كتبت : هايدى ذكى

رغم الجهود التى تبذلها أجهزة الدولة بأكملها لمواجهة أزمة كورونا، وبخاصة وزارة التموين والتجارة الداخلية لإطلاعك على المعلومات الدقيقة والتأكيد على توافر كافة السلع وبخاصة الغذائية لعدة أشهر، إلا أن الشائعات الزائفة لا تزال تنتشر عبر شبكات التواصل الاجتماعى ما أصاب البعض بجنون التسوق والتسابق على شراء السلع المختلفة وتخزينها، الأمر الذى دفع بعض التجار إلى احتكارها، فما الدور المنوط بك لمواجهة جشع بعض التجار؟ والتغلب على حمى الشراء خلال هذه المرحلة..

البداية مع وزارة التموين والتجارة الداخلية التى أكدت توافر كافة السلع الغذائية بكميات كبيرة بمنافذ المجمعات الاستهلاكية والأسواق، فضلا عن وجود مخزون استراتيجى يكفى احتياجات البلاد لعدة أشهر بجانب توفير حصص الدقيق للمخابز والقمح للمطاحن لإنتاج الخبز المدعم، هذا بالإضافة إلى دور الأجهزة الرقابية التى تتعامل بحسم مع أى شخص يحاول التلاعب في جودة المنتجات أو الأسعار، ورغم ذلك مازال البعض يتوجه لمحلات السلع الاستهلاكية ويشترى بجنون كما تقول همت مهدى ربة منزل: اتجهت لشراء بعض المنتجات الغذائية لكنى وجدت الأمر محزنا للغاية حيث تشهد المحال التجارية إقبالا وشراء بطرق عشوائية رغبة فى التخزين فقط، لمواجهة أى تغيرات قد تشهدها الأسواق من جراء الأوضاع الراهنة المتعلقة بكورونا.

أما نوال مهدى مدرسة فتقول: أتعجب من بعض الأشخاص الذين حولو السلاسل التجارية إلى نزهة يذهبون هنا وهناك ويتفحصون السلع وتستغرق رحلتهم بالساعات دون اتباع التعليمات الصحية، ويبدو أن معظمهم يفضلون الطعام على صحتهم ويعرضون أرواحهم للخطر.

وترجع زهرة إبراهيم، تاجرة جملة، الإقبال الشديد من المواطنين على شراء السلع إلى انتشار الشائعات، لافتة إلى أن الكثير يخشى انتهاء السلع أو اختفائها من الأسواق ما دفع العديد من التجار إلى احتكارها طمعا فى الربح من خلال رفع الأسعار والتلاعب بها. ويقول رجب النجار، صاحب أحد السلاسل التجارية: لا ينكر أى تاجر الربح الذى حققه جراء إقبال المواطنين على تخزين السلع لكننى غير موافق على ما يحدث، فدائما أحاول توعية المشترى بأن هناك مخزونا ولا داعى للخوف وأرشدهم للشراء بعقلانية.

أزمات مصطنعة

تعلق د. أمانى فاخر، أستاذ الاقتصاد الدولى بجامعة حلوان، على شراهة الشراء لدى المواطنين جراء الذعر من انتشار فيروس كورونا قائلة: نحن نخلق الأزمات من لا شيء فى وقت تقدم الدولة كل المساعدات لمواطنيها باستراتيجية فعالة وواضحة وتشيد بها كل المنظمات الدولية، على العكس يقوم الكثير من الأفراد ببعض التصرفات التى تؤثر وتخلق أزمات غير موجودة داخل المجتمع كانتشار أزمة السلع الاستهلاكية رغم إعلان الدولة توافر مخزون غذائى يكفى لعدة أشهر، وقد أدى زيادة النمط الاستهلاكى إلى خلق الأزمة، لذا أدعو المواطنين إلى ترشيد الاستهلاك وعدم نشر الرعب والذعر بينهم استنادا إلى شائعات يروجها بعض المغرضين أو أخبار كاذبة تضلل المصريين.

وتضيف: نحن اليوم فى حرب ضد «الكورونا » علينا اتباع سياسة اقتصاد الحروب كما كان أعقاب حرب 1967 وواجهت مصر ظروفا اقتصادية بالغة فى الخطورة حتى حرب أكتور 73 ، ولكن بتكاتف المصريين وصبرهم على الظروف الاقتصادية التى كانت تمر بها البلاد كارتفاع أسعار بعض السلع الاستهلاكية وانخفاض الأجور وغيرها نجحنا فى عبور الأزمات وتحقيق النصر، علينا استحضار هذه الروح الوطنية مرة أخرى، رغم اختلاف الأحوال والظروف وتوافر السلع اليوم إلا أن الحرب واحدة سواء بطرق مباشرة أو غير مباشرة.

كن إيجابيا

تدعو د. سعاد الديب، رئيس الاتحاد النوعى لجمعيات حماية المستهلك، المواطنين إلى اتخاذ مواقف إيجابية تجاه الأحداث المختلفة قائلة: مع الظروف العالمية التى تمر بها بلدان العالم من الطبيعى أن يشعر المواطن بالخوف والهلع من الغد ويقبل على شراء العديد من المنتجات ما يؤدى إلى تلاعب بعض التجار بالأسعار، ومن هنا لابد أن يتمتع كل مواطن بإيجابية، وأمامه طريقين إما أن يرفض الشراء ويسرع بالإبلاغ عن الأمر أو يشترى المنتج إذا كان فى حاجة له.

وتتابع: على المستهلك التأكد من أن الدولة تقف بجانبه وترعاه وتصون حقوقه فى البيع والشراء، وأن عليه واجبات كما له حقوق، لذا يجب البعد عن الإفراط فى الشراء والتوازن بين المتطلبات والعملية الشرائية وعدم الانسياق وراء الشائعات المضللة والشراء على قدر الحاجة فقط لأن التسوق بكميات قد يعرض الكثير من السلع للتلف والإهدار، كما أنصح بوضع خطة مسبقة قبل النزول للتسوق وتحديد الاحتياجات والأولاويات لتجنب إهدار المال والوقت دون فائدة.

سارع بالإبلاغ

وجه اللواء راضى عبد المعطى، رئيس جهاز حماية المستهلك رسالة للتجار ومقدمى الخدمات داعيا إياهم للالتزام بالضوابط القانونية وتقديم السلع والخدمات للمواطنين بجودة عالية والامتناع عن أى ممارسات سلبية أو استغلال لخوف المواطن، مؤكدا أن القانون سيطبق على كافة المخالفين، وأن المواطن هو محور اهتمام مؤسسات الدولة جميعها، وشدد على أنه لن يكون هناك تهاون فى حق المستهلك وصون حقوقه، ويقول: يجب تفعيل الرقابة المجتمعية فى إطار متوازى مع الرقابة المؤسسية التى تستهدف ضبط المنظومة الاستهلاكية، ويمكن التواصل مع الجهاز من خلال الاتصال بالخط الساخن 19588 ، أو رقم الواتس آب «المواطن رقيب 01281661880 » و أيضاً من خلال الموقع الإليكترونى للجهاز . WWW.CPA.GOV

EG ، أوعبر التطبيق الإليكترونى المتاح على الهواتف الذكية، مؤكدا أن الجهاز على استعداد تام لتلقى كافة الشكاوى التى ترد عبر البرامج الإعلامية والمواقع الإليكترونية.

المصدر: كتبت : هايدى ذكى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 556 مشاهدة
نشرت فى 2 إبريل 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,458,352

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز