محافظات مصر إلى أن انطلقت نسخته العالمية التى انعقدت فى أواخر العام الماضى لتكون تلك المؤتمرات تأكيدا على الإيمان أن مصر لن يبنيها إلا سواعد شبابها، وأنه لا مستقبل لهذا الوطن دون أن يكون لهم الدور الأكبر فى تنميته.

الشمول المالى

لأن البطالة أخوف ما يهدد شبابنا وجه الرئيس البنك المركزىإلى تسخير كافة إمكانيات القطاع المصرفى لتنفيذ برنامج شامل ومتكامل لدعم وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال تعزيز فرص تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة المملوكة للشباب لتصل إلى نسبة لا تقل عن 20% من إجمالي القروض، حيث يقوم القطاع المصرفى بضخ 200 مليار جنيه وهو الأمر الذى من شأنه أن يقدم التمويل لنحو 350 ألف شركة ومنشأة توفر نحو 4 ملايين فرصة عمل جديدة قادرة على الحد من شبح البطالة ليس للشباب فقط بل للعديد من الأسر المصرية التى تعولها المرأة.

المليون ونص فدان

كما كان انطلاق المشروع القومى لاستصلاح وزراعة مليون ونصف فدان بدءا من منطقة الفرافرة بمحافظة الوادى الجديد وإنشاء قريتين زراعيتين وقرية خدمية كاملة المرافق والخدمات كنواة للريف المصرى الجديد، إضافة كبرى لتحقيق مخططات التنمية الشاملة وتوفير فرص العمل لملايين الشباب، هذا بجانب المساهمة فى زيادة مساحة الرقعة الزراعية بنسبة 20 % وخلق مجتمعات عمرانية جديدة تستوعب الزيادة السكانية المستمرة، ما يساعد فى حل مشكلة البطالة وأيضا الإسكان بالنسبة للشباب ويمثل طفرة عملاقة فى مجال الاستصلاح الزراعى.

مجلس النواب

وكانت نسبة نجاح وتمثيل الشباب بالانتخابات البرلمانية الأخيرة خير دليل على الاستعانة بالشباب فى توجيه سفينة الوطن نحو التنمية المستدامة والنهضة المنشودة، حيث نجح الشباب فى حصد ربع مقاعد البرلمان فى دورته الحالية، وهو ما يعد النسبة الأكبر فى تاريخ الحياة النيابية للشباب المصري.

برلمان الشباب

ظل تواجد الشباب تحت القبة فى الدورات البرلمانية السابقة وسيلة لتجميل وجه الوطن، وكانت قلة الخبرة بمثابة "شماعة" للأنظمة المختلفة لتبرير تقليص دورهم فى البرلمان من هذا المنطلق وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى وزارة الشباب والرياضة إلى إطلاق مبادرة "برلمان الشباب أو الطلائع" بهدف تمكينهم من المشاركة الفاعلة فى الحياة السياسية وتدريبهم لتولى المناصب القيادية وتوفير المناخ الملائم لهم للانخراط فى العمل السياسى والممارسة البرلمانية ونشر الوعى القائم على ترسيخ قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وتنمية القدرة على الحوار وقبول الآخر.

تطوير التعليم

لأن صناعة الأمة تبدأ بالتعليم كان الرئيس على قناعة تامة بأن إصلاح أحوال الشباب يبدأ بتطوير التعليم، من هنا أمر بتشكيل لجنة قومية متخصصة تحت رعايته تضم كافة الوزارات المعنية والمجالس التخصصية وكافة المؤسسات البحثية الوطنية المتخصصة لتحديث المناهج التعليمية لجميع المراحل الدراسية تراعى أحدث ما وصلت إليه الدراسات العالمية وترسخ منظومة الأخلاق وإطار القيم الوطنية فى وجدان الطلبة والطالبات فى مختلف المراحل التعليمية.

قنوات شرعية

هذا هو جانب من المكتسبات التى استطاع الشباب الحصول عليها خلال الأعوام الأخيرة الماضية، لكن ماذا عن تطلعاتهم فى الفترة المقبلة؟

يقول النائب طارق الخولي، عضو مجلس النواب: لاشك أن شباب مصر حققوا الكثير من المكتسبات مؤخرا كان فى مقدمتها تعديل قانون التظاهر السلمى وإنشاء لجنة العفو بالإضافة إلى إطلاق العديد من المشروعات الاقتصادية العملاقة التى تسهم فى توفير فرص عمل للشباب، بالإضافة إلى تنظيم مؤتمرات الشباب، وإطلاق البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة من أجل دمجهم فى الجهاز الإدارى للدولة ما نتج عنه معاونين للوزراء والمحافظين، ونجاح عدد غير مسبوق من الشباب فى الوصول إلى مقاعد البرلمان، وفى ظل هذا نتطلع إلى مزيد من الحلول القادرة على زيادة أعداد الشباب الذين تمكنوا من إيجاد فرص عمل وتقليل نسب البطالة بينهم، وإيجاد قنوات سياسية شرعية يستطيع الشباب من خلالها ممارسة العمل العام أو السياسي.

مسئولية مشتركة

من جانبها دعت النائبة البرلمانية ماريان عازر الشباب إلى الاستفادة مما تقدمه القيادة السياسية من تسهيلات بنكية ومشاريع اقتصادية وترك اللهث وراء الوظيفة الحكومية قائلة: مواجهة البطالة مسئولية مشتركة بين الحكومة والشباب،وقد اهتم الرئيس بالشباب وقدم لهم مشروعات صغيرة تناسب جميع الفئات، وما عليهم سوى البحث عن هذه الفرص وترك رحلة البحث عن الوظائف بالقطاع العام.

أما الباحثة داليا زيادة، مديرةأحد المراكز المتخصصة فى الدراسات الديموقراطية فتقول:نجح الرئيس منذ توليه الحكم فى سد الفجوة القوية التي حدثت بين الدولة والشباب من سيطرة كبار السن وأصحاب الخبرة علي المناصب القيادية ما أشعر الشباب بأنهم جزء من صناعة القرار، مؤكدة أن القيادة السياسية قطعت شوطا كبيرا فى مسيرة تمكين الشباب بما اتخذته من قرارات وأطلقته من مبادرات وبرامج، متطلعة إلى إتاحة المزيد من الفرص من قبل الحكومة للشباب للتواجد وبقوة فى مراكز صنع القرار وإعداد كوادر شبابية وتقديمهم للمجتمع لضخ الدماء الجديدة فى مختلف مؤسسات الدولة.

مراكز تأهيل

من جانبها أشادت ليلي زيدان، المدرس المساعد بمركز البحوث الزراعية وإحدى خريجى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة باهتمام القيادة السياسية بالشباب والذى تجلى مع بدايات عام 2015 الذى شهد إطلاق البرنامج الرئاسي، وفتح قنوات حوار بين الرئيس والشباب تمثلت فى مؤتمرات الشباب التى أتاحت لهم الفرصة للتعبير عن مشكلاتهم وووطنهم وفقا لرؤاهم، وقالت: إلى جانب ما قدمه الرئيس للشباب من فرص تمكنهم من الوصول إلى مراكز اتخاذ القرار وعد سيادته بإنشاء أكاديمية على غرار "إينا" الفرنسية التي أنشأها شارل ديجول، لذلك أتمنىأن يتم إنشاؤها والأهم متابعتها وتقييم خريجيها، إلى جانب إنشاء مراكز تأهيل وتدريب لهم من أجل خلق كوادر قادرة على تولي المناصب القيادية فى المستقبل.

المصدر: كتب : محمد الشريف - إيمان عبدالرحمن
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1594 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,805,064

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز