كتبت : سمر عيد
جرت العادة أن تنشط الدروس الخصوصية مع اقتراب موسم الامتحانات، لكن هذا العام يختلف عن غيره من المواسم، فالقضاء على تلك الدروس أحد المنح التى قدمها فيروس كورونا للمصريين ليتوقف معه النزيف المستمر الذى سببته مافيا الدروس الخصوصية لجيوبهم بعد التغيير الجذرى الذى شهدته المنظومة التعليمة وما فرضته الظروف الحالية من تعليق الدراسة وإقرار التعليم عن بعد وعبر المنصات الرسمية لوزارة التربية والتعليم.
فى البداية تقول منى محمد، أم لطالبة في الثانوية العامة: كانت الدروس الخصوصية وتكاليفها الباهظة تمثل لنا كابوسا إلا أن جائحة الكورونا رغم ما لها من سلبيات صحية إلا أنها نجحت فى تخليصنا من حجز المراكز التعليمية ودفع الكثير من الأموال للمدرسين الخصوصيين.
وتقول رنا سليمان، طالبة بالثانوية العامة: نحن نعتمد هذا العام على الشرح الذي يسجله بعض المدرسين عبر مواقع الفيديو،وقمنا بعمل مجموعات على فيس بوك لنتبادل الأسئلة المتوقعة في الامتحانات.
أما مروة سمير، مدرسة بإحدى المدارس الخاصة فترى أن الامتناع عن المراكز التعليمية والمدرسين الخصوصيين قد وفر للأسر المصرية أموالها المهدرة على الدروس الخصوصية،ووفر للطلاب والطالبات الكثير من الوقت حيث كان يمضي الوقت سريعا والطلاب في المراكز التعليمية ولا يجدون وقتا للمراجعة والاستذكار بمفردهم.
مشكلات وحلول
تعلق د. حنان محمد حافظ، أستاذة ورئيسة قسم المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس على ركود سوق الدروس الخصوصية قائلة: وجهت جائحة كورونا أنظار القائمين على التعليم إلى ضرورة تطوير التعلم عن بعد كما أنقذت الكثير من الأسر المصرية من استغلال مافيا الدروس الخصوصية، بالإضافة إلى أنها أظهرتالقيمة الجيدة للتكنولوجيا والإنترنت، لكننانعانى مشكلتين الأولى أن الطالب لم يعتد على البحث عن المعلومة بنفسه وتعود دائما على وجود مدرس يلقنه المادة ويساعده على حفظ بعض الأسئلة المتوقعة في الامتحان، إلى جانب أن بعض المدرسين ممن كانوا يستفيدون من هذه الدروس ماديا يرفضون الشرح عبر الإنترنت أو مجموعات المدارس عبر فيس بوك أو واتس آببينمالا يجيد البعض التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي.
وتنصح د. حنان الطلاب بالتدرب على حل أكبر قدر من الامتحانات السابقة،وقراءة معلومات عامة من بنك المعرفة عن بعض المواد، لافتة إلى أن الامتحانات ستكون في مستوى الطالب المتوسط بينما يوجد في كل امتحان سؤال للمتفوقين، وآخر للطالب الضعيف حتى يراعى مستوى الطلاب جميعا في كل امتحان.
رب ضارة نافعة
ترى د. آمال عبدالله خليل، أستاذة المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس أن طلاب هذا العام محظوظين بإلغاء جزء كبير من المنهج المقرر حيث إنهم مطالبين بالامتحان فيما تم تدريسه حتى 15 مارس، وتقول: لا شك أن الأسرة المصرية استشعرت قيمة الدراسة من خلال مصادر المعلومات المختلفة بعيدا عن استنزاف مراكز التعليموالمدرسين الخصوصيين لأموالها،مشيدة بالجهد الذى بذلته وزارة التربية والتعليم في تدريب الطلاب على التابلت وشرح المواد المختلفة على الفضائيات التعليمية وموقع الوزارة ما سهل على الطلاب الاستذكار والمراجعة، ناصحة بتعويد الطلابالاعتماد على أنفسهم في تحصيل المعلومات وأن المناهج الدراسية ليست دواء يسقى بملعقة لهم قبل دخول الامتحان.
تطوير التعليم
أما د. حسن محمد حويل، وكيل كلية التربية لشئون خدمة المجتمع وأستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة أسيوط فيرى أنه من الضروري تطوير المناهج وطرق التدريس بما يتناسب مع التكنولوجيا وروح العصر ويقول: سهلت وزارة التربية والتعليم الاستذكار على الطلاب من خلال المنصات التي أقامتها على موقعها والقنوات التعليمية المختلفة،وأرجو أن يستمر إغلاق المراكز التعليمية ومحاربة الدروس الخصوصية بعد الكورونا،وكان لوزارة التربية والتعليم تجربة رائدة من خلال مدارس المتفوقين التي أقامتها في مختلف أنحاء الجمهورية حيث لايعتمد الطالب على مناهج معينة تدرس له وبالتالي فإنه يستغني تماما عن الدروس الخصوصية،كما أقترح أن يتم تدريس كل خريج للثانوية العامة لمحة عن الكلية التي يود أن يلتحق بها ويعقد له امتحان قبل دخول الكلية لمعرفة مدى تقبله لمناهجها.
ساحة النقاش