أحلام وطموحات تتطلع الفتيات إلى تحقيقها أثناء دراستهن الجامعية وقبل الزواج سواء على المستوى العملى أو استكمال الدراسات العليا، ينجح بعضهن فى تحقيقها بينما تتحطم تطلعات أخريات على صخرة الزواج ومسئولية الأبناء، وفى الوقت الذى يستسلم فيه البعض للأمر الواقع تتمسك أخريات بأحلامهن ويسعين إلى تحقيقه، لكن كيف يمكن للمرأة تحقيق ما تصبو إليه من أهداف دون التقصير فى واجباتها تجاه أسرتها؟
في البداية تقول نورا أحمد، محامية: تزوجت بعد شهرين من تخرجى فى الجامعة بشاب جمعتنى به قصة حب أثناء الدراسة كما تشاركنا حلم فتح مكتب للمحاماه، لكن بعد إنجابى لابننا الأول قررت أن أتخلى عن حلمي وأهتم بالمنزل بناء على رغبة زوجى، وبعد عدة أشهر تم تعيينه بالنيابة العامة، ومع مرور الأعوام شعرت أن أحلامي كلها تحطمت رغم أننى كنت متفوقة دراسيا.
وتقول مروة إبراهيم "31 سنة": تزوجت فى عمر الـ 19 عاما واتفقت وزوجى على أن أكمل دراستي العليا بعد تخرجى فى الجامعة لكن إنجابى طفلي الأول جعلنى أؤجل الدراسة وبعدها رزقت بطفلة أخرى وأصبحت الآن أتحمل مسئولية الاثنين، لكننى لم أتخل عن حلمى وقررت تحقيقه بعد عدة سنوات، ومع التحاقهما بالمدرسة تضاعفت المسئولية ووجدت صعوبة فى تحضير الماجستير والدكتوراه، فطلبت من زوجى أن أعمل بشهادتى لكنه رفض وطلب منى الاعتناء بالمنزل وأبنائي وكان ذلك بمثابة الصخرة التى تحطمت عليها أحلامى.
أما أم يونس، مهندسة فتقول: حصلت على بكالوريوس الهندسة وعملت لمدة خمس سنوات بعد الزواج بعدها شعرت أن المنزل يحتاجني كثيرا فقررت التوقف عن العمل ورعاية أبنائى ومنزلى رغم أن زوجى لم يطلب مني ذلك، ولم أندم للحظة على هذا القرار فزوجي دائما يدعمني والحمد لله رأيت ثمار جهدى فى أولادى وتفوقهم الدراسى.
التوازن
لكن كيف يمكن للمرأة التمسك بأحلامها فى العمل والدراسة بعد الزواج مع التوفيق بينهما ومسئولياتها المنزلية؟ تقول منى شوقي، استشارية تنمية الموارد البشرية وعلم النفس الإيجابي: تحتاج المرأة التى وجدت صعوبة فى تحقيق طموحاتها إلى من يدعمها ويشعرها بتحقيق النجاح لكن على المستوى العائلى لتجنب الطلاق والتخلي عن أسرتها مقابل تحقيق أحلامها التى كانت تصبو إليها قبل الزواج، وليس معنى ذلك أن نثنيها عن هدفها بل عليها أن تسعى لتحقيقه مع الثقة في إمكانياتها وقدراتها على تحقيق حلمها، ودون النظر إلى متى بدأت فليس عيبا أن تبدأ متأخرة فهناك الكثيرات بدأن فى سن مبكرة إلا أنهن لم يحققن شيئا.
وتنصح شوقى بالتوازن بين السعي نحو تحقيق الحلم ورعاية الأسرة، مؤكدة أن الأمومة هدف أسمى باعتبار أن الأسرة مؤسسة صغيرة تقوم بإدارتها الأم بل هى مصدر لإسعاد أفرادها ومدهم بالطاقة والمشاعر الإيجابية.
الضغط المجتمعي
تقول د. هناء الجوهري، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة: لا شك أن لكل شخص دورا في المجتمع يجب أن يقوم به، لكن المجتمع الشرقى يحمل المرأة أكثر من دور فى الوقت ذاته، في حين يحصر دور الرجل فى توفير النفقات للأسرة، وأرى أن أصعب مرحلة في حياة كل سيدة هي السنوات الأولى من الزواج لأنها في تلك المرحلة تبدأ في بناء أسرة وفي نفس الوقت تكون مطالبة بإثبات نفسها فى مجال عملها، لذا أنصح المرأة بتنظيم الوقت ومشاركة مسئوليات المنزل مع الزوج.
وتتابع: يعظم المجتمع المصرى مسئولية المرأة حيث يطلب منها القيام بكل الأدوار بكفاءة عالية، كما أن الثقافة الذكورية تؤثر وبشكل كبير فى أسلوب التربية والتنشئة الذى يتبعه الأهل فى تربية أبنائهم، لذا أناشد الأهل بتحرى المساواة بين أبنائهم حتى نتمكن من تخريج جيل يؤمن بالمساواة الحقيقة وأن لكل سيدة حقوق وطموحات توازي حقوق وطموحات الرجل.
كوني مثقفة
بينما تحمل حنان الجندي، استشاري العلاقات الأسرية، المرأة مسئولية تخليها عن أحلامها موضحة أن الحياة العملية ليس فقط المهنة لكنها تشمل الثقافة والقراءة والبحث ومتابعة المتغيرات التى يشهدها المجتمع قائلة: تعتقد أغلب السيدات خاصة غير العاملات أن الزواج وإنجاب الأطفال هما المحطة الأخيرة للعلم والثقافة ما يصنع الفجوة والوحدة الداخلية لهن، لذا أنصح كل سيدة بمواكبة العصر والتكنولوجيا والتعرف على كل ما هو جديد، ولتخصص وقتا يوميا للاطلاع وتثقيف نفسها حتى تتمكن من مواكبة زوجها الذى يكتسب مهارات يومية من عمله واحتكاكه بالآخرين، وأخيرا أقول لكل من تأخرت أو أخفقت فى تحقيق حلمها "لا تعيشي دور المضحية، فنجاح أولادك وتقدم زوجك في العمل جزء من نجاحك، لكن ثقافتك ونجاحك أمام نفسك كأم متقدمة لديها أدواتها ستفرق كثيرا معكِ فهذا سيجعلك حلقة ضمن دائرة نجاحهم، كما أن الجمود يؤدي إلى الموت بينما يساعدك الوعي فى الانطلاق وقتما تشائين في المهنة التي تحبينها.
<!-- /* Font Definitions */ @font-face {font-family:Arial; panose-1:2 11 6 4 2 2 2 2 2 4; mso-font-charset:0; mso-generic-font-family:auto; mso-font-pitch:variable; mso-font-signature:-536859905 -1073711037 9 0 511 0;} @font-face {font-family:"Cambria Math"; panose-1:2 4 5 3 5 4 6 3 2 4; mso-font-charset:0; mso-generic-font-family:auto; mso-font-pitch:variable; mso-font-signature:-536870145 1107305727 0 0 415 0;} @font-face {font-family:Calibri; panose-1:2 15 5 2 2 2 4 3 2 4; mso-font-charset:0; mso-generic-font-family:auto; mso-font-pitch:variable; mso-font-signature:-536870145 1073786111 1 0 415 0;} /* Style Definitions */ p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal {mso-style-unhide:no; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; margin-top:0in; margin-right:0in; margin-bottom:10.0pt; margin-left:0in; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:Calibri; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:Calibri; mso-fareast-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} .MsoChpDefault {mso-style-type:export-only; mso-default-props:yes; font-size:11.0pt; mso-ansi-font-size:11.0pt; mso-bidi-font-size:11.0pt; font-family:Calibri; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:Calibri; mso-fareast-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} .MsoPapDefault {mso-style-type:export-only; margin-bottom:10.0pt; line-height:115%;} @page WordSection1 {size:8.5in 11.0in; margin:1.0in 1.0in 1.0in 1.0in; mso-header-margin:35.4pt; mso-footer-margin:35.4pt; mso-paper-source:0;} div.WordSection1 {page:WordSection1;} -->
ساحة النقاش