نجحت د. ريهام سيد، الباحثة بالمركز القومي للبحوث في اكتشاف مركب طبيعي من شمع عسل النحل يساعد على إعادة بناء السنة المتضررة ما يجنب الإنسان آلام خلع الأسنان وعلاج تسوسها وحشوه والتهابات اللثة وغيرها من أساليب مكافحة التسوس، وحول مراحل اكتشافها لهذه المادة والصعوبات التي واجهتها خلال بحثها كان لـ "حواء" هذا الحوار..
ما الذي يميز هذا المركب عن حشو الأسنان؟
بداية هذا المركب عبارة عن مادة شفافة مستخلصة من شمع عسل النحل ويتميز عن غيره أنه مكون من مواد طبيعية وذات خصائص عدة، حيث يعمل كمضاد للالتهاب والبكتيريا والفيروسات، وقد تم تجربته على الحيوانات وأثبت كفاءته.
هل يحتاج المريض لملاحظة ومتابعة الطبيب بعد استخدامه؟
بعد استخدام المركب يقوم المريض بالمتابعة مع الطبيب من 6 أشهر إلى سنة حيث يبدأ في هذه الفترة تكون الجزء التالف الذي يمكن اكتشافه بالأشعة بعد مدة 10أشهر، لكن يجب التنويه أنه لا يمكن استخدام المركب مع مختلف الحالات، فإذا كان الجزء المثقوب في السنة كبيرا أو يعانى المريض التهابات أو ألم شديد ومستمر يحذر استخدامه.
هل واجهتك صعوبات أثناء مشوارك البحثي؟
لم يكن بحثي يتطلب كل هذه المدة لإتمامه، لكن العقبات التي واجهتني خلال البحث هي ما جعلتني أتأخر لأربع سنوات للتوصل إلى النتيجة البحثية، حيث يعاني المركز ضعف الإمكانيات، كما واجهت مشكلة فنية تمثلت في تشابه أسنان حيوانات التجارب مع أسنان الإنسان في التكوين وقد استعنت في حل هذه المشكلة بطبيب بيطري، بالإضافة إلى صعوبة عدم وجود مخدر للكلاب يشبه المستخدم للإنسان والتعامل مع الفنيين لتقطيع الأسنان وقراءتها تحت الميكروسكوب حيث أفسد الفني 102 عينة من أصل 122ما أجبرني على إعادة كافة المراحل السابقة.
ما رأيك فيما يتداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي من وصفات طبيعية لتبييض الأسنان؟
احذر من استخدام هذه الوصفات خاصة المكونة من الملح والبيكربونات، حيث تنذر هذه الوصفات بكارثة للأسنان، فالسنة الواحدة مكونة من طبقة تسمى "المينا" واستخدام الملح والبيكربونات يضر هذه الطبقة بشكل كبير، أما عن وصفة الليمون فإن الأحماض تتسبب في تآكل الطبقة نهائيا، بالإضافة إلى أن هذه الوصفات تسبب حساسية الأسنان وتصيب الإنسان بآلام شديدة ومستمرة باللثة.
وماذا عن عمليات تبييض الأسنان؟ وهل هناك فرق بينها وإزالة الجير؟
على الرغم من جدوى هذه العمليات إلا أن تكرارها يسبب حساسية الأسنان، أما بالنسبة للفرق بينها وإزالة الجير فالأخير يتكون بسبب إهمال الأسنان وعدم غسلها وهو ما يحتاج إلى كحت للطبقة المتكونة على السنة وبعد إزالتها يتم تلميعها، أما التبييض فيلجأ إليه من يواظب على غسل أسنانه إلا أنه لا يحصل على أسنان براقة ولامعة.
