هل تختلف الأفلام التى تصنعها المرأة عما يخرجه ويصوره الرجال؟ لا أقصد فى التقنية فالكل يتعلمونها من مصادر واحدة، معاهد السينما، ولكنى أقصد فى الرؤية والموقف والهدف.. إلخ.

وكنت قد دعيت منذ سنوات إلى مهرجان سينما المرأة بمدينة كريتية فى الجنوب الشرقى  من العاصمة باريس، وهو واحد من أهم مهرجانات السينما الخاصة بالنساء إن لم يكن أهمهم، وتتواصل عروض المهرجان بلا انقطاع لمدة 10 أيام حيث يعرض حوالى 50 فيلما أخرجته أو شاركت فى إخراجه سينمائيات.

بدأ المهرجان عام 1978م فى "بيت الفنون" بمدينة Sceaux ، ثم انتقل إلى "كريتية" فى عام 1985م، وقد أسسته مخرجة السينما الفرنسية "جاكى بوييه"  بهدف التبصير والدعاية لمواهب المرأة فى مختلف الفنون السينمائية، خاصة اللاتى يجدن صعوبة فى عرض أفلامهن على المستوى المحلى أو العالمى، المهرجان يتيح للعالم أن يشاهد ويعايش ما يجول فى عقول المبدعات من أفكار وهموم وأحلام بعيدا عن وصاية الرجل وتحكماته، والمهرجان لا يكتفى بذلك بل يقيم فصولا دراسية لتشارك فيها وتتناقش السينمائيات حول مختلف الموضوعات ويقدم أيضًا دروسًا في الأفلام ومنتديات ومناقشات موضوعية، والمسابقة مفتوحة للنساء اللاتى صنعن أفلاما وثائقية أو روائية من جميع أنحاء العالم، ويتم الحكم على الأعمال المقدمة للمسابقة من قبل لجنة تحكيم مؤلفة من 6 متخصصين في السينما، ويقدم المهرجان عددًا من الجوائز، بما في ذلك العديد من جوائز الجمهور و "جائزة لجنة التحكيم الكبرى"، ويضم أرشيف المهرجان أكثر من 10000 فيلم من صنع النساء، افتتح المهرجان بفيلم "مدام سوزاتسكا" للمخرج البريطانى "جون شليزنجر" وبطولة "شيرلى ماكلين" وسيناريو "روث بوارجاهبا لله" بالمشاركة مع المخرج عن قصة للكاتبة  بيرنيس روبنز، وفاز بالجائزة الأولى فيلم "إليزيوم" أو العالم السفلى (Elysium, a 2003) ، وهو فيلم علمى ورسوم متحركة للمخرجة كون جاى سونج، أما الفيلم الذى لفت نظرى بشدة فكان فيلم "سلام بومباى"، العمل الأول للمخرجة الهندية "ميرة نائير" 31 سنة، التى حازت على جائزة الكاميرا الذهبية بمهرجان كان لعام 88 ، وكاتبة السيناريو "سونى تارابوريفالا" والمصورة "ساندى سيسيل"، وموضوعه حول أطفال مدينة بومباى المشردين، وقد تأثرت كثيرا بكم الصدق والتعاطف فى الفيلم تجاه أولاد وبنات كتب عليهم الشقاء والتشرد فى شوارع بومباى التى لا ترحم، ذلك العالم السفلى البائس فى مدينة شديدة الزحام، الذى كثيرا ما يدفع بعضهم للسقوط ضحايا سهلة لتجار المخدرات وأباطرة الجريمة غلاظ القلوب.

نال صناع الفيلم تصفيقا حادا وإعجابا شديدا من الجميع، رغم أن جميع الممثلين فيه غير معروفين وجميع الأطفال التقطتهم المخرجة بالفعل من شوارع بومباى الهائمين على وجوههم يتسولون! كان أداؤهم الطبيعى مذهلا دون أى مبالغة، فهذه حياتهم بالفعل، واقعهم دون تزييف أو تجميل.

بعد انتهاء الفيلم تحدثت المخرجة "ميرة" فقالت إنها درست الإخراج بجامعة هارفارد ثم أخرجت أربعة أفلام تسجيلية كلها عن الهند وداخلها، وأقامت معسكر إعداد وتقويم لمجموعة من الأحداث المشردين دون أن تخدعهم أو تعطيهم آمالا كاذبة بإنقاذهم مما هم فيه، ورغم ذلك كانت مشاركتهم فى الفيلم نقطة تحول فى حياة أغلبهم.

المصدر: بقلم : إقبال بركة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 697 مشاهدة
نشرت فى 19 يونيو 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,366,450

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز