إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا جنى كانت تتحدث مع جدتها عن زميلة لهم تتميز بأنها مجتهدة ونشطة لكن عيبها الوحيد هو أنها تفتخر بأي شيء تفعله بصورة مبالغ فيها، كما تتحدث عن قدراتها بثقة زائدة، وعندما يلفت أحد نظرها إلى أن في كلامها نبرة غرور تنكر ما يقوله مدعية أنها تعرف تقيم نفسها بصورة حقيقية، وكل ما تذكره صحيحا فلماذا يراها البعض أنها مغرورة؟
قاطعتها الجدة مؤكدة أن زميلة حفيدتها شخصية مغرورة جدا، وكل ما تبذله من جهد في العمل سيذهب أدراج الرياح، فالغرور هو أول خطوة في طريق الفشل.
وللأسف كثير من الذين يبتلون بتلك الصفة الذميمة يحاولون أن يجملون صورتهم فيدعون أنهم فقط واثقون من أنفسهم أو أن ما يقولون هو التقييم الصحيح لما يفعلونه لكن الحقيقة هم بدأوا أول خطوة في منزلق الهاوية.
لأنه ببساطة إن ظن أي شخص أنه أفضل من الزملاء حوله لن يلتفت إلى ما يفعلونه، ولن يتعلم منهم شيئا ظنا منه أنه الأحسن، كما أنه لن يحاول أن يطور من نفسه ويحسن من أدائه في العمل، ومن لا يتورط يتجمد ويسبقه الآخرون.
لكن هذا لا يعني أن لا يعرف الشخص حجم قدراته، ويقيم عمله دائما لكن في إطار السعي الدؤوب للتفوق وأنه هناك أشياء جديدة عليه أن يتعلمها ويستفيد دائما مما يفعله الآخرون حتى لو كانوا أقل منه ويرتكبون الأخطاء ليستفيد منها، ويحاول تجنبها أو تطويرها، لكن أن يقف كالطاووس يتباهى بما فعله سرعان ما سيسبقه كل من حوله، وفي النهاية سيجد نفسه في آخر الصف وحيدا ولم يحقق أي شيء يستحق أن يفتخر به.
ساحة النقاش