كتبت : سكينة السادات

يا بنت بلدى حكيت لك الأسبوع الماضى طرفا من حكاية قارئتى السيدة أشجان (53 سنة) التى تعمل مدرسة بإحدى مدارس الوجه البحرى وزوجها يعمل موجهاً أولاً بوزارة التربية والتعليم وعلى وشك الترقى إلى رتبة وكيل وزارة بالتعليم، وقالت السيدة أشجان: إنها رزقت بابنتين فقط، وإن ابنتها الكبرى أمانى آية من آيات الطيبة والحنان وهى التى تساعدها فى كل شىء فى البيت والعمل، وقد تخرجت أمانى فى سن مبكرة وتعمل بالتدريس مثل والدها ووالدتها، وقالت إنها خجولة جداً وطيبة إلى أبعد الحدود، وقالت إن الابنة الثانية متمردة ومن النوع الذى يهوى النقاش (والمقاوحة) ولا يعجبها أى شىء ودهشت عندما قالت إن شكواها اليوم ليس من الابنة الصغرى المتمردة بل من أمانى الطيبة الحنون الخدومة الهادئة! والحكاية أن السيدة أشجان لها شقيقة تكبرها بعدة سنوات لها ابن قمة فى الأدب والكمال تخرج من الحقوق بتفوق وعمل وكيلاً للنيابة، وهمست لها أختها بأنها تتمنى أن تكون أمانى من نصيب ابنها آسر وتتمنى أشجان ووالدها نفس الشىء فهو عريس ممتاز تتمناه أى فتاة، وكانت أمانى الخجولة التى لا تتكلم كثيراً تقول إنها لا تفكر فى الزواج حتى مر عامان على تخرجها وعملها ورأت أختها أنه لا داعى لتأجيل الزواج إذا كانت هناك موافقة من جميع الأطراف، وعندما فاتحت السيدة أشجان ابنتها فى أمر زواجها من ابن خالتها وكيل النيابة آسر ردت أمانى بكلام فاجأ زمها حتى كادت أن تقع مغشياً عليها من هول الصدمة!

***  

واستطردت قارئتى أشجان وهى تبكى بحرقة حتى أننى كنت لا أتبين كلامها.. قالت: تعرفين ماذا قالت ابنتى الطيبة الحنون؟ قالت: يا ماما أرجو ألا تحزنى وتغضبى منى وتغضب منى خالتى الحبيبة فالحقيقة إن آسر عريس ممتاز تتمناه أى فتاة ولكنه بالنسبة لى مثل أخى تماماً لا أشعر نحوه إلا بمشاعر الأخوة فقط ولا أتصوره زوجاً ينام إلى جوارى فى الفراش أو يعاملنى معاملة الأزواج، وكدت أموت يا سيدتى كمداً وقلت لها: ولماذا لم تقولى لنا هذا الكلام من قبل؟ قالت وهى تخفى عنى وجهها الذى احمر من شدة الخجل وهى تتلعثم: لأننى يا ماما أحببت رجلاً آخر ولم أكن قد قابلته إلا منذ بضعة شهور فقط!

وصرخت فيها قائلة: مين ده؟ وكيف لم تقولى لى هذا الكلام من قبل؟ من هو؟ قالت وهى تتلعثم بخجل شديد: إنه.. إنه.. ماهر زميلى فى المدرسة! قلت لها: ماهر؟ أبوك يقول عنه إنه مدرس فاشل وغير ملتزم ولا يملك أى شىء سوى راتبه، فقد كان والدك فى تفتيش على مدرستك وكان مطلوباً منه أن يجلس مع المدرسين والمدرسات المقصرين فى عملهم، وحكى لى والدك يومها أنه مثال المدرس الفاشل، فهو مقصر وكثير الكلام ومتمرد وكثير الغياب، وقد لفت انتباه والدك عندما طلبت من والدك ألا يكتب عنه تقريراً سيئاً، فظن أبيك أنك فقط تتوسطين لزميل لك بالعمل لكنه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ حالته وعرف أنه إنسان غير ملتزم كثير الكذب والبحث عن مبررات للتقصير فى عمله ليس بأسلوب الاعتذار ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أن إهماله له ما يبرره بل بوقاحة وسوء أدب وفهلوة.. هذا هو ما قاله والدك عنه فهل هذا هو من تحبينه وتفضلينه على ابن خالتك وكيل النيابة المحترم؟

***  

واستطردت السيدة أشجان.. نظرت إلي ابنتى لأول مرة بجرأة وقالت: يا ماما.. "أنا رايداه رايداه والنبى والنبى رايداه" كما تقول ليلى مراد فأراه أنسب زوج لى مع العلم بأن علاقتى به لم تخرج عن الكلام العادى، وقال لى إنه مكسوف أن يتقدم لخطبتى من أبى الذى أخذ عنه فكرة سيئة لكنه يحبنى ولن يتزوج غيرى وأنا لن أتزوج غيره!

أكاد أموت غيظاً وكمداً ولم أجد سوى أن أقول لابنتى وأنا لن أوافق على رجل لا يستاهلك ولن ألقيك فى النار بيدي! أنا خائفة يا سيدتى أن يضحك عليها ذلك الأفاق ويغريها بالزواج دون إذننا وهى الطيبة الساذجة ماذا أفعل؟

***

لا داعى لأخذ موقف عدائى من ابنتك يا سيدة أشجان اجلسى معها واشرحى لها معنى أن يكون الزوج غير ملتزم وأن تكون المسألة كلها مسألة طمع من جانبه لا غير، واشرحى لها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أن تأخذ فى حياتها قراراً يدمر حياتها فيما بعد، وأرجو من زوجك أن ينقلها إلى مدرسة أخرى وأن تعطيها بعض الوقت لكى تبرأ من تأثير ذلك الأفاق عليها وهى البريئة التى لم تسمع كلمات الحب من قبل إلا من ذلك الفاشل، ولا بأس من أن يستدعيه زوجك ويطلب منه بهدوء أن يبتعد عن ابنته لأنه يعرف أنه لا يصلح لتحمل مسئولية بيت وزوجة وأولاد وكان الأولى أن يتحمل مسئولية عمله وألا يبرر إخفاقه بوقاحة وتجبر، وأرجوك أن تعطى للوقت والزمن فرصته لكى تتبين لأمانى الطيبة الخبيث من الطيب والله يوفقك ويوفق ابنتك آمين يا رب العالمين.

 

المصدر: كتبت : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 253 مشاهدة
نشرت فى 14 يناير 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,460,380

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز