استطاعت الدولة بأجهزتها المختلفة السيطرة على أسعار السلع الغذائية من خلال إطلاق بعض المبادرات الإيجابية التى بدأت بها القوات المسلحة ووزارتى الداخلية والتموين وكذلك الزراعة لمواجهة ارتفاع الأسعار، والتى كان من بينها «خضار بلدنا » التى أطلقتها وزارة التموين والتجارة الداخلية لخفض أسعار الخضروات والفاكهة وللتعرف على تفاصيل تلك المبادرة وكيف يمكن استفادة المواطنين منها كانت هذه الجولة ...

فى شهر أكتوبر الماضى أطلقت وزارة التموين مبادرة "خضار بلدنا" بهدف ضخ كميات كبيرة من الخضراوات والفاكهة من خلال 25 سيارة متنقلة بين الميادين العامة بالقاهرة والجيزة وداخل فروع المجمعات الاستهلاكية بأسعار مخفضة، حيث تقوم الشركة القابضة للمنتجات الغذائية التابعة للوزارة بشراء الخضر والفاكهة من المزارع مباشرة لتقليل حلقات التداول التى تنعكس على خفض الأسعار .

ومن خلال جولة ميدانية داخل الأسواق والمجمعات الاستهلاكية والمنافذ المتنقلة بلغ سعر البطاطس 8 جنيهات للكيلو، و 5 جنيهات للطماطم، أما الفاصوليا الخضراء فبلغت 11.5 جنيه، و 6جنيهات لكيلو الليمون، بينما سجل الفلفل البلدى 5 جنيهات للكيلو، والباذنجان الأبيض 3 جنيهات، و 14 جنيها للبسلة، فيما بلغ سعر الكوسة 6جنيهات وكذا البصل، أما الثوم فسجل 8 جنيهات، و 5 للجزر والخيار.

وقد انتشرت العربات المتنقلة فى ميادين عديدة بالقاهرة والجيزة منها كلية البنات بمصر الجديدة، وميدان السيدة زينب، والسيدة عائشة، ومنطقة الكيت كات بإمبابة، وميدان المطرية، والزاوية الحمراء، ومدخل منشية ناصر، ومدينة السلام، وميدان رمسيس بجوار مسجد الفتح، بالإضافة إلى الكثير من المناطق التى تواجدت بها العربات التابعة لوزارة التموين.

مواجهة جشع التجار

يقول أحمد السيد، أحد المترددين على السيارات المتنقلة بميدان السيدة زينب: توفر هذه العربات الخضراوات بأسعار أقل من الأسواق بمعدل 3 جنيهات للكيلو، لافتا إلى أنه يشترى جميع منتجات وزارة التموين، داعيا المسئولين إلى ضخ كميات أكبر من السلع للقضاء على جشع التجار .

ويقول صلاح الوكيل: لا تعبر أسعار الأسواق العامة عن سعر السلعة الحقيقى بدليل ما تشهده من انخفاض عند شرائها من منافذ التموين أو العربات المتنقلة، مطالبا التجار بتخفيض الأسعار وعدم تخزين السلع لرفع أسعارها .

أما أميمة فتحى فتؤكد أن انتشار المنافذ وعرضها للسلع بأسعار أقل من التجار سيجبر التجار على البيع بأسعار منخفضة لتجنب تلف الخضراوات لديهم.

فى حين وجهت ريهام محمد رسالة لكل أسرة مصرية قائلة : "لازم نصدق الدولة وما نجريش خلف الشائعات، فالأسعار فى المنافذ التابعة لوزارتى الزراعة والتموين أرخص بكثير من الأسواق".

وعن توقيتات البيع بالمنافذ الثابتة والمتحركة يقول مجدى فليفل، مدير التطوير بأحد المجمعات الاستهلاكية التابعة لوزارة التموين: توفر المبادرة الخضار بأسعار أقل من السوق بنسبة 40%، لافتا إلى أن العربات المتنقلة تعمل منذ الساعة السابعة صباحا بمحافظات القاهرة والجيزة حتى نفاذ المعروض، وفى حالة بقاء بعض الخضراوات والفاكهة تحول لأقرب منفذ ثابت ليتم بيعها حتى الساعة التاسعة مساء.

