تتطلع كل فتاة أن تعيش حياة رومانسية أو قصة حب أسطورية كالتى تقرأ عنها أو تشاهدها عبر شاشات التليفزيون، لكن بمجرد الدخول في معترك الحياة الزوجية تثقل المسئوليات على كاهل شريكها ما يجعل من أمنياتها في كثير من الأحيان أحلام بعيدة المنال فيحدث الصدام وتكثر الخلافات، ولأن للرجال طباع تختلف عن المرأة وتتباين معها احتياجات كل منها للآخر حاولنا في جولتنا التالية أن نحدد لك أولويات الرجال وطبائعهم حتى تفهميها قبل أن تقعي في الحب..

فى البداية تقول سالي عبد الرحمن: على الرغم من أنني أجيد التعامل مع زملائي في موقع العمل إلا أن الأمر مع خطيبي مختلف تماما، فالمشاكل بيننا دائمة بسبب إهماله أو نسيانه لأمور بسيطة من وجهة نظره لكنها مهمة بالنسبة لي علما بأننى أهتم بكل شئونه.

وترى إيمان علي أن الرجل دائما ما يفعل خلاف ما تريده المرأة ليس لمضايقتها لكنه يراها سطحية متمسكة بالتفاهات وافتعال المشكلات لأتفه الأمور، وتقول: لا شك أن طباع الرجل تختلف كثيرا عن المرأة وهو أمر لا يدركه إلا القليل، فالرجل من وجهة نظري كما هو منذ عهد "سي السيد" حتى الآن، بينما تغير حال المرأة كثيرا ما أدى إلى ظهور صراع ثقافي بينهما.

بينما يرى محمد عبدالتواب أن المرأة المصرية "شريك مخالف" رغم إقراره بأنها "ست بيت ممتازة" ولديها قدرة على تحمل المسئولية، يقول: أنا وزوجتي في خلاف مستمر بسبب عملي فهي تريدني بجوارها دائما وهو خلاف طبيعتي المحبة للعمل، لذا فهي تراه زوجة أولى بينما هي الثانية.

ترتيب الأولويات

تعلق د. زينب مهدي، استشاري العلاقات الزوجية على الآراء السابقة وتقول: تختلف أولويات الرجل فى الحياة بدرجة كبيرة عن المرأة، ويتم ترتيب اهتمامات الرجال تبعا للأهمية بالنسبة لكلا الطرفين فعلى مستوى العمل والمال نجد الرجل يعشق عمله لأنه رمز لتحقيق حياة كريمة له وأبنائه باعتباره المصدر الأساسى للدخل، أما العائلة فالرجل يجد راحة لا مثيل لها في منزل أهله حيث حب أمه له وأخواته، وهذا هو انتماؤه الأول وخاصة في المجتمع الشرقي، بينما يأتى منزل الزوجية فى المرتبة الثالثة وهذا لا يقلل من قدر الزوجة والأولاد، فيما تأتى  اهتماماته الشخصية والصحية فى قاعدة هرم اهتماماته حيث يرى أنه من الضروري أن يسد متطلبات منزله أولا ثم احتياجاته الشخصية.

التنشئة

تقول د. سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: تتباين أولويات الرجل في المجتمع الشرقي والغربي، ففي الأول تتمثل فى الطعام والعمل والمال، بينما تأتى مشاركة المرأة في كل شيء فى مقدمة أولويات الرجل الغربى نظرا لنشأته وأسلوب تربيته، فالاهتمام بمشاعر المرأة والتفاصيل الصغيرة التى يراها الرجال الشرقي تافهة ذات أهمية بالغة لدى الغربيين، لذا على المرأة الشرقية أن تدرس جيدا طبيعة الرجل حتى لا تصاب بخيبة أمل بعد الزواج.

الرجل العصري

نشر الخبير النفسي تيري فيشر مؤخرا نتائج دراسته البريطانية التي أجراها حول أولويات الرجل في الحياة والتي جاءت صدمة حقيقية للمرأة، حيث يرتب الرجل العصري أولويات تفكيره كالتالي:

- الجنس: تتربع العلاقة الحميمية على قمة أولويات الرجل الذي يقضي معظم وقته في التفكير فيها.

- النوم: أثبتت الدراسة أن الرجال يفكرون في النوم بنفس قدر الجنس، ويزداد الأمر لدى الآباء الذين لديهم أطفال في سن صغيرة نسبيا.

- الطعام: يكاد يحظى الطعام بنفس أهمية الجنس والنوم لدى الرجال، حيث أثبتت الدراسة أنهم يقضون وقتا طويلا نسبيا في التفكير في تناول الطعام.

- العمل: يحرص معظم الرجال على التميز فى أعمالهم لما تمثله من عوامل أمان ومصدر للدخل ووسيلة لتحقيق الرضا الذاتي، وتؤكد الدراسة أنه إن لم يكن الرجل متواجدا في العمل فإنه يضيع بعض الساعات في التفكير في مستقبله الوظيفى ومدى تأهله للحصول على ترقية أو حوافز مادية.

- النقود: رغم أنها تأتي في مرتبة متأخرة من أولوياته لكن الرجل يفكر بالتأكيد في النقود التي تيسر له سبل الحياة، وتشير الدراسة إلى أن تفكير الرجل في النقود لا يرتبط بمقدارها بل بقدر كفايتها في تغطية نفقاته وتلبية احتياجات أسرته.

- الحب والأسرة: من طبيعة الرجل أنه لا يفكر فى الحب أو تكوين أسرة ما لم يمتلك وظيفة ناجحة توفر له داخلا ثابتا وتجعله قادرا على الاستقرار وتأسيس منزل وعائلة، وليس معنى ذلك أنه متبلد المشاعر بل هو رومانسي بطبعه لكنه يأبى الاعتراف بذلك حفاظا على رجولته أمام الآخرين.