كتب- عادل عزب
أطرح هذا السؤال بعد لحظات عصيبة عشتها وكدت أفقد خلالها صديق عمرى.. والحكاية بيساطة بدأت حين شعر هذا الصديق فجأة بألم شديد فى صدره وعرق غزير أغرقه من قمة رأسه إلى إخمص قدميه، ولأن هذه الأعراض معروفة لدى العامة باحتمال الإصابة بأزمة قلبية اصطحبته زوجته ونجله على الفور إلى معهد القلب بإمبابة وهناك استقبله أحد الأطباء وسأله عما يشعر به ومتى بدأت هذه الأعراض ؟ وخلص الطبيب العبقرى فى تشخيصه إلى نتيجة لخصها فى جملة واحدة «ما تقلقش يا حاج عندك شوية حموضة فى المعدة» ! ثم كتب له بعض الأدوية المضادة للحموضة وطلب منه العودة إلى بيته وأخذ قسط من الراحة ! ولأن صديقى يثق تماماً فى قدرات وإمكانات العاملين فى مثل هذا المكان فقد صدق ما قاله هذا الطبيب وتناول بالفعل الدواء الموصوف لكن الآلام زادت إلى درجة فاقت الحد فإضطر إلى الاتصال بى وعلى الفور توجهت إليه وصممت على الذهاب مرة أخرى إلى معهد القلب وقابلنا طبيب آخر وبمجرد أن استمع إلى الأعراض أدخله على الفور إلى غرفة العناية المركزة وتم عمل رسم قلب وبعض التحليلات انتهى الأمر بعمل قسطرة عاجلة فى القلب وتركيب دعامة!!
والمؤسف أن الاستشارى الذى أجرى الجراحة أخبرنا أن الرجل كان على بعد خطوات قليلة من الموت المحقق نتيجة إصابته بجلطة فى الشريان التاجى أو ما تعارف عليه الناس بالذبحة الصدرية! لا أعرف ماذا يجب أن يقال بعد هذا الموقف العصيب ولكنى فقط سأناشد بعض الذين تبقى لديهم هذا الشىء الذى يسمونه الضمير بأن يراعوا أن حياة الناس تساوى الكثير بالنسبة لأهلهم وذويهم وبالتالى عليهم أن يختاروا بعناية من يضعونهم فى هذه المراكز الطبية التى تستقبل عادة حالات حرجة قد تفقد حياتها إذا وقعت فى يد أمثال هذا الدك «تور» !!
- أصابتنى حالة من الغثيان وأنا أشاهد مقطع الفيديو الذى بثه موقع «اليوم السابع» لبعض الشباب الذين يروجون لحملة أطلقوا عليها «فرى هاجز» وتعنى بالعربية «احصن ببلاش» !
الشباب الذين وقفوا فى شارع طلعت حرب يشجعون الناس على الانضمام للحملة التى يتبناها واحد اسمه -ولا مؤاخذة- «أليشيانو» عبروا عن هدفهم السامى ورغبتهم النبيلة فقال أحدهم: أنا نازل أقول أن الحضن مش عيب سواء كان بين ولد وولد أو بين بنت وبنت أو بين ولد وبنت ! لأن المجتمع هو اللى فرض علينا إن ده عيب ! هذا الأخ الذى يرى أن الحضن فى الشارع بين الولد والبنت مسألة عادية وشه جاب ألوان عندما سأله المذيع: هل ترضى ذلك لأختك ؟!
شاب آخر قال: أنا نازل ضد العنصرية علشان إحنا قبل ما نعمل ثورة ونغير رئيس احنا عاوزين ثورة أخلاق !!
وقال ثالث: إحنا نازلين علشان نكسر تقاليد المجتمع التى تعتبر الحضن بين الولد والبنت حرام !!
المدهش أن الحملة التى دشنت صفحة لها على الانترنت تحت عنوان «تحرر» انضم إليها حتى الآن نحو 330 شاباً وفتاة !
ولأن المسائل أصبحت سايبة إلى هذا الحد ولم يعد هناك شىء اسمه «العيب» اقترح على الجماعة بتوع الحملة دى منح الدكتوراه الفخرية لفلتة زمانها الست أم سمسم باعتبارها صاحبة السبق فى الدعوة إلى الحضن العلنى من خلال أغنيتها الشهيرة «احضن وبوسها ياللى دفعت فلوسها.. وابوها واقف مش قادر يحوشها»!!
- لفتتنى كثيراً الرسالة التى بعثت بها الناشطة الجنسية علياء المهدى إلى المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية المؤقت والتى تطالبه فيها بإدراج ممثل عنها ورفاقتها من اللادينيين فى لجنة إعداد الدستور ! مشيرة فيها إلى حقها لأى من المناصب السياسية بداية من البرلمان وصولاً إلى منصب رئاسة الجمهورية عينه !
والغريب أن علياء -اسم النبى حارسها- التى تعتقد أن التعرى فى الشارع أمام خلق الله أفضل وسائل التعبير والاحتجاج أكدت فى رسالتها أنها وأمثالها شريحة كبيرة فى المجتمع المصرى تتشكل من أفضل العقول وأكثرها نبوغاً ! وأن هذه الشريحة تضم أساتذة جامعات ومعيدين وأطباء ومهندسين ومفكرين وفنانين وأدباء من داخل مصر وخارجها !
والله الواحد ما بقى عارف إيه البلاوى اللى بتتحدف علينا دى ؟
طب ده احنا مصدقنا نخلص من دستور «الغريانى» نقوم نلبس فى دستور «العريانى» !
ساحة النقاش