وكيف يمكن للمرأة الحفاظ على أسنان أطفالها من التسوس أو التلف؟
أنصح الأم أولا بالتغذية الصحية من خلال تناول الخضراوات والفاكهة والابتعاد عن الكربوهيدرات البسيطة الموجودة في الخبز الفينو والمقليات التي تذوب بسرعة في الفم لأنها تساعد على تسوس الأسنان والاستعاضة عنها بالكربوهيدرات المعقدة الموجودة في الفاكهة والتي تحتاج لوقت أطول في الهضم، إلى جانب تعويد الطفل على تناول الماء منذ مرحلة الرضاعة وعدم ترك ببرونة اللبن في فمه لوقت طويل حتى لا تزيد البكتيريا داخل فمه وتصاب أسنانه بالتسوس, ومع بلوغه العامين يجب أن تعلمه استخدام فرشاة الأسنان وكيفية المضمضة، مع أهمية منع الأطفال من تناول السكريات والحرص على شرب الماء بعد تناول أي قطعة حلوى.
إطلالة العروس لا تكتمل إلا بابتسامة براقة.. فما نصائحك للعروس حتى تظهر يوم الزفاف دون خجل أو توتر بسبب بهتان لون أسنانها؟
المداومة على غسل أسنانها, وتجنب التدخين, والتقليل من تناول الشاي والنسكافيه، مع أهمية زيارة الطبيب قبل موعد زفافها بـ 6 أشهر لفحص أسنانها حتى يكون لديها وقت كاف لعلاج أية مشكلات.
هل رائحة الفم الكريهة دليل على وجود خلل ومشاكل بالأسنان؟
ترجع الرائحة الكريهة التي تنبعث من الفم لسببين أولهما وجود سنة "مخرومة" تسبب التهاب اللثة وينتج عنها رائحة كريهة بالفم ويتم اكتشافها بسهولة أثناء غسل الأسنان وتتسبب في نزيف اللثة، ويمكن علاجها باستخدام مضمضة مضادة للالتهاب ثلاث مرات يوميا أو مزيج من نصف كوب ماء يذاب فيه ربع ملعقة ملح كمضمضة مرتين يوميا لتقليل التهابات اللثة، وقد تتسبب مشكلات المعدة والجهاز الهضمي في هذه الرائحة.
وما علاقة الحالة النفسية بآلام الأسنان؟
للضغوط النفسية علاقة وطيدة بألم الأسنان والدليل على ذلك ظهور مشكلات ضرس العقل أثناء الامتحانات أو قبل الزواج أو الإصابة بالقرح في الأغشية المبطنة للفم مع التعرض لأي ضغط نفسي أو عصبي.
كطبيبة.. ما نصائحك للمرأة في الحفاظ على شبابها وأنوثتها؟
أنصح المرأة بالاعتزاز بنفسها وحبها لذاتها حتى تحب زوجها وأبناءها والبعد عن الفظاظة في معاملة الناس وقبل كل هذا إرضاء الله، واتباع التغذية السليمة والمداومة على الاحتفاظ بثمرة فاكهة وزجاجة مياه في حقيبتها يوميا وتناول الزبادي أو اللبن.
كيف توفقين بين عملك البحثي الشاق وأسرتك؟
أدين بالفضل في ذلك لوالدتي التي ساعدتني كثيرا حيث اعتنت بأبنائي أثناء انشغالي بأبحاثي، ولا أنكر دعم زوجي لي من أجل استكمال مشواري البحثي.
وماذا عن طموحاتك الشخصية والعلمية؟
أطمح على المستوى الشخصي أن أرى أبنائي في صحة جيدة ومتفوقين دراسيا, وأن أرى ابني سهيل بطل كاراتيه وابنتي أجمل بنت في الدنيا, وأدعو الله أن يحفظ زوجي وأمي, وعلى المستوى العلمي أتطلع إلى أن يرتفع شأن الباحثين ويتم الاهتمام بهم ويحصلون على المكانة التي تليق بعلمهم، إلى جانب إتاحة الدولة فرصة تبادل الخبرات العلمية بين باحثي مصر والعالم، بالإضافة إلى توفير الإمكانيات المادية والتسهيلات اللازمة لإتمام الأبحاث العلمية التي تخدم البشرية.
ساحة النقاش