كتبت : أميمة أحمد
ست الحبايب يا حبيبة، يا أغلى من روحي ودمي، يا حنينة وكلك طيبة، يا رب يخليكي يا أمي، يا ست الحبايب يا حبيبة.. من ينسى هذه الكلمات الرقيقة التى كتبها العبقري حسين السيد ولحنها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب والتي عبرت عن عشق الأجيال لأمهاتهم، فقد كانت ولا تزال الأم دوما هي نبع الحنان ومصدر الإلهام الأول الذي يستلهمه وينهل منه المبدعون، لكن رغم هذا يعد إبداعهم لأغنيات الأم حاليا محدودا، فى هذا التحقيق نستعرض أهم الأغاني التي صنعت من أجل هذه الاحتفاء بأمهاتنا وسبب ندرة الأعمال الحديثة التي تتناول هذا.
حملت معظم الأغنيات التي تغنت للأم الكثير من عيد « معانى الصدق والإحساس وخاصة إن كنا نتحدث عن ومن أشهر هذه الأغنيات التي طالما ارتبط ،» ست الحبايب غناء المطربة » ست الحبايب « ذكرها بمناسبة عيد الأم فايزة أحمد وألحان محمد عبدالوهاب، هذه الأغنية احتلت المركز الأول في الاحتفال بعيد الأم، بعد ذلك يأتي الصوت إلى جوار أغنيتها ،» أمي يا ملاكي « الملائكي فيروز وأغنية ومن الأغنيات الحديثة نوعا ما والتى كان ،» أمي الحبيبة « تدوم حياتك يا « لها صدى أيضا أغنية الفنان هاني شاكر وهناك الكثير من الأغنيات الأخرى الشهيرة التي عبرت » أمي » ماما يا حلوة « عن مدى سعادتنا بعيد الأم، ومنها أغنية للراحلة الفنانة شادية.
عن أغنيات الأم تحدث الموسيقار هاني شنودة موضحا انزعاجه قائلا: كيف ستتواجد هذه الأغاني العظيمة في ظل وجود جو موسيقى ما يسمى بالمهرجانات وأنا شخصيا لا أعترف بهذه الأغنيات، ثم أردف: أنا أطالب بعودة الروح الموسيقية والغنائية إلى ما كانت عليه في الزمن القديم مع مراعاة التطور الذي نعيش فيه بالطبع، فنحن لدينا أصوات جميلة جدا حاليا مثل شيرين عبدالوهاب، عمرو دياب ومحمد منير جميعهم ناجحون ويجب عليهم صنع أغنيات تحاكي الزمن القديم ولكن متطورة مثل جيلهم.
أما المطرب محمد ثروت فيقول لنا: أنا لدي الكثير من الأعمال من الأغاني المرتبطة بعيد الأم، فقد قدمت الكثير منها مثل "أمي وبروحي أفديها" و"سلام لماما"، أسعد كثيرا عندما أسمعها في هذه المناسبة, ولكني أحزن لما وصلنا إليه هذه الأيام من غياب هذه الأغنيات عن الساحة الفنية ولكني أعتقد السبب وراء ذلك هو غياب المنتجين الموسيقيين وخاصة غياب الإذاعة عن إنتاج مثل هذه الأغنيات التي تحمل رسالة؛ فكان لها دور مهم جدا في وجود هذه الأغاني، أيضا أرى أن هناك غيابا للاحتفالات الخاصة بعيد الأم هذه الأيام على غير السابق، وأعتقد أيضا أن جزءا من الأسباب يكمن في ابتعاد الدراما عن تسجيل هذه المناسبات، لأنه من المعروف أن أحب وأشهر أغاني عيد الأم جاء في سياق درامي في أعمال تعمد من يصنعها أن يظهر دور الأم ومن ثم توارثناها, وفي النهاية يؤكد ثروت على تمنياته أن تعود صناعة الأغنية من جديد، فجميعنا لدينا ذكريات معها.
عن الرأي النقدي يقول الناقد الفني أحمد سعد الدين: جميعنا نفتقد هذه الأغاني؛ فقديما كان هناك ملحنين ومؤلفين يكتبون الأغاني بطريقة إبداعية تجعلها باقية العمر كله؛ فاليوم مثلا إذا سمعنا لحن الراحل محمد عبدالوهاب وأغنية "ست الحبايب يا حبيبة"، هذا اللحن على الأقل عمره أكثر من خمسين عاما توفى صاحبه وبقي اللحن لأنه مصنوع بمهنية كبيرة سواء في اللحن أو الكلمة أو الصوت، أما في يومنا هذا فإن أغاني هذه الأيام ممكن أن نسمعها ونسعد بها ولكن بعد قليل يتم نسيانها فالفارق كبير، وأنا أرى من وجهة نظري أن حل هذه المشكلة يكمن في عودة الملحنين والمؤلفين وعلى المنتجين والمطربين الرجوع إليهم, فلدينا ملحن قدير مثل صلاح الشرنوبي, ومن الشعراء فوزي إبراهيم, أطالب بالاهتمام بأعمال هؤلاء المبدعين.
من جانبه يرى الناقد الفني طارق الشناوي أن المشكلة هنا في التعود، فجميعنا تعودنا على أغنيات معينة في المناسبات يتم تردديها كل عام وننسى أن نصنع الجديد في عيد الأم، وفي رأيه أن "ست الحبايب" تحتل المرتبة الأولى في أغاني الأم، يضيف: تعودنا على هذه الأغنيات فقط واعتبرت بالنسبة لنا مظهرا من مظاهر الاحتفال ونسينا أن لدينا نجوما ممكن أن تصنع أغنيات جميلة جدا وستعيش أيضا، مع الاعتراف أن بعض المطربين حاولوا صنع أغنيات جديدة ولكنها لم تستمر بسبب أننا لم نرددها كثيرا أو نستعين بها في احتفالاتنا، فعلينا جميعا مواكبة كل ما هو جديد.
ساحة النقاش