كتبت : أماني ربيع
غير فيروس كورونا الكثير في مظاهر حياتنا وأسلوب معيشتنا فيما يتعلق بالعمل والحياة الاجتماعية وحتى النزهات والفسح، فبعد حالة الذعر التى أحدثتها الموجة الأولى لكورونا حدث نوع من التعايش مع الفيروس وأصبح الناس يعيشون حياتهم إلى حد ما بشكل طبيعي، لكن لا ينكر أحد أنناتعلمنا بعض الدروس حتى فيما يتعلق بالنزهات..
"حواء" تستطلع الآراء لتعرف كيف تغير شكل الخروجات في زمن كورونا، وماذا تعلم الناس من الوباء؟
"كورونا علمتنا قيمة الحياة"، بهذه الكلمات بدأت كريمة صفوت، ربة منزل حديثها، وتقول: قبل كورونا كنا نأخذ الكثير من الأمور باستهتار لكن مع رؤية الناس حولنا يموتون علمنا أن الأمر قريب جداما جعلنا أكثر حرصا، فأنا شخصيا لم أمنع الخروج تماما لأن لدي أطفال ملوا من الجلوس في المنزل لكننا نفضل التنزه بالسيارة ليلا في الهواء الطلق ونطلب الطعام معلبا ومغلفا مع سماع الأغاني التي يحبونها وبذلك تعايشنا مع الوباء لكن في نفس الوقت حافظنا على صحة أحبائنا.
وتقول حياة عبد الرحمن: كانت خروجاتنا قبل كورونا زيارات عائلية، لكن الفيروس منعنا من الزيارات نهائيا حفاظا على صحتنا، لذا نفضل المقابلة في النادي أو في أي مكان مفتوح ونجلس متباعدين ونحافظ على إجراءات الوقاية من ارتداء للكمامات واستخدام الكحول وتجنب التلامس فالفيروس لن يمنعنا من الحياة لكنه علمنا كيف نحافظ عليها.
أما حسام سعد، خريج كلية تجارة فكغيره من الشباب لم يستطع التوقف عن ممارسة عاداته اليومية من التقاء أصدقائه والخروج معهم أو قضاء بعض الوقت بالمقهى، لكنه تعلم الالتزام بالإجراءات الاحترازية واتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل الرجوع للمنزل، حيث حرص على غسل يديه جيدا وتبديل ملابسه بمجرد دخوله المنزل حفاظا على صحة أفراد أسرته.
وتقول يمنى إسماعيل، مهندسة: أنا شخصيا لا أخرج إلا لعملي وملتزمة بشدة بالإجراءات الوقائية، ومنعت الزيارات العائلية تماما ولا حرج أو عتاب في ذلكفهذا ليس حرصا على حياتي فقطفإذا كنا شبابا فأهالينا من كبار السن مناعتهم ضعيفة، لكن هذا لا يمنع أننا نستمتع بحياتنا وفقا للظروففقد اشتريت شاشة تلفزيون كبيرة لمشاهدة الأفلام، وحملت المسلسلات المفضلة لأمي، ونعد وجباتنا المفضلة ونكلم إخوتي المقيمين في الخارج يوميا عبر الفيديو، فالحياة تسير لكن هناك تغييرات لازمة من أجل أن نحافظ على صحتنا وأحبائنا.
التنفيس عن الأبناء
يقول عادل صبحي، محاسب: الفكرة ليست حماية نفسك ومن حولك فالدولة لم تفرض حظرا كاملا لكن واجبنا تجاه الآخرين أن نلتزم بالإجراءات الاحترازية، فأنا أخرج مع أولادي في المولات ونجلس لتناول الطعام في المطاعم الملتزمة بالإجراءات الوقائية وأتجنبالخروج في الإجازة الأسبوعية والعامة لتجنب الزحام، وأرى أن الأطفال ليس لهم ذنب وبحاجة للترفيه خصوصا بعد تغيير أسلوب الدراسة ولا يقابلون أصدقاءهم باستمرار والفسح مهمة لصحتهم النفسية ورفع معنوياتهم ومن أجل زوجتي أيضا لأن كل وقتها في البيت, لكن لا نخرج خروجات عائلية بها عدد كبير، فلا زيارات منزلية إلا في حدودويتم التعامل بحزم ولابد من دخول البيت بالكمامة والتعقيم بالكحول وخلع الحذاء أمام الباب.
