كتبت : سالى عاطف
الحناء.. هي ليست فقط مادة مميزة أستخدمت لآلاف السنين منذ عصر القدماء المصريين بل هي طقوس تعد الأشهر على الإطلاق حيث ارتبطت بالزواج وبهجته، وتعد العروس العربية والأفريقية أشهر مستخدمي الحناء، فعلى الرغم من أن العادات والتقاليد المرتبطة بها قد تتشابه إلى حد كبير في الرسم والذي تطور مع تعاقب العصور لكنها تختلف فى بعض العادات المصاحبة لهذه الليلة المميزة ليلة الحناء والأدوات التي ارتبطت في الأذهان بالأفراح والبهجة والأعراس.
تعتبر السودان هي أكثر دول أفريقيا اشتهارا بالحناء ورسوماتها ومصدرا استقت منه الدول ذلك الفن، حيث يعد رسم الحناء بمثابة فن وإبداع له أصول ومتخصصين، كذلك تختلف الأماكن التى يرسم عليها فى الجسد ما بين اليد أو القدمين أو مناطق مختلفة من الجسم تبعا إذا كانت المرأة سيدة أم فتاة.
يصاحب الرسم فى تلك الليلة ما يسمي بالدخان ويشبه إلى حد كبير حمام البخار لكن بطريقة بدائية داخل حفرة يقاد النار تحتها بوضع حطب الطالح المعروف برائحته المميزة التي تعمل على فتح مسام البشرة وترطيبها وإكسابها اللون الأحمر، وتشتهر السودان بوجود العديد من الأغاني الخاصة بهذه الليلة فيتم الرسم لكافة الموجودين على أنغام ليالي الحنة حيث تظل الحناء ثابتة على الجسم لمدة أسبوعين، وتعد الحنة بمثابة وسيلة للاهتمام بالزوج وتدليله، فبعد إتمام الزواج على المرأة السودانية أن تواصل وضع الحناء باستمرار منذ لحظة الزواج، بل يكون عدم وضعها الحناء إشارة على عدم اهتمامها بزوجها الذي يتكلف الكثير لإتمام الزواج الذى يعد مكلفا جدا في السودان ومعقدا للغاية، حيث تبدأ تقاليد العرس بفتح الخشم أو ما يطلقون عليه قوله الخير وفيه تضع أم العريس في يد العروس مبلغا ماليا لتبدأ مراسم الزواج بعدها مباشرة.
من بين أشهر طقوس الحناء بالسودان صينية الحناء او الجرتك وتشمل صحن كبير مملوء بالحناء يكفي لحنة العروس وصديقاتها وقريباتها، وبجواره توضع زجاجات الصندلية والمحلبية والسرتية وهي عطور تساعد على بقاء الحناء فترة طويلة، ويقام للعريس أيضا نفس الطقوس.
رغم التطور التكنولوجي الذي شهده العالم لا تزال أفريقيا تحتفظ بعاداتها وأعرافها دون ذوبان أو تغيير.
ساحة النقاش