إيمان العمري

أصحابي الأعزاء صديقتنا هدى كانت تجلس بجوار جدتها وهي تستمع لأغنية فريد الأطرش بساط الريح، تنهدت الحفيدة وتحدثت وكأنها تحلم متمنية أن يكون لديها ذلك البساط حتى تتمكن من الذهاب لأي مكان ومشاهدة كل بلاد العالم دون أن تدفع ثمن تذكرة الطيران أو تتحمل أسعار الإقامة، يكفي فقط أن تتحمل ثمن وجبات الطعام التي تشتهر بها كل بلد.

ابتسمت لها الجدة، فعرضت عليها هدى أن تشاركها في رحلتها، لكن الجدة أدهشتها بالرد فرغم أنها أكدت على أن كل بلاد الدنيا جميلة وفيها ما يجذب أي شخص للسفر إليها ومشاهدة معالمها لكن الأمر لا يحتاج لأي بساط لأن كل بلد مهما كانت مدنها زاخرة بالمعالم السياحية فيكفي يوم أو يومين لزيارة كل هذه المعالم، لكن في الحقيقة البلد التي تكاد تكون هي الوحيدة التي تحتاج مثل هذا البساط هي مصر، ففي القاهرة شارع المعز يحتاج لعدة أيام لزيارة معالمه السياحية من جوامع وقصور وأسبلة وبيوت وحمامات تاريخية وغيرها من الأماكن الأثرية، ولهذا نحتاج لبساط الريح للتنقل بين الشوارع والمدن المختلفة لنرى بلد الحضارات وما بها من آثار آلاف السنين، هذا غير المناظر الطبيعية، وهنا سنحتاج بالفعل للبساط لنطير فوق المزارع الخضراء المنتشرة على طول البلاد وكذلك نرى النيل وبهاءه، وها هما البحران المتوسط والأحمر لنرى الجمال في أروع صورة، لكن وقتها لن يساعدنا ذلك البساط في الغوص في أعماق البحار خاصة في دهب وشرم الشيخ بجنوب سيناء وقتها سنضطر لتحويله إلى غواصة حتى نرى عالم من الخيال في أعماق المياه المصرية التي تزخر بكنوز ساحرة لا تقل روعة عما تتمتع به أراضي مصرنا من سحر وجمال.