إشراف: حنان هزاع - أسماء صقر -هدى إسماعيل- نهى عبدالعزيز
تصاب المرأة بمشكلات نفسية عديدة نتيجة تعرضها لصدمات حياتية سواء عاطفية أو على مستوى الصداقة أو زمالة العمل ما يجعلها غير قادرة على اتخاذ القرار الصائب أو التفكير بشكل سليم، فكيف يمكن تحويل الصدمات التى نتعرض لها إلى دافع لتخطى الأزمة وتعلم دروسا حياتية نستفيد منها فى علاقاتنا المقبلة؟
فى البداية يقول د. جمال شفيق أحمد، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس: تمتاز المرأة عن الرجل بعواطفها الرقيقة الحساسة التى اكتسبتها من طبيعتها الأنثوية ومشاعر الأمومة التى تميزها عن غيرها ما يجعلها سريعة التأثر والتفاعل مع المواقف بعاطفة، لذا أنصح كل امرأة تواجه أي مشكلات سواء على المستوى العاطفي أو المادي أو الاجتماعي أو الاقتصادى أو الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران بأن تتحكم في عواطفها وتتعامل مع الأمور بنظرة منطقية، فالعقل هو ميزان الإنسان يوجهه للحق والعدالة ويجعلنا نفكر بطريقة سليمة، وقد وصف الله الحياة بأنها مليئة بالابتلاءات والاختبارات المستمرة وذكر ذلك في سورة البلد {لقد خلقنا الإنسان في كبد}، فالرجل يحكم دائما عقله أكثر من عاطفته بينما المرأة عكسه تماما حيث تتحكم بها النواحي العاطفية.
ويتابع: هناك خطوات بسيطة للتعامل مع أي مشكلة تواجه المرأة وحلها أولها الاستعانة بالله، والنظر إلى المشكلة من جميع جوانبها والبدء في تحليلها إلى أجزاء وعناصر ومسببات بذلك تضعف المشكلة أمامها، فالإنسان القوى هو الذي يتغلب على الأمور التي تعترض طريقه ويعالجها ويسيطر عليها، والخطوة التالية هي طرح حلول بديلة متعددة ثم اختيار أنسب الحلول الافتراضية لتجاوز المشكلة، علما بأن كل عقبة لها مميزات وعيوب وعلى المرأة قياس المميزات والأضرار واختيار الحلول الأقل ضررا، كما أنصح بالحفاظ على الصحة العامة فالعقل السليم في الجسم السليم وذلك من خلال اتباع نظام غذائي يحتوى على العناصر الغذائية المهمة كاللحوم والدواجن والأسماك والألبان والفاكهة الطازجة التي تحتوى على العناصر الطبيعية والخضراوات الورقية داكنة اللون كالسبانخ والكرنب والخس، بالإضافة إلى الشيكولاتة والموز لاحتوائهما على نسبة عالية من هرمون السيروتونين الذي يحسن الحالة المزاجية ويقاوم الاكتئاب، وأيضا لابد من تناول الوجبات الغذائية في موعدها والحرص على أخذ قسط كافي من النوم، وممارسة الرياضة كالمشي نصف الساعة يوميا، وأخيرا التقرب لله سبحانه وتعالي.
