في حفلي افتتاح وختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولى تفننت الفنانات الشابات في لفت الأنظار والكاميرات إليهن بأزيائهن لدرجة أن إحدى الفنانات حضرت الحفل بفستان جعلها شبه عارية، والسؤال الذي بدر إلى ذهني وأنا أرقب الحفل: أين الزي القومي المصري؟ لقد كنا أول شعب فى العالم ابتدع زيا خاصا به نراه على أجساد الملكات الفرعونيات في كل الصور، لقد حرص أجدادنا القدماء المصريين على الحفاظ على هويتهم الاجتماعية والدينية وتمسكوا طويلا بالزى الفرعوني الذى ميزهم عن باقى الشعوب حتى العصر القبطي، حتى عصف بهم احتلال الرومان لمصر وبدأت الفئة القريبة منهم تقلد الأزياء الرومانية، ثم تعددت أزياء المصريين بتعدد الغزاة حتى الفتح الإسلامي، إن كل الشعوب الغربية والإفريقية وبعض الدول العربية ما زالت تستعرض أزياءها القومية فى المناسبات الدولية وتثير الإعجاب بما أضافت له من لمسات تزيده جمالا، ماعدا الشعب المصري، إن أغلب مصممي الأزياء الغربيين يستلهمون تصميماتهم من الملابس الفرعونية والقومية القديمة، فلماذا لم يقم مصمموا الأزياء المصريون - وبعضهم وصل إلى العالمية - بتطوير الزي الفرعوني ليوافق العصر الحديث، أو ابتداع زيا جديدا يشتق تفاصيله من أزياء نساء مصر القديمة، لماذا تجاهل مصمموا الأزياء المصريين الزي الفرعوني ونسوا أو تناسوا الجلايبة والطرحة والمنديل أبو أوية.. إلخ وراحوا يقلدون الغرب بأزيائه التي لا تلائم الذوق ولا البيئة المصرية، وتركوا المصريات يتخبطن بين أزياء عديدة مثل النقاب والعباءة الخليجية والإسدال الإيراني، وما زلنا نرى الزى الفلاحي الموجود من أقدم العصور في الريف المصرى حيث يرتدى الرجال جلبابا واسعا بأكمام كبيرة وتحته صديرى، وغطاء رأس الطاقية الشبيكة أو العمامة، فى حين ترتدى السيدات  الجلابية الفلاحى مع المنديل "أبو أوية" والطرحة الواسعة كغطاء للرأس، ولدينا الزي البدوي في سينا والواحات؛ الجلباب القصير والسروال الطويل مع العقال للرجال وللنساء الجلابية مع حزام وسط وأحيانا البرقع، وفى النوبة ما زالوا يتمسكون بزيهم المميز حتى اليوم، ولا شك أن كل منطقة تتأثر بالثقافات المجاورة لها، كما نرى في أزياء قبائل العبابدة والبشارية فى أسوان التى تتشابه مع أزياء السودانيين، وكذلك  يغلب الطابع الليبي على أزياء قبائل واحة سيوة ومطروح مثل أولاد على.

إن الزى القومى لأى شعب يسهل التعرف على الدولة التى ينتمون إليها مثل الزى الفلسطينى أو الخليجي أو البدوي.

 فى القنوات الهندية التى اقتحمت التليفزيونات العربية لاحظت تمسك النساء الهنديات، من كل الطبقات بالساري الهندي، مع التنوع في الألوان والأقمشة التي تناسب طبقتها الاجتماعية وثقافتها، أمر يدعو إلى الإعجاب فعلا، على الرغم من تعدد القوميات الهندية، ولكن ارتداء النساء الساري والرجال السروال الواسع وفوقه جاكيت طويل يوحد بينهم، وهم يحرصون على ارتداء هذا الزي في أغلب المناسبات سواء داخل أو خارج بلادهم كما يحرص المسئولون على ارتدائه.

وحفاظا على هويتنا الثقافية اقترح على وزيرة الثقافة النشيطة الفنانة إيناس عبد الدايم أن تتبنى الوزارة مشروعا ثقافيا للحفاظ على الزى الشعبي المحلى، يبدأ بالإعلان عن مسابقة بين مصممي الأزياء لابتكار زي قومي مستلهم من تراثنا ويتوافق مع تاريخنا، ويمكنهم الرجوع إلى المتحف الشعبي للأزياء المحلية بمكتبة الإسكندرية. 

المصدر: بقلم : إقبال بركة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 772 مشاهدة
نشرت فى 26 ديسمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,676,743

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز