إشراف: أميرة إسماعيل - سمر عيد أسماء صقر ابتسام اشرف أمانى ربيع

أوقات صعبة تعشها المرأة بعد المرور بأزمة عاطفية سواء كانت انفصالا عن زوج شاركته الحياة لسنوات طويلة أو حبيب نسجت معه الأحلام لحياة زوجية هادئة وسعيدة، فكيف تتخطى تلك الأوقات؟ وما العوامل التى تساعدها على اجتيازها؟ وكيف يمكنها بدء حياة جديدة دون أن تلاحقها ذكريات الماضى المؤلمة؟

تجارب كثيرة لسيدات يروين قصصهن بعد الانفصال، فتحن قلوبهن لحواء يسردن مشاعرهن بعد الانفصال وكيف تجاوزن فشل العلاقة الزوجية أو الخطوبة وبدأن من جديد من بينهن سما. م، مصممة جرافيك التى تعرضت لتجربة طلاق مريرة وهى في الثالثة والعشرين من عمرها هدمت كل معاني الحب بداخلها وأفقدتها الثقة في الآخرين، وتقول: سنة كاملة قضيتها في البكاء، ثم قررت استئناف حياتي، خاصة بعد أن تزوج طليقي مجددا، استثمرت في نفسي، وشغلت وقتي بالحصول على "الكورسات" واتجهت لتصميم الجرافيك، وكان نجاحي حافزا جديدا منحني الثقة في نفسي، واكتشفت أن سبب فشلي الأول هو عدم النضج الذي جعلني أختار على أسس ساذجة، وبعد 5 سنوات دق قلبي من جديد، لكني تعلمت الدرس وقمت باختبار من أصبح زوجي الآن حتى لا أقع في نفس الخطأ ونحن الآن متزوجان ولدينا توأم.

أما علياء. ع، مترجمة فتقول: ارتبطت بشخص متردد، لم يأخذ خطوة جادة أبدا للتقدم في علاقتنا، وكان يشعرني دوما أنني سبب ذلك، لأنني لا أسمع كلامه وأتصرف باستقلال، ثم تركني بعدها، شعرت أن الدنيا انتهت بالنسبة لي، فأنا شخصية عاطفية وهشة وتؤثر في هذه الأمور بسهولة، بصراحة لجأت لاستشاري نفسي، وبدأت العمل على شخصيتي ومنحها القوة، وقراءة كتب التنمية البشرية، وبدأت بكتابة الأخطاء التي وقعت فيها في القصة الأولى، وعرفت أنني لست سبب فشلها، والآن أشعر أنني على استعداد لفتح قلبي من جديد للحب.

"طلاق سريع أنهى حكاية حب استمرت 5 سنوات"، هكذا بدأت سامية. ص، مهندسة حديثها وتقول: كانت ضربة قاصمة لمشاعري، وكان الحديث عن بداية جديدة درب من دروب الخيال، أخذت وقتا طويلا للتعافي، لكن ما حدث جعلني أنظر للحياة بشكل جديد، طوال مدة هذا الحب كانت حياتي قاصرة على هذا الشخص فقط نسيت أهلي وأصدقائي، وما حدث أنني عدت إليهم وفي الحقيقة وجود عائلة متفهمة وأصدقاء حقيقيين ساعدوني كثيرا في تجاوز المحنة، أصبحت حياتي الاجتماعية حافلة، واكتشفت أن زميلي في العمل يحبني في صمت، تقربنا وأصبحنا أصدقاء، هذه الصداقة جعلت رباط حبنا أقوى، وتمت خطبتنا ونستعد الآن للزواج.

