قد تمر الأوطان ببعض الأزمات والخسائر والمعاناة, وقد تصعب فيها الحياة بسبب ظروف اقتصادية صعبة وهذا لا يجعلنا أبدا نفقد حبنا للوطن أوإيمانا به, لكن علينا دعمه, فوجود وطن ننتمي له نعمة حقيقية لا يعرف قيمتها إلا من فقدها, فكيف نعلم أبناءنا فكرة الإيمان بالوطن وقدرته على تجاوز الأزمات؟
عن ذلك تحدثنا مع د. جمال شفيق أستاذ علم نفس الطفل فقال : تدريب الطفل على الإيمان وحب الوطن من المسئوليات الأساسية لكل أم , وعليهاعدم الاستهانة بها أو التخيل أن الطفل يولد محبا لوطنه وأن تهكمنا على الوطن أمامه لن يؤثر على انتمائه لهذا الوطن,فالأمر يحتاج قدرا من الوعيوالإدراكأنالأزمات لا تجعلنا نتخلى عن الوطن لكن تجعلنا نحاول التعامل مع الأزمةأو الغضب منها لكن دون أن نكره وطننا,فالأوطان لا تستبدل لنعيش فى رخاء اقتصادي, وما أحوجنا هذه الفترة لدعم وطننا بكل ظروفه وأزماته, ربما نعانى مثلا من هزيمة رياضية لكن هناك فرق أخرى تحقق مكاسب وترفع اسم الوطن, هنا على الأهل لفت انتباه الأبناءإلى من حققوا المكاسب الرياضية وأنه إذا كان هناك فشل أو تقصرفي مجال فهذا لا يعنى أن الوطن فاشل لكن سيتم محاسبة الفاشلين ومكافأة الناجحين,وأنه إذا كانت هناك معاناة ما بسبب ظروف اقتصادية فهذا لا يعنى أن نكرهه أو نحلم بتغييره, فالانتماء لوطن نعمة حقيقية علينا تذكير أبنائنا بها والتأكيد عليهم أن الوطن كالأم نحبه أيا كان شكله أو ظروفه لأنه حيث ننتمي, وحتى إن كبرنا وسافرنا ونجحنا سيظل حيث ننتمي, وربما لن يستوعبوا ما نقوله لهم الآن لكن عندما يكبرون سيدركون, المهم ألا يقوم الأهل بلا وعى أو قصد بإهانة الوطن حتى لا ننشىأجيالا كارهة لوطنهم بل دوما امنحوهم الأمل بأن الظروف تتغير, وأن بلدنا مصر عانت الكثير ودوما كانت تفاجئ الجميع بقدرتها على الخروج من كبوتها.
ساحة النقاش