بقلم : إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا بوسي كانت تتحدث مع جدتها عن موكب المومياوات والذي سيسير من ميدان التحرير حتى متحف الحضارة وأشهر الملوك والملكات الذين يضمهم..
توقفت الجدة عند الملكة حتشبسوت وابتسمت معلقة أن حكايتها تصلح لأن تكون عملا دراميا لكن للأسف أغلب الكتاب المصريين والعالميين اهتموا بقصة كليوبترا أكثر منها..
ردت بوسي عليها معللة ذلك بأنه يمكن أن يكون بسبب ما فيها من عناصر درامية عديدة..
ردت عليها بأن حكاية حتشبسوت أقوى من الناحية الدرامية..
وبصوت هادئ رخيم بدأت الجدة تحكي لها قصة تلك الملكة الفرعونية..
فهي من ملوك الأسرة الثامنة عشر في الدولة الحديثة ابنة الملك تحتمس الأول وتزوجت من أخيها الملك تحتمس الثاني وشاركته الحكم لكنها كانت هي المدبرة لشئون البلاد وبعد وفاة زوجها انتقل الحكم لابنه من زوجة أخرى وهو تحتمس الثالث الذي شاركها في الحكم أيضا لكن في الواقع كانت هي الفرعون..
واجهت الكثير من الصعاب فلم يكن المجتمع يرضى بأن يكون الفرعون امرأة، لكنها استطاعت أن تكون حزبا موالى لها وتدبرت أمور البلاد بمهارة فتميز عهدها بالرخاء والسلام الذي عم كل أرجاء البلاد..
إلا أن الصراعات ظلت تملأ القصر.. فقد ارتفع شأن شريك الملكة في إدارة البلاد وبعدها اختفت حتشبسوت من على مسرح التاريخ.. وبجانب دورها السياسي كانت لها قصة حب مع المهندس سننموت الذي بنى لها معبدها الشهير بالدير البحري وقد حالت الفوارق الاجتماعية من ارتباطهما فبنى مقبرته في نطاق معبدها وبنى نفقا يصل بينها وبين مقبرتها ليجمعهما الموت بعد أن فرقت بينهما الحياة والغريب أنه اختفى أيضا مثلها في ظروف غامضة.
ساحة النقاش