كتبت لك الأسبوع الماضى طرفا مما قالته لى قارئتى السيدة زاهية 45 سنة, إذ قالت لى إنها من أسرة متوسطة وإنها تخرجت فى الجامعة وحياتها العملية ليس فيها ما يحكى عنه, لكن حياتها العائلية بها الكثير إذ أنها وقبل زواجها وجدت نفسها مسئولة من ابنة أختها الوحيدة التى توفت بعد إصابتها بسرطان الرحم والمبيض, وإنها قامت بتربيتها نظرا لسفر والدها إلى الخارج, وعندما مرضت والدتها اصطحبتها إلى منزلها بموافقة زوجها وأصبحت ابنتها الكبيرة التى تساعدها فى كل أمور المنزل, وبعد مشقة وعلاج عدة سنوات لتعثر الإنجاب مثل والدتها وأختها رزقت بولدين, شاركت ابنة أختها أمانى فى تربيتهما معى, وسارت الحياة عادية بعد تخرج أمانى وعملها مدرسة.. مثل والدها ووالدتها حتى لاحظت خالتها السيدة زاهية أو أمها كما كانت تناديها باتجاهها إلى كثرة الصلاة والتأثير على أخويها الصغيرين بألا يشاهدا برامج التليفزيون لأنها حرام, وتحجبت أمانى ثم تنقبت وعلمت خالتها أن وراء ذلك التحول مدرس كبير فى المدرسة اسمه عبدالستار متزوج من امرأتين وله سته أولاد, وفى ذلك الوقت كان العرسان يتهافتون لطلب يد أمانى, فهى جميلة وربة بيت ماهرة وهادئة ومطيعة وموظفة ومحترمة, إلا أن أمانى فاجأت خالتها وزوج خالتها بما لم يتصوراه أبدا!

***

واستطردت السيدة زاهية.. قالت أمانى: لقد اخترت بنفسى الرجل الذى سوف أعيش فى كنفه وهذا حقى كما عودتمونى منذ صغرى, وهو أن أقرر أمورى بكل حرية, وألقت بالمفاجأة..  سوف أتزوج الأستاذ عبدالستار وليس غيره! وقالت السيدة زاهية: لقد مادت بى الأرض وكدت أقع من طولى وقلت لها:

-    يا أمانى لكن الرجل متزوج من امرأتين وله ستة أولاد؟

قالت: الشرع يعطيه الحق فى الزواج من أربعة نساء, وأنا قررت وخلاص ولن أقبل أى عريس غيره! قال لها زوجى الذى تناديه بابا: أرجوك يا ابنتى العزيزة أن تتروي فى الأمر وتفكرى جيدا لأن الأمر جدا خطير! قالت: يا بابا أنا فكرت وقررت!

***

واستطردت السيدة زاهية.. فوجئنا بزيارة الأستاذ عبدالستار كما تناديه أمانى, ووجدناه رجلا يكبرها بأكثر من خمسة عشر عاما, حتى أن شعره ولحيته معظمها بيضاء من الشيب, وقلت له بكل صراحة أليست أمانى فى سن بناتك يا أستاذ عبدالستار؟ قال الرسول تزوج السيدة عائشة وهى فى سن بناته, ومادامت هى موافقة وبعد موافقتكم بالطبع فلا ضرر ولا ضرار.

وقال زوجى له: هل أفهم من كلامك أنه فى حالة رفضنا لهذه الزيجة غير المتكافئة لا شكلا ولا موضوعا إنك مصمم على الزواج من أمانى؟ قال: الآنسة أمانى بكر رشيد تستطيع أن تقرر أمورها بنفسها!

***

واستطردت السيدة زاهية.. أخذت أبكى واستعطف ابنتى الكبرى وأحذرها لما هى مقدمة عليه من دمار لحياتها, وكانت تبكى لبكائى إشفاقا علي وتقول:

- يا ماما أنا عارفة مصلحتى كويس قوى وتأكدى إنى بأعمل الصح!

وقررنا أنا وزوجى أن نعطيها مهلة للتفكير, وكانت هى تقول:

- أنا لن أنكر فضلكما علي لكنها حياتى أنا؟

وطبعا كانت المسألة أن الرجل المتزوج قد أجرى لها عملية غسيل مخ, وقررنا أن نستعين بك قبل أن نتخذ أى إجراء, فقد اقترحت على إحدى صديقاتى أن نبلغ وزارة الداخلية أى البوليس عن الرجل ونتهمه بافساد عقول الشباب ما دام ولا يتراجع عن تدمير حياة بنت فى سن ابنته, ثم تراجعنا فهو لم يحمل سلاحا ولم يرتكب جريمة واضحة لكنها فى نظرى ونظر المجتمع الآن ونظر الكافة أقوى من حمل السلاح والقتل, فهى جريمة تكفير المجتمع واللعب بعقول الشباب وأولهم أمانى وذلك لغرض فى نفسه! ماذا نفعل؟

***

الموضوع صعب وعويص ودعينى أجلس مع أمانى وأتحدث معها باللين والحسنى وزيادة, فإذا لم تهتد بالله فلنحاول أن نلجأ إلى أسلوب المنع بالقوة حفاظا على مستقبلها, وسوف ألجأ لدار الافتاء فى النهاية ربما يكون لهم رأى آخر والله المستعان.

المصدر: بقلم : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 574 مشاهدة
نشرت فى 28 نوفمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,692,821

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز