منذ أحداث يناير 2011، والحسابات الأمريكية والأوروبية قد أساءت تقدير رغبة الشعب المصرى وإصراره على مطالبه المشروعة "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية"، ولكن رغبة الشعب المصرى هى التى انتصرت فى النهاية بعد تدخل القوات المسلحة المصرية فى 30 من يونيو 2013 لمساعدة الشعب فى الإطاحة بدكتاتور الإخوان، فى خطوة أربكت كل الخطط والحسابات الدولية ضد مصر، وبعد مرور خمسة أعوام من ثورة 30 يونيو العظيمة أردت رصد حالنا والوضع فى مصر إذا لم تقم هذه الثورة المجيدة بسيناريو يُعد فى مجمله مخيفا حيث كان يرى معظم الناس أنه لو استمر حكم جماعة الإخوان الإرهابية لتحولنا إلى سوريا أو العراق أو اليمن أو حتى ليبيا خاصة وأن هذه الجماعة كانت تسعى لزيادة حالة الانقسام بين جموع الشعب المصرى خاصة من لا ينتمى للجماعة أو أنصارها، ولولا ثورة يونيو فما هو وضع علاقاتنا الدولية مع بعض الدول التى لولا هذه الثورة ما كنا كشفنا النوايا وانتماءات المصالح لكل من تركيا وقطر وغيرهما من أعداء الوطن، ولولا ثورة يونيو ما كان هناك إلا قناة سويس واحدة, حيث أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى فى أغسطس 2014 عن إنشاء مجرى ملاحى جديد وتنمية محور قناة السويس بالكامل على أن تكون القناة الجديدة جاهزة خلال عام واحد, وبالفعل تم افتتاحها فى أغسطس 2015 فى حفل عالمى شارك فيه رؤساء وملوك من مختلف دول العالم، وما كان لهذا السيناريو أن يتحقق إلا بعد اندلاع ثورة أعادت الأمل من جديد فى نفوس المصريين، ولولا ثورة يونيو ما كانت عملية تطهير سيناء 2018 والمستمرة حتى الآن، وما كان هناك من أنفاق مفتوحة وممهدة لتهريب إرهابيين أو أسلحة أو أموال وخلافه، وتمت سيطرة وإحكام قبضة قوات الجيش على سيناء وأنفاقها والتى قامت بتدمير ما يقرب من 1700 نفق بين العريش وغزة كانت تستخدمها الجماعة المحظورة فى عمليات التهريب لعناصر إرهابية استهدفت قواتنا المسلحة فى سيناء وتهديد أمن مصر كلها، كان فى مصر أزمات كثيرة أثناء حكم الإخوان أهمها أزمة الطاقة متمثلة فى طوابير السيارات الطويلة التى كانت تنتظر أمام محطات البنزين أملا فى الحصول على حصة منه قبل أن تغلق المحطة أبوابها وتعلنها صريحة "البنزين خلص"، واتضح أن أسباب الأزمة آنذاك التهريب، ولولا ثورة يونيو لكانت أزمة البنزين أزمة طاحنة لا يحمد عقباها، ولولا قيام هذه الثورة المجيدة لما تم كبح جماح السلفيين فى مصر، ناهيك عن أنه لولا الثورة ما تم البدء فى إقامة محطة نووية فى منطقة الضبعة المصرية، وذلك بعد توقيع الاتفاقية بين الجانبين المصرى والروسى والتى تعد بمثابة نقلة كبيرة تدفع بمصر إلى مجموعة الدول النووية، كما تحقق طفرة اقتصادية واضحة وتساهم فى حل أزمة الطاقة، وجاءت هذه الاتفاقية ضمن سلسلة من الروابط والاتفاقيات الروسية فى كثير من المجالات والتى ظهرت بعد ثورة 30 يونيو، ولا ننسى الاهتمام الشديد بالشباب من قبل القيادة المصرية والحكومة بعد هذه الثورة التاريخية من خلال عقد مؤتمرات داخلية وعالمية للاستماع إليهم فى محاولة لمعرفة أفكارهم ومشاكلهم وإقرار عام كامل للشباب فى مصر، بالإضافة إلى عامين آخرين أحدهما للمرأة، والآخر لذوى القدرات الخاصة، وأخيراً وليس آخراً لولا ثورة يونيو ما كنا تعرفنا على المستشار المحترم عدلى منصور رئيس الجمهورية فى الفترة الانتقالية قبل انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيسا للجمهورية، ولولا ثورة يونيو ما كان هذا اليوم "30 يونيو" عطلة رسمية للمصريين.. وتحيا مصر.
ساحة النقاش