ضبط الأسعار

يقول د. أحمد كمال، المتحدث باسم وزارة التموين: بدأت المبادرة منذ 23 أكتوبر 2018 فى العديد من الميادين التابعة لمحافظة القاهرة والجيزة لتوفير الخضار والفاكهة بأسعار مناسبة وكميات كبيرة وستنتقل إلى باقى المحافظات خاصة أن هناك منافذ ثابتة فى جميع محافظات الصعيد والدلتا، ويبلغ عدد السيارات المتنقلة 25 سيارة، و122 منفذا ثابتا وهو ما يزيد من تكثيف المعروض ويعطى فرصة كبيرة لتقليل الأسعار حتى وصل سعر كيلو الطماطم  6 جنيهات والبطاطس 8 جنيهات، مؤكدا على عمل الوزارة فى الفترة الحالية على وضع خطة ليصل المعروض من الخضراوات سنويا فى منافذها إلى 20 ألف طن .

وصرح كمال بتشكيل لجنة من المتخصصين بسوقي العبور وأكتوبر للتعاقد مع المزارع مباشرة لطرح الخضراوات بالسوق بسعرها الفعلى دون وسطاء، إلى جانب  وضع حجر الأساس لأول منطقة لوجوستية للفرز والتوزيع للخضار والفاكهة خاصة تلك السلع سريعة التلف، مؤكدا أن المبادرة ستتواجد على مدار العام لإحداث التوازن اللازم داخل السوق المصرى وضبط الأسعار.

توازن فى السوق

أما حاتم النجيب، نائب رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة فيقول: لا شك أن تلك المبادرة قادرة على إحداث توازن داخل السوق المصرى، لافتا إلى دعوته المتكررة لإطلاقها منذ 10 سنوات للقضاء على احتكار كبار المنتجين وتخزينهم لكميات كبيرة من المنتجات الغذائية، داعيا الحكومة إلى ضرورة القضاء على الأسواق العشوائية التى يشترى منها صغار التجار، مشيرا إلى أن الشعبة تعمل على توفير الخضراوات والفاكهة لمبادرة وزارة التموين كمبادرة "خضار بلدنا" وللقوات المسلحة والشرطة دون هامش ربح الأمر الذى يساهم فى ضبط الأسواق.

وأرجع رئيس شعبة الخضراوات والفواكه ارتفاع أسعار البطاطس حرص التجار على الحصول على هامش ربحى أكبر خاصة خلال تلك الفترة والتى تسمى "العروة الشتوية"، داعيا جهاز حماية المستهلك لتنظيم حملات تفتيشية على كبار المنتجين الزراعيين واستخراج الكميات المخزنة لديهم كما تفعل وزارة التموين بالتنسيق مع الأجهزة الرقابية.

الوسطاء يمتنعون

يرى د. صلاح الدين فهمى، الخبير الاقتصادى أن المبادرة حققت انخفاضا حقيقيا فى الأسعار بفضل قضائها على الحلقة الوسطى بين المزارع والمواطن وهو ما يسمى بالأنشطة الرعوية التى تهدف للربح، مطالبا الجميع بتعميم شعار "الوسطاء يمتنعون" خلال المرحلة المقبلة، ويقول: كلما قلت الدوائر الوسيط أو ما يعرف بتجار الجملة والنصف والتجزئة انخفض هامش الربح الذى يؤثر بشكل كبير على سعر السلع، داعيا الدولة إلى استكمال دورها فى خلق التنافسية من خلال مبادرات السلع، مشيرا إلى أن وجود سوق حر يصعب معه وضع تسعيرة جبيرة يحتم ضبط الأسواق وهو ما تقوم به الدولة الآن من خلال وزارة التموين والقوات المسلحة والشرطة، مؤكدا أن كثرة المعروض يقضى على الاحتكار ويخلق تنافسية ينضبط معها الأسعار لصالح المواطن.