وتقول ياسمين. ح، شيف: وقعت في الحب أكثر من مرة، وكل قصص حبى انتهت بالفشل ما أشعرنى أنني لا أستحق الحب، ولفترة طويلة انغلقت على نفسي وابتعدت عن أي شخص يحاول التقرب مني كنت أقول: سأفشل مجددا، لكنني اكتشفت أن الزمن أفضل علاج للجراح، فعندما نخرج من دائرة العاطفة ننظر للأمور بصورة مختلفة، عرفت أين كانت أخطائي وأنني كنت أثق في الطرف الآخر بلا حدود، وأعطي ولا أخذ شيئا، وهذا يجعلهم يطمعون في الأكثر، وتعلمت أن أحب نفسي، كنت أدخر كل نقودي للزواج، غامرت وقمت بصرفها على السفر، سافرت وكونت صداقات جديدة، التقطت الكثير من الصور وفقدت وزني وصار شكلي أجمل وأصبحت شخصيتي أقوى، وتعرفت على زوجي خلال رحلة إلى سيوة وعرفت أن البدايات الجديدة ممكنة دوما، طالما أحبننا أنفسنا أولا".

مرحلة التعافى

تعلق د. أمنية عزمي، استشاري الصحة النفسية على كيفية تجاوز أزمة عاطفية قائلة: بعد أي تجربة فاشلة يجب أن نتوقف ونمنح أنفسنا الوقت الكافي لنحزن فهذا مهم جدا خلال مرحلة التعافي، بعدها نبدأ في استعادة توازننا وإعادة حسابتنا، ولا يفضل الدخول في علاقة جديدة بشكل مباشر بعد الطلاق أو انتهاء قصة حب، فالإنسان وقتها يكون مثل المصاب بارتجاج في الرأس عاجز عن التمييز، لذا يجب أن نعطي أنفسنا فرصة لتلتئم الجروح، وبدلا من الهروب لحب جديد نجلس مع أنفسنا ونتقرب من أحبائنا، ونوجه طاقة الحب لدينا لأنفسنا أولا ولمن يحبونا بصدق ويعطونا كما نعطيهم، ويفضل تغيير روتين الحياة واستعادة صداقات قديمة وتجربة أشياء جديدة، وإحداث تغيير في المظهر فهذا يعيد الثقة بالنفس، وعند الدخول في علاقة عاطفية جديدة يجب أن نختار على أساس سليم وأهم شيء أن نختار من يحبنا لما نحن عليه ويقدرنا، ولا يجعلنا نشعر تجاه أنفسنا بشكل سلبي.

 

المسئولية مشتركة

أما خبيرة التنمية البشرية، سارة مجاهد فتقول: إن الحب أمر ضروري في حياتنا، لكن لابد أن تكون هناك ضوابط، والمفروض بعد الخروج من تجربة حب فاشل أو طلاق أن نتعرف على السبب، وقبل خوض التجربة الجديدة يجب تحديد مواصفات الشريك، مع التركيز على الطباع التي يمكن التعامل معها والأخرى التى لا يمكن التغاضة عنها، وعادة ما تكون الفرصة الجديدة أسهل إلى حد ما لأنها أكثر وضوحا لأننا نكون عرفنا ما نريده حقا، وتعرفنا على أنفسنا جيدا بعد التجارب السابقة وعندما نعرف ما نريده سنستطيع أن نحقق السعادة.

ويرى د. حسن محمود، أستاذ علم الاجتماع أن الإنسان يجب أن يدرك أن علاقة الحب قائمة على طرفين، ولا يتسبب واحد فقط في فشل العلاقة، لذا لا نحمل أنفسنا فقط ذنب انتهاء الزواج أو فشل الحب، وعلينا أن نجدد الثقة بأنفسنا، وألا نبني حياتنا ومستقبلنا على وجود طرف ثان عندما يبعد تنهار، ولا نعتمد على أحد لإسعادنا، فلننظر للأمر بشكل إيجابي الفشل مقدمة لبداية جديدة، فقط نقوم بترتيب أولوياتنا، ولا نكره الحب أو نمنعه فهو أكسجين الحياة، وعند الدخول في علاقة جديدة نكون أكثر حذرا دون مبالغة وأن ندرك أننا نستحق السعادة وأن النجاح في الحب أمر ممكن.

المصدر: إشراف: أميرة إسماعيل - سمر عيد – أسماء صقر – ابتسام اشرف – أمانى ربيع
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 568 مشاهدة
نشرت فى 16 ديسمبر 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,464,831

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز