لأنني لا أعترف بالحياة دون حب قررت لملمة جميع القضايا العاطفية الخاسرة لنتشارك سوياً في الدفاع عن أصحابها علنا نجد وسيلة لإنارة الطريق أمام جميع القلوب الحائرة في انتظار رسائلكم على عنوان المجلة أو عبر البريد الإلكتروني [email protected]
لم أكن أتخيل أن الرجل الذي نبض قلبي بأحرف اسمه يمكن أن يتخلى عني لمجرد وقوفي بجانب والدتي!.. فأنا ربة منزل في آخر العقد الثالث من العمر، توفى والدي ولم أكن تجاوزت العاشرة، وعشت مع أمي التي ضحت من أجلي ولم تفكر يوماً في الزواج حتى لا تأتيني برجل غريب في البيت.. مرت الأيام سريعاً وأنهيت دراستي الجامعية ولم أكن أعرف ماهية الحب، فدوماً كنت أخاف من الدخول في علاقة عاطفية قد أخذل بها ثقة والدتي.. فكانت تحذرني من تلاعب الشبان بقلوب البنات خاصة ونحن ليس لنا رجل يقف لأحدهم بعد رحيل أبي.. من هذا المنطلق حرمت على نفسي الغرام حتى حدث ما لم أتوقعه.. التقيته، إنه رئيسي في العمل الذي يكبرني بعشر سنوات.. شخصية رائعة حقاً.. حنون لأبعد مدى.. له قلب يحمل كل معاني الوفاء.. أحببته.. بل غرقت في هواه.. تقدم لخطبتي.. فرفضته أمي لفارق السن وعدم موافقته أن يقيم معنا حال زواجنا!.. ومع إصراري عليه قبلته.. تزوجنا وأنجبنا صغيرة في السابعة من العمر الآن لكن من أول يوم زواج والمشاكل لا تنتهي بيننا بسبب كراهيته لأمي وتدخلاتها، حاولت كثيراً إقناعه بضرورة تحملها خاصة أنها ضحت من أجلي بسعادتها فضلاً عن إصابتها بضغط الدم المرتفع وخطورة الانفعالات على صحتها لكن هيهات، ظلت الخلافات تتفاقم يوما تلو آخر حتى خيرني بين مقاطعة والدتي لما تسببه من مشاكل على حد قوله أو الطلاق.. وطبعاً اخترت أمي فكان الطلاق وبعد أقل من شهر تزوج أخرى!.. ومن يومها وأنا لا أكف عن البكاء ليل نهار، أبهذه السهولة نسى حبنا، بل وتناسى ابنتنا وحاجتها إليه وضحى بها أيضاً!.. من المؤكد أنه كان على علاقة بتلك الأخرى لسرعة زواجه منها.. أكاد أفقد عقلي من التفكير ولا أعرف كيفية الخروج من أحزاني.. ماذا أفعل؟!
ر . س "الدقي"
أدرك تماماً حجم الصراع النفسي الذي مررتِ به بين إرضاء والدتك والحفاظ على زوجك، لكن على ما يبدو أن تدخلات والدتك وعدم استطاعتك وضع خطوط حمراء لحياتك الزوجية أدى لتسرب مشاعر حبيب عمرك من بين يديك.. لذا عليكِ إعادة التفكير في تفاصيل ما حدث والتعلم منه عند اختياراتك القادمة ليس في الزواج فقط، بل في أسلوب تربيتك لصغيرتك وتعاملاتك في العمل.. فمن الواضح أن شخصية والدتك تطغى على مسارك ما أسفر عن إفساد زواجك.. اطوي صفحة الأمس وفكري في الطريقة التي تنوين بها استكمال حياتك.. وتذكري أن أي رجل يصعب عليه تحمل تدخلات حماته مهما كان مقدار حبه لزوجته.
ساحة النقاش