وتقول سارة محمد،ربة منزل: أحيانا أشعر أنني الوحيدة التي أعترف بوجود كورونا لأنني لا أخرج تقريبا إلا من أجل شراء احتياجات البيت، وأولادي أذاكر لهم بنفسي ومنعت الدروس تماما وكذا الزيارات ما جعل أولادي يتذمرون ويشعرون بالملل، لكنني أقوم بالكلام معهم بلطف وأفهمهم أن هذا من أجل مصلحتهم، كما أن والدهم اشترى "بلاي ستيشن" جديدة وأنا من وقت لآخر أطهو لهم مثل المطاعم وأسمح لهم بمكالمة أصدقائهم عبر الفيديووكل هذا لأجل حمايتهم.
ويحاول أحمد عبد الله التعامل بتوازن مع الأمرويقول: أحاول بقدر الإمكان الحافظ على نفسي وزوجتي وأولادي وفي نفس الوقت لا أحرمهم من المتعة، فنحن نعيش في مصر الجديدة ونقوم ليلا بالنزول إلى الشارع والتمشية وشراء الحلوى والعصائر، ومن وقت لآخرأجتمع مع إخوتي لكن كلنا نلتزم بالإجراءات الاحترازية، وفى حالة إصابة أحد بنزلة برد يعتذر عن الحضور، فكورونا علمتنا قيمة اللمة والعيلة لذا يجب أن نلتزم بحماية أنفسنا والآخرين.
الصحة النفسية
عن تأثير كورونا وما فرضته من إقامة جبرية للكثيرين على الصحة النفسية تقول د. سحر مصطفى، استشاري الصحة النفسية: إن طول فترة الوباء جعلت الناس يشعرون بالملل من الإجراءات الوقائية والالتزام بعدم الخروج وهناك بعض الناس خاصة فئة الشباب يعيشون حالة إنكار، ويزيد هذا مع عدم وجود حالات مصابة أو ضحايا في محيطهم، فالشباب فترة انطلاق ومن الصعب كبح جماحهمويجب تفهم ذلك، لكن بالطبع يجب التعامل معهم بحزم عند العودة إلى المنزل وتعقيمهم، وأن يتحدث الوالدان إليهم من أجل مصلحتهم والآخرون الذين قد يتعرضوا للإصابة بسبب استهتارهم بالأمر، في المقابل هناك البعض ممن أصبح لديهم هوس مرضي بالنظافة والتعامل مع الآخرين ويحاولون تحصين أنفسهم بشكل مبالغ فيه، حيث تشير الدراسات إلى أن كورونا أصبحت خطرا على الصحة النفسية بسبب العزلة التي فرضتها على الناس وأدت إلى تنامي الشعور بالوحدة، ويجب الالتفات إلى الصحة النفسية وعدم التعامل معها باستخفاف خاصة لدى الأطفال الذين لايزالون في البداية يكتشفون الحياة وحرموا من التعامل بحرية ومن النادي ومن المدرسة، فعلى الأهل أن يوفروا لهم بعض المرح حتى لو الخروج لمجرد التمشية في الشارع مع تناول آيس كريم وشراء لعبة.
توعية إعلامية
يقول د. أمجد مصيلحي،أستاذ علم الاجتماع: الإنسان كائن اجتماعي بطبعه وفكرة جلوسه وحيدا لفترة طويلة صعبة وقاسية جدا، لذا فالشوارع ممتلئة حتى مع تزايد التحذيرات، لكن الدولة تقوم بدورها فيما يتعلق بإجراءات السلامة بالمطاعم والكافيهات ودور السينما، فمعظم هذه الأماكن تحظر الدخول دون كمامات وتضع الكحول ومعقم الأيدي في كل مكان بحيث يشعر الزائر تلقائيا برغبة في تحصين نفسه، ويجب أن يكثف الإعلام حملات التوعية لأنه بعد رفع الحظر اعتقد البعض أن الوباء انتهى لذا يجب التحذير من الموجة الثانية عبر قنوات الإعلام الرسمية بعيدا عن تهويل وفبركة السوشيال ميديا.
أما د. ثريا خالد، استشاري العلاقات الأسرية فتقول: إذا كانت كورونا علمتنا قيمة الحياة فيجب أن نطبق هذا الدرس في تعاملاتنا اليومية، فهناك الكثيرون يقولون إن كورونا تصيب أناس لا يخرجون من المنزل لكن الحقيقة أنهم يصابون بسبب استهتار الأبناء الذين يخرجون ولا يلتزمون حتى بارتداء الكمامة، والمسنون هم أكثر عرضة للإصابة بسبب ضعف المناعة لذا يجب التوعية المستمرة، ويفضل عدم الخروج في العطلات بسبب الزحام، ومن الأمور التي يجب التنويه عليها التماس الأعذار فى العلاقات الاجتماعية فواجبات العزاء وحفلاتالزفاف قد تتحول إلى كارثة حقيقية إذا وجد مصاب واحد بين الحضور.
ساحة النقاش