تساؤلات عديدة يطرحها أولياء الأمور مع قرب بدء العام الدراسى الجديد والذى يشهد تطبيق النظام التعليمى الجديد بهدف الارتقاء بمستوى الطالب والمدارس الحكومية لتنافس الخاصة والدولية.

فما أبرز ملامح ذلك النظام، وهل يقتصر على مرحلة دراسية محددة فى أولى مراحل تطبيقه، هذه التساؤلات وغيرها الكثير نطرحها على مسئولى وزارة التعليم وخبراء التربية فى جولتنا التالية..

من أبرز ملامح المنظومة التعليمية الجديدة الاعتماد على المحتوى الموحد فى المنهج ومعلم الفصل الذى يجمع مواد «اللغة العربية، الحساب، التربية الدينية » فى درس أو فكرة واحدة يتبع فى شرحها طريقة مبسطة من خلال كلمات تعريفية لمجموعة من العلوم، على أن تعرب مناهج جميع المدارس اللغات فى المرحلة الابتدائية حتى يتقن الطالب اللغتين العربية والإنجليزية بكفاءة، وبدءا من المرحلة الإعدادية يتم تحويل تلك المدارس الحكومية فى هذا النظام إلى لغات لتنافس الخاصة والدولية.

وعندما يصل الطلاب الملتحقون برياض الأطفال بالنظام التعليمى الجديد للمرحلة الثانوية يكون قد تم إلغاء نظام العلمى والأدبى ليختار الطالب بين مجموعة اللغات أو التكنولوجيا أو دراسة "الروبوتات" وتطبيقات الحاسب، ومجموعات العلوم، ويخلو النظام الجديد من امتحانات لجميع الطلاب بمرحلة الطفولة المبكرة من رياض الأطفال حتى الصف الثالث الابتدائى ويكتفى باختبارات تطبيقية لقياس مهارات الفهم والاستيعاب بدلا من الحفظ والتلقين مع اعتماد نظام التقديرات الملونة "ممتاز، جيد جدا، جيد، مقبول، ضعيف، ضعيف جدا" بحيثيكون لكل تقدير لون لتحديد البرامج اللازمة لرفع مستوى التلميذ خاصة برامج الهجائية والقرائية والحسابية.

2026 نهاية النظام القديم

يتم تطبيق ذلك النظام دون المساس بالطلاب القدامى بالمدارس الرسمية للغات حيث يقتصر تطبيقه على الملتحقين الجدد بها بداية من العام الدراسى 2019 -2020،ولن يتم تعريب العلوم والرياضيات لهم فى الصفوف المتقدمة بل سيكملون دراستهم باللغة الإنجليزية، ولن تلغى المدارس التجريبية المتميزة بل ستظل نموذجا أقل فى الكثافة وأكثر فى الأنشطة، أما بالنسبة للمدارس الحكومية فسيتم تخفيف المناهج على طلاب الصف الثانى الابتدائى حتى الثالث الإعدادى لتلائم الخريطة الزمنية، مع توفير وسائل تعليم رقمية وجذابة مجانية لتساعدهم على الدراسة حتى يتم انتهاء نظام التعليم القديم عام 2026 بتخرج آخر طالب بالمراحل المختلفة.

ويتمثل التغيير الأساسىبمنظومة التعليم فى الطريقة التى يتم بها قياس مهارات الطلاب واستيعابهم، حيث يرتكز التغيير الحقيقى على فكرة معالجة التلقين والحفظ من أجل تحقيق أكبر قدر من الاستفادة والتعلم للطلاب، مع تبديل شكل أسئلة الامتحان بما يكشف استيعاب الطلاب وفهمهم للمناهج التعليمية وليس الحفظ والتلقين، ويعد نظام "التابلت، والشبكات" وسيلة لتحقيق الهدف من تغيير نظام الامتحانات، وفيه يتم توصيل 2530 مدرسة  بشبكات نت داخلية من الألياف الضوئية "الفايبر" وبالفعل تم توصيل 700 منها هذا العام،ويتم توزيع "التابلت" مجاناابتداءمن الصف الأول الثانوى، بالإضافة إلى تواجد شاشات تفاعلية فى كل فصل من هذه المدارس، علما بأن هذا النظام لايعنى غياب الطالب عن الدراسة بل يكون التصحيح ورصد الدرجات وتغييبه إلكترونيا، ويعاقب الطالب الذىتجاوز نسبة الغياب بالحرمان من الامتحان.

تغيير المحتوى والشكل

حول النظام التعليمى الجديد يقول أحمد خيرى، المتحدث الإعلامى لوزارة التربية والتعليم: أولياء الأمور على اقتناع تام بضرورة تغيير محتوى وشكل التعليم، لذا كان موضوع تساؤلاتهم حول طرق تدريس اللغة الإنجليزية وتجهيزات البنية التكنولوجية للمدارس وإمكانية تعميم ذلك، حيث يتم ربط مختلف مدارس الجمهورية وإداراتها بشبكة نت موحدة تتبع الوزارة لممارسة كل المهام والأنشطة والاطلاع على بنك المعرفة، وقد أكدت من خلال مختلف الوسائل وعبر الصفحة الرسمية للوزارة أنه تم تجهيز الفصول الدراسية وتدريب المعلمين فى مرحلتى رياض الأطفال والصف الأول الابتدائى هذا العام، حيث تتمثل مهمة المدرس فى أن يكون محاورا للطفل، إلى جانب اعتماد النظام الجديد على الأنشطة الرياضة وتعليم الموسيقى والتى من شأنها بناء شخصيةالطفل فى المرحلة الابتدائية، لأن بناء الشخصية تبداء من مرحلة رياض الأطفال حتى الصف الثالث الابتدائى، وهو ما تحرص عليه الوزارة فى النظام الجديد الذى لايعتمد فقط على تحصيل الدرجات والالتحاق بالجامعة كواجهه اجتماعية دون معرفة احتياجات سوق العمل.

نقلة نوعية

يرى د. حسن شحاتة،أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس أنالنظام التعليمى الجديد سيحدث نقلة كبيرة فى المنظومة التعليمية، ويقول: لهذا النظام العديد من المميزات منها أنه يجعل من رياض الأطفال جزءا من التعليم الأساسى، ويحول التعليم إلى متعة، وينقلهمن التحصيل إلى التفكير ومن ثقافة الإيداع إلى الإبداع، كما أنه يجعل التعليم ما قبل الجامعى وحدة واحدة فى كل محافظات الجمهورية بكل المدارس التجريبية والحكومية،ويربط الطالب بهويته من خلال تعريب المناهج فى السنوات الدراسية الأولى.

أما زينات الشال، الخبيرة التربوية فتقول: يعطى تطبيق المنهج الموحد لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائى فرصة كبيرة للمعلم لتنمية مهارات الطفل، فدراسة كلمة كـ"الماء" من جميع الجوانب التعليمية كعلوم ولغة عربية وبيئة وتربية دينية تعطى معلومات مركزة للطفل عن البيئة، كما أن تعريب مناهج جميع المدارس فى المرحلة الابتدائية سيكون له الفضل فى تأصيل الهوية المصرية والارتباط القوى بالوطن لدى الطفل، مشيرة إلى أن أغلب العلوم تدرس بالجامعات المصرية باللغة العربية وهو ما يجعل طالب اللغات غير قادر على استيعابها.

المصدر: كتب : محمد عبدالعال
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 621 مشاهدة
نشرت فى 19 سبتمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,469,423

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز