وحوي يا وحوي
قصص كثيرة ومئات الحكايات يتم تداولها حول أصل هذه الكلمة إلا أن جميعها تؤكد أن المصريين أول من عرفوا الفانوس ونشروه في جميع البلدان العربية، حيث يعود هذا الأمر إلى عام 358 هجريا وتحديدا يوم دخول المعز لدين الله الفاطمي القاهرة بعد عودته من الغرب ليستقبله المسلمون بمصابيح تشبه في تكوينها تركيب الفانوس المتعارف عليه حاليا، وكان ذلك في منتصف شهر رمضان، ومنذ ذلك التاريخ استخدمت المصابيح في إنارة الشوارع طوال هذا الشهر لترتبط بعده ارتباطا وثيقا بشهر رمضان الكريم، وأخذت في التطور حتى استقرت على هذا الشكل.
كما يذكر المؤرخون أن خليفة فاطمي أراد أن يضيء شوارع القاهرة طوال ليالي شهر رمضان فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس يتم إضاءتها عن طريق شموع توضع بداخلها، فيما تروي قصة ثالثة أنه خلال العصر الفاطمي لم يكن يُسمح للنساء بترك بيوتهن إلا في شهر رمضان وكان يسبقهن غلام يحمل فانوساً لتنبيه الرجال بوجود سيدة في الطريق لكي يبتعدوا، وبهذا الشكل كانت النساء تستمتع بالخروج وفى نفس الوقت لا يراهن الرجال.
أما عن أقدم أنواع الفوانيس فهو "البرلمان"، وسمي بهذا الاسم لأنه يشبه في تصميمه قاعة البرلمان، وقد انتشر في فترة الثلاثينيات نسبة لأحد الفوانيس المعلقة في إحدى قاعات البرلمان المصري في ذلك الوقت، أما فانوس "فاروق" فقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى الملك فاروق الذي أمر خدمه بتصنيعه ليزين به القصر الملكي في أحد احتفالاته بعيد ميلاده.
ويقول المؤرخون حول "وحوي يا وحوي"، إنها ذكرت في مصر القديمة فكلمة (أيوح) معناها القمر، وكانت الأغنية تحية للقمر، وأصبحت منذ العصر الفاطمي تحية خاصة بهلال رمضان، وهناك رأي آخر يقول إنها أغنية فرعونية وترجمتها باللغة العربية "أشرقت أشرقت يا قمر"، وتكرار الكلمة في اللغة المصرية القديمة يعني التعجب، ويمكن ترجمتها أيضا "ما أجمل طلعتك يا قمر".
السبيل .. الخير للمحتاجين
تقديم خدمات مجانية للمواطنين طمعا في ثواب الآخرة يسمى "سبيل"، وقد كانت الأوقاف سببا لازدهار الأسبلة حيث يُوقف المُحسن بعض أملاكه للإنفاق على السبيل، وتعود الأسبلة لأزمنة مختلفة يرجع أقدمها إلى عصر المماليك البحرية ولعل أهم الأسبلة العثمانية في القاهرة "سبيل خسرو باشا" الموجود في سوق النحاسين، وكتاتيب "دار السعادة لمصطفى أغا، وأودة باشا بالجمالية، وعبد الرحمن كتخدا بشارع المعز لدين الله الفاطمي، والسلطان محمود، ورقية دودو بسوق السلاح".
سبيل محمد علي
أنشأه محمد على صدقةً على روح ولده إسماعيل باشا الذي تُوفى في السودان عام 1822، وفي داخل هذا السبيل كان الماء يُحفظ في صهريج ضخم تحت الأرض، عُمقه 9 أمتار، ويتسع لـ 455 ألف لتر من الماء، أي يكفى لملء أكثر من مليون كوب ماء، فيما كانت تُبطَّن جدرانه بمواد لا تسمح بنفاذ الماء، وهي الطريقة المتبعة في المباني الرومانية القديمة لتبقى المياه صالحة للاستخدام الآدمي لأطول فترة مُمكنة، فيصعد المارون إلى السبيل من خلال درجات صغيرة، صُممت خصيصًا للحفاظ على سلامة الأشخاص، يشربون الماء ثُم يتركون عُملة معدنية أو أي تذكار كنوع من العرفان بالجميل لهذا السبيل ومن بنوه.
سبيل أم العباس
من أشهر الأسبلة التي سُميت منطقة كاملة باسمها هو سبيل أم عباس، وهى الأميرة "بنبا قادن" والدة الخديوي عباس حلمي الأول، والتي قررت بعد مرور 13 سنة من وفاة ابنها أن تبنى هذا السبيل في حي القلعة الشهير ترحما على روح ابنها، والذي اغتيل في قصره بمدينة بنها عام 1854.
الفول غذاء السحور
يعد الفول في شهر رمضان غذاء البطون كما يصفه عامة الشعب، فأبحاث الغذاء الاجتماعية تقول إنه الوجبة الأولى والأساسية في مصر في الإفطار في الأيام العادية، بينما هي الوجبة الرئيسية في السحور في شهر رمضان.
وقد تضاربت الأقاويل حول بداية ظهور الفول في مصر من بينها أنه عرف استخدامه منذ أيام الفراعنة كمصدر بديل للبروتين، وقيل إنه عرف عن طريق اليونان في مصر.
ولأن المصريين يعرفون أهمية الفول يستخدمونه كوجبة رئيسة في السحور حتى أصبح علامة مميزة لرمضان فأجوائه لا تكمل إلا بطبق الفول على مائدة السحور.
التراويح مواثيق حب
تلم المساجد شمل المسلمين في رمضان حيث يحرصون على أداء صلاة العشاء والتراويح يوميا داخل المساجد في أجواء يملؤها الحب والتعاون والإيثار، فالكل أتى إلى بيوت الله للعبادة والتقرب إليه رافعين أكفهم أن يتقبل منهم الصلاة والصيام، وبين الخشوع والذل تتوارى نظرات المتهجدين في العشر الأواخر من رمضان إلى ربهم أن يرزقهم ليلة القدر وأن يعتق رقابهم من النار.

المصدر: هدى إسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 495 مشاهدة
نشرت فى 21 يونيو 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,686,138

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز