حوار : هدى إسماعيل
الشمول المالي.. الإقراض.. الادخار.. مصطلحات قد لا نستمعإليها إلا من خبراء الاقتصاد، ولكن مع مانعيشه من جهود الدولة للارتقاء بجودة حياة المواطن أصبحت هذه المصطلحات هي البرامج التدريبية للنساء في مختلف محافظات الجمهورية والتى تأتى ضمن المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية والذي يعد من أهم محاوره التمكين الاقتصادي للمرأة، وحتى نتعرف على تفاصيل المحور الاقتصادي للمشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية كان لنا هذا الحوار مع د. أماني فاخر، عضو المجلس القومي للمرأة وعميد كلية تجارة بجامعة حلوان.
بداية..لماذا يعد المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية استثمارا في البشر؟
مما لا شك فيه أنه إذا لم يتم الاستفادة من الثروة البشرية ستتحول إليدى عبء وعائق، لذلك اتخذ المشروع منحنى مختلف حيث إنه لم يهتم فقط بضبط النمو السكاني بل بخصائص السكان لتتحول الزيادة السكانية التي نعاني منها حاليا من عبء وعائق إلى ثروة، لذا استهدف هذا المشروع من خلال ضبط النمو واستثمار مالدينا من زيادة في معدلات النمو للارتقاء بخصائص السكان من تعليم وصحة والحد من البطالة، ما يجعلنى أعتبره المشروع الأعم والأكبر الذي يبلور جهود القيادة السياسية الحكيمة للارتقاء بجودة حياة المواطن والتي برزت بشكل اساسي في الاهتمام بكل نواحي الحياة من "تعليم - صحة – فكر – بيئة – مجتمع – ثقافة".
وماذاالذى يتضمن المحور الاقتصادي في المشروع؟
وضعت الدولة عدة محاور رئيسية للمشروع وفي مقدمتها التمكين الاقتصادي والذى يهدف إلى تمكين للسيدات في الفئة العمرية من 18 حتى 40 سنة من العمل والاستقلالية المالية، وذلك من خلال تنفيذ مليون مشروع متناهي الصغر تقودها المرأة في المحافظات المختلفة والقري المصرية ، إلى جانب تدريب 2 مليون سيدة على إدارة المشروعات، فضلا عن تجهيز مشاغل خياطة للسيدات ملحقة بوحدات صحة وتنمية الأسرة.
وما الجهات المعنية لتنفيذ محاور المشروع وتحقيق أهدافه؟
تم إطلاق المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية في عام 2021 ليضع خطة تنفيذية له وينتهي في 2023 وتتكاتف الكثير من جهود الدولة والمؤسسات والقومي للمرأة والجمعيات الأهلية، وجمعيات المجتمع المدني في تحقيق أهداف هذا المشروع الحيوي للأسرة المصرية والذي يعد أحد أهدافه الاستراتيجية هو ضبط الزيادة السكانية التي أصبحت أحد المعوقات الأساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي حققت فيها مصر خطوات كبيرة ومسبوقة خلال السنوات الماضية".
وهل سينعكس التمكين الاقتصادي للمرأة على ثقافتها الإنجابية؟
أصبح التمكين الاقتصادي للمرأة ضرورة ملحة فهو ليس فقط يترتب عليه استقلاليتها المالية لكنه أيضا مفتاح للقضاء على الكثير من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها المجتمع، فالمرأة المتمكنة اقتصادياً لديهاوعي وفكر ورغبة في التوازن بين أحلامها وأسرتها الأمر الذى ينعكس على تفكيرها في ضبط عملية الإنجاب وتباعد فترات الحمل بين الأطفال، كما تستطيع أن تشارك في بناء الأسرة وزيادة دخلهالضمان مستقبل أفضل لأطفالها، كماأن المساواة في الفرص بين الرجل والمرأة وتحقيق التمكين الاقتصادي للأخيرة أحد دعائم تقدم المجتمع وهو في صالح الأسرة بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة.
وماذا عن دور المجلس القومي للمرأة في تحقيق محاور المشروع؟
المجلس القومي للمرأة شريكاً فعالا في جميع المبادرات الخاصة بالأسرة المصرية وهو شريك فعال وقوي في مشروع تنمية الأسرة المصرية، حيث يسعى جاهدا إلى تمكين المرأة على كافة الأصعدة والتركيز على تمكينها اقتصادياً، وعلى صعيد تثقيفهاوتوعيتها هناك العديد من الجهود والدورات الخاصة بالتدريب سواء بالنسبة لتدريب المرأة وصقل مهاراتها المختلفة أوتعليمها بعض الحرف ورفع قدرتها وتشجيعها على إقامة المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، بالإضافة إلى وجود العديد من البرامج والدورات الخاصة بالتدريب على إعداد الدعاة والقيادات الدينية والاستعانة بالخبرات المختلفة لتحقيق أهداف الأسرة المصرية من خلال ضبط النمو السكاني والارتقاء بفكر المواطن المصري.
وهل هناك برامج تدريبية تم تنفيذها في إطار المشروع؟
يعمل المجلس القومي للمرأة فى إطار المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية علي محورين أساسيين، هما التمكين الاقتصادى للمرأة والتدخل الثقافى والتوعوى والتعليمى، وقد بدأ المجلس على الفور بعد إطلاق السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي للمشروع القومي بإعداد الحملات والدورات مثل البرنامج التدريبي "منهجية تكوين وإدارة مجموعات الادخار والإقراض" والذي يستهدف السيدات والفتيات بقرى تنمية الأسرة المصرية لتحويلهن لمشرفات ميدانيات وميسرات ماليات داخل القرى وذلك في إطار مشروع مجموعات الادخار والإقراض الرقمي ضمن برنامج الشمول المالي الذي ينفذه المجلس ضمن أنشطة مشروع تنمية الأسرة وحياة كريمة، وأيضا "برنامج التثقيف المالي" ، الذى يستهدف تدريب ٣٦ ألف سيدة وتوعيتهن وتثقيفهن بجميع الأمور المالية والاقتصادية المطلوبة فى حياتهن اليومية، والتى تمكنهن من إقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر ويشتمل البرنامج على تدريس الدليل التدريبي "التعامل الرشيد مع أموالي" وهو أحد الأدلة التدريبية الدولية المعتمدة من المجلس والصادرة عن منظمة العمل الدولية، ويقوم بتدريسه نخبة من المدربين المعتمدين دوليا.
وماهو برنامج تدريب السيدات في هذه الدورات؟
يتم تدريب السيدات على تحديدالأهداف المالية، وكيفية تحقيق التوزان بين الاحتياجات والرغبات، والتعرف على أساليب الادخار المختلفة واختيار الأنسب منها، بالإضافة إلى كيفية استخدام طرق الدفع ومنتجات تحويل الأموال، وكيفية التعامل مع المؤسسات المالية وإدارة المخاطر وخدمات التأمين.
وهل يشمل المحور الاقتصادي التدريب على الحرف اليدوية؟
هناك أنشطة متعددة تم تنفيذها في إطار المشروع القومي لتنمية الأسرة، فقد تم تنظيم دورات لتعليم الحرف مثل حرفة "صناعة اطباق الخوص التقليدية و"صناعة المفروشات المنزلية، وذلك ضمن إطار تنفيذ محور التمكين الاقتصادي الذى يتضمن التدريب على ريادة الأعمال، والتثقيف المالي وتجهيز وتشغيل مشاغل الخياطة والوحدات الإنتاجية.
ساحة النقاش