يقول د. عبد المنعم شحاتة، أستاذ علم النفس بجامعة المنوفية: هناك طريقتان للتعامل مع الصدمة الأول الإنكار وهذا مؤشر خطر يؤثر بشكل سلبي على نفسية صاحبه ويدخله في دائرة مغلقة من الاكتئاب أو الانتقام ممن سبب الصدمة، والنوع الثاني هو من سينتقل إلى الغضب، وهنا يكون تعلم السيطرة على الغضب أمرا مهما بمعنى تحويل طاقة الغضب إلى دافع لتطوير الشخصية بالتفكير في المستقبل بشكل إيجابي والاستفادة من الصدمة بتعلم كيفية تجنب تكرارها، وفي مرحلة الصدمة العاطفية يكون من الصعب للغاية استيعاب الأمر على حقيقته بل أن العقل يستعيد كل الذكريات الجميلة خاصة في الليلة الأولى من الانفصال وهنا لا تقبل المرأة الأمر الواقع حيث يصعب عليها تصديق أن كل الذكريات الجميلة صارت مجرد ماضيا وفي هذه المرحلة يكون لدى المرأة أمل في عودة العلاقة مبررة ذلك بعدم قدرة الطرف الآخر على النسيان، وهكذا تظل النفس تدافع وتبحث عن بصيص نور لعودة العلاقة مع الطرف الآخر، لذا أنصح المرأة ألا تعيش في ظل الأوهام والوساوس فترة طويلة كي تتمكن من تجاوز هذه الأزمة النفسية بأقل الآثار النفسية.
رمانة الميزان
يرى د. علي محمود شعيب، أستاذ الصحة النفسية بجامعة المنوفية أن المرأة رمانة ميزان المجتمع والحياة وتعرضها لأزمات يعرض المجتمع كله للاضطرابات النفسية لذا وجب الحفاظ على سلامتها النفسية بدرجة اهتمامنا بسلامتها الصحية والاجتماعية، ويقول: تعد الضغوط النفسية أحد سمات هذا العصر وعلى المرأة ألا تقع فريسة لها، وينشأ الضغط النفسي نتيجة الفروق الكبيرة بين المتطلبات والإمكانيات فكلما زادت الفجوة بين تطلعات المرأة وإمكانياتها تزايدت احتمالية تعرضها للضغوط النفسية والتى ينشأ عنها اضطرابات كثيرة منها ما هو بيولوجي كتساقط الشعر وتقصف الأظافر والشعور بالتعب والإرهاق، ومنها ما هو سلوكي كالنسيان وفقدان القدرة على التركيز، أو اجتماعي كالميل للعزلة وفقد الاهتمام بالآخر، لذلك يجب التواصل مع الآخرين وتجنب الجلوس منفردة والاستمتاع مع الأشخاص المقربين بالنجاحات الأخرى التي تحققها في حياتها، وعليها مواجهة المواقف الصعبة التي مرت بها وتحدى الألم النفسي والتغلب عليه بإرادة قوية وعزيمة، وتجنب اللجوء للممارسات الخاطئة كالتدخين وتعاطي المخدرات كوسيلة للشعور بالسعادة والهروب من المشكلة التي تعرضت لها، وإعادة تقييمها لأهداف حياتها والتركيز على تكوين صداقات قوية، والمشاركة المجتمعية كالتطوع فى الأعمال الخيرية التي تشعرها بالسكينة والراحة لمساعدة الغير.
يقول د. وليد هندي، استشارى الصحة النفسية قائلا: عند التعرض للصدمات العاطفية هناك فرق بين النسيان الإيجابي والسلبي، فمثلا للخروج من صدمة نتيجة تجربة عاطفية فاشلة على الفتاة أن تحدد هدف وتتعامل مع المعطيات الموجودة أمامها كالارتباط بشخص آخر مناسب ولا تكون أسيرة للماضي وتكتشف أوجه الجمال الداخلي عند الشخص الذي ترتبط به، وعليها أن تكمل أدوارها في الحياة كالزواج وتحقيق حلم الأمومة والتعامل مع الزوج باهتمام واحتوائه عاطفيا كي يبادلها نفس الشعور وألا تنساق وراء التفكير في الماضي، أما صدمة الطلاق فالمرأة تعاني خلالها مشكلات نفسية حيث تسيطر عليها مشاعر الإحباط والضيق والغضب نتيجة الضغوط الملقاة عليها كتربية الأبناء وتحمل مسئوليتهم المادية والمعنوية، وأنصح المرأة أن تهتم بصحتها النفسية بفعل الأمور التي تشعرها بالسعادة والرضا لتجنب التوتر والضغط النفسي.
ساحة النقاش