لثلاثة أعوام أو أكثر يعتاد الطفل تواجده مع أمه ويعتمد عليها فى تلبية رغباته وقضاء حاجاته، لكن مع انتقاله إلى مرحلة رياض الأطفال «الحضانة » أو المدرسة بعد بلوغه عامه السادس تنتابه حالة من القلق والتوتر نتيجة ابتعاده عن أمه ومنزله، والتى قد تتسبب فى مشكلة نفسية له إذا لم تتمكن الأسرة من احتواء تلك المشاعر والتغلب عليها، لكن كيف يمكن ذلك؟

هذا ما حولنا الإجابة عليه فى السطور التالية من خلال عدد من خبراء التربية وعلماء النفس لنقدم لكِ روشتة للتغلب على مشكلات سنة أولى مدرسة.

فى البداية يقول د. صالح حزين السيد،أستاذ علم النفس الأسرى بجامعة عين شمس:تساعد تلبية الأم لرغبات ابنها وممارسة هواياته على تخلصه من العناد والخوف الذى يتملك الطفل فى العام الأول من المدرسة، كما أن هناك مرحلة إعداد يجب أن تسبق التحاقهبرياض الأطفال أوالمرحلة الابتدائية حيث تتحدث الأم خلالها باستمرار مع طفلها عن أهمية الحضانة أو المدرسة حتى يتقبل فكرة الذهاب إليها وترك منزله، إلى جانب سرد القصص والحكايات حتى تكسبه مهارتى النطق الصحيح للحروف وترتيب الأحداث والأفكار،وتعويده على الإمساك بالقلم وتلوين بعض الأشكالالمألوفة والمحببة للطفل، بالإضافة إلى أنه يجب عليها تعويدهعلى اللعب مع زملائه وأقاربه حتى يعتاد الاستقلاليةوالاستغناء عنها لبعض الوقت فإذا ما ذهب إلى الحضانة أو المدرسة لا يشعر بالوحدة والخوف.

خوف مشترك

يرى د. عبدالفتاح درويش،أستاذعلم النفس المعرفى ووكيل كلية الآداب جامعة المنوفية أن الشعور بالقلق والخوف فى العام الأول للطفل بالمدرسة أو الحضانة لا يقتصر على الأبناء فقط بل يتشاركون فيه مع أفراد الأسرة، فالأول ينتابه القلق بسبب تركه المنزل وذهابه لمكان جديد وتعامله مع أشخاص جدد، كما أن الوالدين لم يعتادا مفارقة ابنهما ما يشعرهما بالخوف عليه، وينصح الأهل بتهيئة نفسية الطفل من خلال اصطحابه إلى المدرسة قبل بدء الدراسة ومقابلته ببعض المعلمين ورؤيته للكتب والفناء المدرسى، كما يجب عليهم الإنصات إليه بشكل جيد عندما يحكى ما حدث معه فى المدرسة حتى يتم التعرف على المشكلات التى يواجههاومحاولة حلها، وحثه على التحلى بالصفات الإيجابية من خلال مكافأته عند الالتزام بنصائحهما.

أما د. على عبدالنبى حنفى،أستاذ التربية الخاصة بكلية التربية جامعة بنها فيقول:على الأهل أن يعودوا الطفل على الاستيقاظمبكرا قبل الدراسة بأسبوع والاعتماد على نفسه فى قضاء مختلف احتياجاته، وتعليمه سلوك الاستئذان من المعلم عند الرغبة فى فعل شيء ما، إلى جانب تعريفه على بعض الزملاء فى الفصل قبل الدراسة، مع تجنب الحديث عن أى سلبيات تتعلق بالمدرسة أمامهحتى لا تتكون لديه أفكارا خاطئة عنها ما يتسبب فى كرهه لها، بالإضافة إلى ضرورةالمتابعة المستمرة له للتعرف على قدراته ومدى تحصيله الدراسى، كما أنصح بتنظيم غذاء الطفل أثناء اليوم المدرسى فهو من العوامل المساعدة على تخفيف توتره النفسى وزيادة ذكائه.

تأثير سلبى

إلى أى مدى يؤثر الخوف على سلوكيات الطفل خلال عامه الدراسى الأول؟ يجيب على ذلك د. شريف شعبان،أخصائى التخاطب والمدرب المعتمد بجامعة عين شمس فيقول: يعد خوف الطفل من التعامل مع المدرسين والذهاب للمدرسة من أشد أنواع الخوف تأثيرا فى حياتهحيث يشعر بأنه محط أنظار الجميع وانتقادهم له عند ارتكاب فعل خاطئ، وقد قسم علماء النفس الخوف إلى نوعين؛ الأول طبيعى وهو إحساس لابد من أن يمر به الطفل نظرا لانتقاله من البيت إلى المدرسة وابتعاده عن والديه لبعض الوقت، وينجح الطفل فى التخلص من هذا النوع بعد فترة قليلة من الوقت حيث يعتاد التعامل مع المدرسين والزملاء فى المدرسة، أما النوع الثانى من الخوف فهو المرضىوينتج عن ارتباط الطفل الشديد بالوالدين خاصةالأمنظرا لتواجدهافى المنزل باستمرار.

ويضيف: أما بالنسبة للطفل الذى يعانى التلعثم نتيجة الخوف فيجب التعامل معه بهدوء وتجنب الغضب والعصبية حتي لا تتفاقم المشكلة لديه،وعند التحدث إليه يجب أن يكون وجه الأم عند مستوى نظره حتى يتفاعل معها من خلال الحوار، مع مراعاة أن تكون الكلمات واضحة وبسيطة تناسب عمره، ويمكن للأمأن تكتشف إذاما كان طفلها يعانى حالة مرضية أم لا من خلال ملاحظتهأثناء النطق وحركة عضلات الوجه ونسبة توتره وارتفاع حدة صوته عند تكرار الحرف أو الكلمة ومحاولته بذل الكثير من الجهد للنطق أو استبداله للكلمة تجنب اللتهتهة، وفى حالة استمرار الطفل فى التلعثم رغم اتباع الأم تلك التوجيهات يجب استشارة متخصص لمساعدتها فى علاج المشكلة.