مع اقتراب موعد الامتحانات تعلن الكثير من الأسر المصرية حالة التأهب والاستنفار القصوى استعدادا للمعركة المصيرية التى ترسم مستقبل الطالب، فترفع شعار "ممنوع" لكل ما يفضله الأبناء من خروجات وزيارات وحتى مشاهدة التليفزيون والحاسب الآلى فى محاولة لمساعدتهم على التركيز فى مراجعة دروسهم، لكن هل يحقق هذا الأسلوب الهدف المرجو منه أم يؤثر سلبا على نفسية الطالب؟

 "ذاكر ركز هانت خلاص" كلمات ترددها كل أم طيلة أيام الامتحانات ويصاحبها عادة وقف لكل الأمور الحياتية الطبيعية، لا للزيارات لا للأصوات العالية لا للموبيلات وقد تحول البيت لمنطقة عسكرية "ممنوع الاقتراب" لا مكان فيها للراحة ومع هذه الأجواء المليئة بالشحنات السلبية والتوتر تزداد الخلافات والمشاحنات الزوجية وبدلا من زيادة التركيز في المذاكرة يحدث العكس.

ولأهمية الأجواء المحيطة بالطالب ودورها في زيادة تركيزه ناقشنا هذا الأمر بين الأسر والمتخصصين لنتعرف على الوضع الأفضل للبيت خلال هذه الفترة..

يقول المهندس أسامة: تلعب زوجتي الدور الأكبر فى توفير أجواء هادئة بالمنزل لتساعد الأولاد على التركيز فى المذاكرة أثناء فترة الامتحان، حيث تنظم أوقاتهم بين الراحة والمذاكرة، بالإضافة إلى جهودها المكثفة في صرف انتباههم عن وسائل الترفيه التي أصبحت متاحة أمامهم بشكل مزعج، بالإضافة إلى منع الزيارات والفسح.

ممنوع الزيارات شعار ترفعه أمال عبد المنعم، موظفة أثناء فترة الامتحانات وتقول: لدي 3 أبناء في مراحل تعليمية مختلفة لذلك أعلن حالة الاستنفار القصوى بالمنزل بمجرد قرب موعد الامتحانات كما أن عائلتي تعرف طقوسي أيام الامتحانات فالزيارات ممنوعة ولا وقت إلا للمذاكرة.

الدروس الخصوصية

ترجع ابتسام علي، ربة منزل المشكلات التى تنشأ بينها وزوجها إلى ارتفاع تكاليف الدروس الخصوصية حيث تحاول أن توفر لأبنائها مدرسين في المواد التي يصعب عليهم فهمها، في حين يندد زوجها بارتفاع تكاليفها ويرى أن تدليلها للأولاد سبب ضعف تحصيلهم الدراسي، وتقول: يتكرر هذا السيناريو كل عام ويزداد التوتر أيام الامتحانات، وللأسف عادة ما يؤثر سلبا على درجاتهم لكنى أحاول قدر الإمكان السيطرة على نفسى لتمر هذه الفترة بسلام.

"تركت بيتى قبل الامتحانات فرسب أولادي" هكذا بدأت إصلاح محمد، ربة منزل حديثها وقالت: تركت منزلي إثر مشاجرة مع زوجي وكان ذلك أثناء الامتحانات، لم أعتقد أن هذا الأمر سيؤثر على أبنائى، فأوصيتهم بالتركيز فى مذاكرتهم لكن للأسف تسببت مشكلتي مع زوجي فى رسوبهم لأول مرة، ومنذ هذه اللحظة أدركت أن الجو المحيط بالطالب أهم من المذاكرة.

وعي الأم

إذا كانت هذه نماذج لأجواء الامتحانات في بيوتنا بين الهدوء والاستقرار وتحويلها لثكنة عسكرية، فما نصيحة المتخصصين بالنسبة للمناخ الأسري الأفضل للأبناء خلال هذه الفترة؟ يقول د. هاشم بحري، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر: عند تعرض الإنسان لضغوط ينتابه الإرهاق النفسي أما الطالب عندما يتعرض للضغوط من قبل الأسرة خلال فترة الامتحانات والتي تتمثل في كلمة "ذاكر..ركز" فإنه يملك القدرة فى البداية على التحمل، لكن مع استمرار الضغط يفقد القدرة تدريجيا إلى أن يصل إلى مرحلة الانفصال عن كل شيء حوله والرغبة في النجاح، فالجو المحيط به قد يزيد ثقته أو يقللها، وهنا تظهر مهارة ووعي الأم بالحالة النفسية لابنها خلال الامتحانات من خلال توفير المناخ الذي يمنحه طاقة إيجابية.

