بقلم : إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا داليا كانت تتحدث في هاتفها مع زميلة لها التي كانت تشكو من سوء معاملة إحدى الأقرباء لها والتي كانت تظنها صاحبتها، لكنها سرعان ما ظهرت على حقيقتها شخصية سيئة تحاول دائما النيل منها بكل الوسائل.
كانت داليا تستمع لزميلتها وهي تحاول أن تهدأ من غضبها، لكن الأخيرة استمرت في حديثها الذي يملأه الحنق.
بعد أن أنهت داليا حديثها وجدت جدتها تسألها عما يزعجها هي وصديقتها، فحدثتها عما حدث من قريبة زميلتها.
صمتت الجدة قليلا ثم تحدثت بهدوء مؤكدة أن في حياتنا نقابل أشخاصا من كل الاتجاهات والبيئات بعضهم يتسم بالأخلاق ويتمسك بالمثل والأخلاق وهناك آخرون يتسمون بالخبث ولا يعرفون معنى القيم والمبادئ مثل هؤلاء من الأفضل البعد عنهم والتعامل معهم في أضيق الحدود حتى لو كانوا من الأقرباء.
وأضافت أن صديقتها بدل ما تهدر وقتها في الحديث الغاضب عن تلك الإنسانة المؤذية، فمن الأفضل أن تفرح أنها ظهرت أمامها على حقيقتها.
لكن للأسف فإنالإيذاء لا يقتصر على ما نتعرض له من الشخصيات الشريرة ولكنه يمتد فنواصل نحن بأنفسنا مسلسل الإيذاء ونهدر وقتنا بالحديث عما أصابنا، وقد نجعله محور حياتنا لا نفكر في شيء غيره ما يعني أننا ببساطة نضيع جزءا من عمرنا ونحن نقر ما حدث ونعيده مرات ومرات لتصبح خسارتنا مزدوجة، أولا ما خسرناه نتيجة تعرضنا للإيذاء من شخص حقير، وثانيا نخسر وقتنا وهو عمرنا في الحديث عما أصابنا وذلك بدل من أن نتركه خلف ظهرنا وننطلق في طريقنا بإصرار على التقدم والتطور فنجاحنا هو أكبر هزيمة لأي شخص حاول أن ينال منا بأسلوب شرير ووضيع.
ساحة النقاش