بقلم: د. حنان سليمان

تسعى الدولة لتحقيق التنمية الشاملة على مختلف الأصعدة وتسير بخطى ثابتة فى مختلف الاتجاهات نحو تحقيق هذا الهدف والغاية القومية، ورغم الضغوط الاقتصاية التى نعانيها خلال الفترة الراهنة كنتيجة طبيعية للتحول الاقتصادى الذى تشهده الدولة من مشروعات قومية عملاقة وشبكة طرق كبيرة ومدن عالمية وجديدة إلا أن المواطن كان وما زال نصب أعين القيادة السياسية.

إن النجاح الذي استطاعت مصر تحقيقه على مختلف الأصعدة على مدار السنوات الماضية لم يتأت دون تضحيات أثبت من خلالها المواطن المصري قدرته على تحمل الصعاب في سبيل بناء وطنه وتحقيق أهدافه وتطلعاته المشروعة، لذا كان "المواطن أولا" شعار القيادة السياسية فى الفترة الأخيرة انطلاقا من إيمانها بأن أى تقدم لن يحدث دون تنمية المواطن وتوفير سبل العيش الكريم له فهو الأداة الفاعلية للبناء والتنمية، لذا صممت سياساتها وبرامجها التنموية واضعة مصلحته في القلب منها ملبية طموحاته ومستجيبة لتطلعاته في العيش الكريم والسكن اللائق والعمل المناسب، وقد تبلورت هذه الرؤية في مبادرة "حياة كريمة" التي تعد أحد أكثر البرامج التنموية طموحا وشمولا حيث تعمل على تحقيق التنمية الشاملة بما في ذلك في الريف المصري الذي يعيش فيه السواد الأعظم من المصريين على نحو يعزز من جهود الدولة لتحقيق التنمية الإقليمية المتوازنة وحشد الاستثمارات اللازمة لتحسين جودة الحياة للمواطنين والقضاء على الفقر وخفض معدلات البطالة.

إن الوقوف على ما تقدمه الدولة لدعم المواطن وتخفيف الأعباء عن كاهله يسهل سرده بالأرقام والإحصاءات لكن عرضه لن يجدى نفعا ولن يدفع عجلة البناء والإنتاج، فما يحتاجه الوطن فى الوقت الراهن تضافر جهود الأفراد قبل المؤسسات لدعم التنمية التى تصبو إليها مصر باعتبارهم الوقود لأى حراك أو نشاط تقوم به أى جهة أو قطاع، فالاقتصاد لن يقوى إلا بدعم المواطن المصرى وهو ما أدركته الحكومة حيث أطلقت العديد من المبادرات فى مختلف المجالات لحث المواطنين على دعم وطنهم سواء على صعيد السياحة وتنشيطها أو الصناعة المحلية ودعم منتجاتها.

ليس لدى أدنى شك أن جينات الوطنية والانتماء التى حركت المصريين عن بكرة أبيهم فى أحلك الظروف وأصعب الأوقات لدعم ومساندة الوطن بل وحمايته كثيرا من مؤمرات داخلية وخارجية استهدفت استقراره موجودة لدى الجميع لكنها تحتاج إلى باعث ليثبت المصريون أنهم قادرون على البناء كما هو الحال فى الدفاع، وليس ببعيد على العالم أجمع مشروع قناة السويس الذى برهن خلاله المصريون أنهم معول البناء والنماء.

دعونا أيها المصريون نشارك جنبا إلى جنب مع مؤسسات الدولة وهيئاتها المختلفة فى بناء مصرنا الحبية كل فى مجاله، ولا يحقرن أحد من دوره ولا غيره، فبداية الغيث قطرة والجبال من الحصى، ولا أنسى الدور الكبير الذى تلعبه ربات البيوت "عظيمات مصر" فى دعم اقتصادوطنهن من خلال ترشيد الاستهلاك وتشجيع المنتج المحلى، فضلا عن توعية أبنائهن وتربيتهم على المواطنة والانتماء ليخرجن أجيالا قادرة على المشاركة الفاعلة فى بناء مصر الجديدة.

المصدر: بقلم: د. حنان سليمان
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 412 مشاهدة
نشرت فى 6 يناير 2022 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,027,492

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز