بقلم رانيا شارود
قد يتعجب القارئ منذ الوهلة الأولى لعنوان المقال "القرار الحكيم والمؤامرة"خاصة عندما يعلم بأنه يحكى عن احتفال مصرنا الحبيبة بعيد الشرطة الذى يواكب يوم ٢٥ يناير والذى كان شاهدا على المجزرة الوحشية فى الإسماعيلية الساعة السابعة صباحا حيث انطلقت مدافع الجنود البريطانيين ومدافع الدبابات الضخمة لتدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقه أو رحمة، وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو الاستسلام وتسليم أسلحتهم ومبنى المحافظة وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة.
تملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية وهو النقيب مصطفى رفعت حين صرخ فى وجهه بشجاعة وقال "لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة"، واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة وانطلقت المدافع وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض و تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء الطاهرة/ وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين ليسجل التاريخ شجاعتهم التى يتوارثها المصريون جيلا بعد جيل.
يحتفل المصريون بعيد الشرطة فى هذا اليوم من كل عام تقديرا وعرفانا لمجهود ما يبذله أبطالنا رجال الشرطة من تضحيات بأنفسهم وأرواحهم للدفاع عن مصرنا الحبيبة والحفاظ على أمنها وسلامتها، وقد كانت الفترة الماضية صعبة على أبطالنا من جنود الشرطة منذ بداية التسعينيات لمواجهة الإرهاب ومكافحته خصوصا داخل صعيد مصر وفى كافة أنحاء الجمهورية إلى أن ظهرت المؤامرة الحقيقة وهى ما يسمونه بالربيع العربى الذى كان يريدون به تقسيم مصر والقضاء عليها، واتخذوا من يوم العزة والكرامة -٢٥ يناير- يوما للقضاء على الشرطة المصرية، وهنا بدأت المؤامرة لكن هيهات هيهات فقد تصدى جنود مصر البواسل من الشرطة المصرية وحافظواعليهاضد اى معتدى غاشم و ضحوا بأرواحهم وراحتهم فى سبيل الوطن، وقضوا على هذه المؤامرة بل جعلوا العالم كله يشاهدهم يضحون بانفسهم ويستعيدون لمصر هيبتها ومكانتها.
القضاء على الإرهاب.. بطولة بدت ملامحها منذ أن تسلم فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم فأخذ القرار الحكيم و الاختيار الصحيح للقضاء على الإرهاب ونشر الأمن والأمان فى كل أنحاء مصر، وهو ما نجح فى تحقيقه ولا أدل على ذلك ما تشهده مصر من مشروعات قومية عملاقة، فضلا عن تنظيمها لمنتدى شباب العالم والذى أسدل الستار على نسختها الرابعة منذ أيام قليلة ليؤكد للعالم أجمع أن مصر بلد الأمن والأمان والداعية إلى السلام.
لم يكن توفير الأمان ومحاربة الإرهاب دور الشرطة المصرية فحسب خاصة خلال السنوات الماضية بل كان لهم أكثر من دور فى مساعدة الشعب المصرى فى مواقف كثيرة مثل جائحة كورونا ومواجهة ارتفاع الأسعار من خلال توفير السلع الضرورية فى منافذها الثابتة والمتنقلة والمنتشرة فى مختلف محافظات الجمهورية.
ساحة النقاش