ما بين الفرح لدخول مرحلة تعليمية جديدة والخوف منها تتباين مشاعر الطلاب مع التحاقهم بالجامعة التى تعد مرحلة مختلفة تتطلب تكوين صداقات جديدة بعد أن فرق التنسيق بين الطالب وأصدقائه الذين التحقوا بكليات مختلفة، فكيف يتغلب الطلاب على مشاعر الخوف ويستفيدون من المرحلة الجامعية التى تعد الأهم فى رسم مستقبلهم؟
البداية مع روان يوسف، طالبة بالفرقة الثالثة بكلية التجارة جامعة القاهرة فتقول:كانت السنة الأولى لى بالجامعة من أصعب السنوات خاصة وأن كلية التجارة من أكثر الكليات كثافة فى عدد الطلاب، فى البداية وجدت صعوبة فى حفظ طرقات الكلية وأدوارها وقاعات المحاضرات بها، لكن بعد انتهاء الترم الأول تمكنت من التعرف على كافة معالمها، أما عن نصيحتى للطلاب الجدد بالجامعة فأقول لهم: الجامعة تعنى مزيد من الحرية فأحسنوا استخدامها، واحرصوا على التواجد بالمحاضرات وعدم الاعتماد على المذكرات الخارجية.
أما محمد راشد،طالب بالفرقة الأولى بكلية الهندسة جامعة عين شمس فقد وقع فريسة للنصائح المتنوعة التى يقدمها الطلاب القدامى، فبعد أن تحقق حلمه فى الالتحاق بكلية الهندسة وعقد العزم على الاجتهاد والمذاكرة اصطدم بنصائح أصدقائه الذين اعتبروا الجامعة فترة للترفيه والاستمتاع بالحياة، ويقول: كل ما قدمه لى أصدقائى الأكبر منى سننا لا يمكن تسميته بالنصائح لأنها بلا شك ستتسبب فى ضياع مستقبلى، فهم يعتبرون الجامعة مرحلة ترفيهة،لكننىاجتهدت فىالمرحلة الثانوية لألتحق بكلية الهندسة ولا أعتقد أننى سأتخلى عنهدفى الذى سعيت للوصول إليه مقابل اللعب واللهو.
وتنصح نورهان محمد، خريجة كلية الآدابطلاب الفرقة الأولى فى المرحلة الجامعية بالاستفادة من تلك المرحلة التى تسهم وبشكل كبير فى رسم مستقبل الطلاب قائلة: الجامعة مجتمع صغير يعكس الحياة الخارجية لذا علينا الاستفادة منها واحترام العلم والسعى لتحصيله.
نصائح الخبراء
بعد التعرف على النصائح التى يتلاقها الطلاب فى عامهم الأول بالجامعة، بماذا ينصحهم خبراء التربية للتغلب على مشكلات تلك المرحلة وتحقيق أكبر استفادة منها؟
يقول د. سعيد خليل، عميد كلية التربية بجامعة عين شمس:لا شك أن الأسرة هى المسئول الأول عن إعداد الطلاب وتهيئتهم النفسية لدخول مرحلة حياتية مختلفة تتميز بالاعتماد على النفس، فبعد سنوات داخل فصول المدرسة والتعامل مع عدد محدود من الطلاب والمدرسين ينتقل الطالب إلى مجتمع أكبر يختلف عن مرحلة الثانوية العامة، لذا على الأهل الدور الأكبر فى تهيئة الطالب للتعامل مع هذه المرحلة، جنبا إلى جنب مع إدارة الكلية التى التحق بها الطالب والأساتذة الذين سيتعاملون من طلاب الفرقة الأولى فمعاملتهميجب أن يغلفها النصح والإرشاد حتى يكون الطلاب انطباعات جيدة عن تلك المرحلة.
وتقولد.ماجى الحلوانى،عميد كلية الإعلام سابقا: هناك عدة أمور يجب أن يلتفت لها الطالب فىعامه الجامعىالأول منها أن الجامعة ليسن مكاناللتعلم فقطبل شعلة لتنويروتثقيفالمجتمع بأسره، لذا على الطالب الذى يرغب فى تحقيق النجاح والتميز ألا يهمل دروسه ومحاضراته، إلى جانب الاهتمام بالأنشطة الجامعية التى تؤهل لسوق العمل، والحرص على المشاركة فى الاتحادات الطلابية، لافتة إلى ضرورة الاستفادة من المكتبة التى تحتوى على أمهات الكتب والنسخ النادرة والمهمة التى يمكن للطالب من خلالها بناء قاعدة معرفية تساعده فى حياته الشخصية والعملية.
وتابعت: أنصح الطلاب بحضور أول يوم فى الجامعة للمشاركة فى حفلة الاستقبال الذى يحضرهالعميد ووكلاؤه وأساتذة الكلية وكذلك أفراد اتحاد الطلاب، وأخيرا أقول إن الجامعة فرصة يجب اغتنامها بكل مافيها من فوائد، فهى حياة جديدة مليئة بكل مايتطلبه الأمر للنجاح.
الاختلاط والتقليد
أما د. عزة فتحى،أستاذ مناهج علم الاجتماع بجامعة عين شمس فتلقى الضوء على المخاطر التى تواجه الطلاب خلال تلك المرحلة المهمة فى حياته وتقول:يعد الاختلاط من أخطر الأمور التى تؤثر على الطالب خلال السنة الأولى فى الجامعة نظرا لأن معظم المدارس الثانوية غير مختلطة، لذا على الأسرة تأهيل أبنائها لذلك وتعليمهم احترام الآخر وعدم تعدى حريته، بالإضافة إلى التقليد الأعمى للشباب، فمن الطبيعي أن تداخل الثقافات والطبقات المجتمعية ينتج بعض التخبطات لدىفاقدى الثقة بأنفسهم،لذا يجب أن نعلم أبناءناأن شخصياتهم أهم ما يميزهم.
وتضيف: يعتقد بعض الشباب أن الجامعة مكانا لعرض الأزياء الأمر الذى يؤثر على تحصيلهم العلمى ومستواهم الدراسى وهو الخطأ الذى يقع فيه الكثير من الطلاب خاصة المنتمين للطبقة فوق المتوسطة، لذا أنصح بعدم إهمال المظهر الشخصى لكن بشكل يتناسب مع الحرم الجامعى وقاعات المحاضرات.
ساحة النقاش