ويتابع: تحول الكثير من الأسر المنزل إلى ثكنة عسكرية، حيث تمنع الدخول أو الخروج والزيارات، فيتحول الأب والأم إلى رقيب وتزداد الخلافات بينهما بسبب الشحنات السالبة الموجودة خلف جدران المنزل، فالاعتدال فى كل شيء مطلوب لا يجب أن أتفوق في جميع المواد لكن النجاح في جميع الأنشطة بدرجة جيد سيضمن الاستمرارية.

وختم حديثه مؤكدا على أهمية الدعم النفسي من الأهل لأبنائهم خلال المذاكرة وذلك لتوفير جو من الهدوء والاستقرار والإحساس بالثقة فى قدراتهم فى إطار من الحب والسكينة مع تجنب الخناقات الزوجية أو رفع صوت التليفزيون وكل ما يؤثر على تركيزهم، إلى جانب الابتعاد عن أسلوب الأمر أو الحظر لأن ذلك يخيفهم ويفقدهم التركيز.

عادات خاطئة

أما د. ناهد نصر الدين، خبيرة التنمية البشرية بجامعة القاهرة فتقول: هناك العديد من العادات الخاطئة التي تمارسها الأسر كاعتماد المقارنات والتركيز على الدرجات العالية دون النظر إلى الفروق الفردية وتنوع القدرات واختلاف المواهب، إلى جانب إعلان حالة الطوارئ بمنع مشاهدة التليفزيون والتحفظ على الموبايل وحجب الكمبيوتر والزيارات والأصحاب فى الوقت الذى يمكن أن تساعد هذه الأمور على تجديد طاقة الأبناء وتخلصهم من الضغط النفسي الذي تتسم به هذه الفترة.

وتضيف: مع تكرار كلمة ذاكر يفقد الطالب الرغبة في كل شيء، لذا علينا أن نعطي أولادنا وقتا للتنفس بالتنزه مرة كل أسبوع خلال أيام الامتحانات على أن يكون الذهاب إلى أماكن ليست بها مجهود عضلي، مع أهمية أن يراعى الأشقاء الذين انتهوا من الامتحانات شعور شقيقهم الذي لم ينتهِ بعد، إلى جانب تهيئة مناخ أسري قائم على الحب والتفاهم بين الزوجين خلال هذه الفترة لأن هذا يلقى بظلاله على نفسية الطالب، كذلك على الجيران والأقارب عدم رفع صوت الأغاني أو عقد المناسبات لأن كثرة هذه الأمور المزعجة تؤثر على تركيز الطلاب وتزيد من توتر الأسرة.

<!-- /* Font Definitions */ @font-face {font-family:Arial; panose-1:2 11 6 4 2 2 2 2 2 4; mso-font-charset:0; mso-generic-font-family:auto; mso-font-pitch:variable; mso-font-signature:-536859905 -1073711037 9 0 511 0;} @font-face {font-family:"Cambria Math"; panose-1:2 4 5 3 5 4 6 3 2 4; mso-font-charset:0; mso-generic-font-family:auto; mso-font-pitch:variable; mso-font-signature:-536870145 1107305727 0 0 415 0;} @font-face {font-family:Calibri; panose-1:2 15 5 2 2 2 4 3 2 4; mso-font-charset:0; mso-generic-font-family:auto; mso-font-pitch:variable; mso-font-signature:-536870145 1073786111 1 0 415 0;} /* Style Definitions */ p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal {mso-style-unhide:no; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; margin-top:0in; margin-right:0in; margin-bottom:10.0pt; margin-left:0in; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:Calibri; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:Calibri; mso-fareast-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} .MsoChpDefault {mso-style-type:export-only; mso-default-props:yes; font-size:11.0pt; mso-ansi-font-size:11.0pt; mso-bidi-font-size:11.0pt; font-family:Calibri; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:Calibri; mso-fareast-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} .MsoPapDefault {mso-style-type:export-only; margin-bottom:10.0pt; line-height:115%;} @page WordSection1 {size:8.5in 11.0in; margin:1.0in 1.0in 1.0in 1.0in; mso-header-margin:.5in; mso-footer-margin:.5in; mso-paper-source:0;} div.WordSection1 {page:WordSection1;} -->

المصدر: هدى إسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 865 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,826,623

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز