تعد كلمة "الانتماء" من أكثر المصطلحات الملتصقة بالوطن، حيث يعني الوفاء، الإخلاص والمشاركة الإيجابية مع بقية أبناء الوطن الصالحين الساعين إلى بناء مجد أوطانهم والحفاظ على عزها ورفعة شأنها، وكلها معان سامية،نابعة من الأخلاق وحسن التربية من جانبأبوين صالحين يتمتعان بالحس الوطني الصادق،والآن أصبح المصطلح ذات دلالة سياسية وثقافية، بخلاف المفهوم القائل بإن "الانتماء" فطرى؛ حيث أصبحت التنشئة التربوية والتعليمية من بين أهم السبل المؤدية إلى غرس مبادئ الانتماء والمواطنة لدى أطفالنا، كما يعد الانتماء من العوامل المهمة التي تساعد على تماسك الجماعات والأفراد وتوحده تجاه أهداف وطنية خلف قيادته السياسية الوطنية والمخلصة.
ومفهوم الانتماء في علم الاجتماع ـ بحسب معجم العلوم الاجتماعية ـ يوضح أن الانتماء هو ارتباط الفرد بجماعة قوية تشاركه أهدافه وأحلامه؛ حيث يرغب الطفل تبعا لأساليب تنشئته إلى تقمص شخصية دولته خاصة إذا كانت ذات حضارة وتاريخ عريق مثل مصر؛فيوحد نفسه باعتبارها البيت الكبير إلى جانب الأسرة أو النادي الرياضي الذي يشجعه في حين يكون انتماؤه الأول للوطن الذي يحتضنه ويمنحه الحماية والتعهد بنصرته والدفاع عنه والفخر بحاضره وماضيه العريق.
تقع مسئولية كبيرة على الأسرة ـ وبصفة خاصة الأم ـ والمؤسستين الدينية والتعليمية في تأكيد مفهوم الذي يعني في أقوى معانيه"التماسك"، والتماسك يعني القوة التي تعمل على النهوض بالوطن وصونه وحمايته من المخاطر التي قد تهدد مكانته وتماسك أبنائه.
قد يكون الانتماء فطريا يولد مع ميلاد كل طفل وكل طفلة مصرية، ولكنه لاشك أنه يحتاج إلى رعاية وتأكيد من جانب من سبق وذكرناهم، كما يحتاج منذ السنوات الأولى إلى توجيه وضوابط تربوية، أي أنهفي حاجة إلى الصقل بالخبرات اليومية..
على الأم كما علينا جميعا العمل على تنشئة طفل سوى يحمل صفة «المنتمى للوطن »، بمساعدة القائمين على التعامل معه سواء «الأسرة، المدرسة، الإعلام - دور العبادة »، وكل عام وأطفال مصر بخير.
ساحة النقاش