حوار: شيماء أبو النصر

حصلت المرأة على الكثير من المكتسبات خاصة فى ملف التمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي، تلك المكتسبات لم تقتصر على سيدات الحضر فقط بل شملت كل عظيمات مصر ومنهن المرأة السيناوية التى تتمتع بدرجة عالية من الوعي بقضايا وطنها والتحديات التى يمر بها وتتسم أيضا بالكفاح والعطاء والمثابرة، هذا ما تؤكده د. سهام جبريل، مقرر لجنة المحافظات بالمجلس القومى للمرأة والتى ترى أن المرأة السيناوية قطعت شوطا كبيرا فى ملف التمكين السياسى بزيادة مشاركتها السياسية والاقتصادية أيضا من خلال اهتمامها بالمشروعات الصغيرة القائمة على الحرف التراثية والبدوية والتى أضافت إليها لمسة عصرية وصلت بها إلى العالمية.  

فى البداية تقول د. سهام: تعيش المرأة المصرية أزهى عصورها، حيث تلقى دعما غير مسبوق إيمانا من القيادة السياسية بدورها فى بناء الجمهورية الجديدة، وتلقى المرأة السيناوية دعما كبيرا من خلال محاور الاستراتيجية الوطنية للتمكين، منها التمكين الاقتصادي ثم السياسي والاجتماعي والقانوني، واللافت للنظر أن يكون تمكين المرأة على أرض سيناء ضمن أكبر المحاور فى الاستراتيجية لتمكينها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا من خلال تنمية وبناء قدرات المرأة، في مجال الصناعات والمشروعات الصغيرة، والتي تعد أحد الأهداف لدى القيادة السياسية.

وكيف تغيرت نظرة المجتمع السيناوى لحق المرأة فى المشاركة السياسية؟

تشكل نظرة المجتمعات الحدودية المحافظة عائقا ضد دور المرأة فى المجتمع بشكل عام، فلا توجد قوانين تمييز ضد المرأة لكن المجتمع نفسه أحيانا يفرض هذا التمييز، وهو ما كانت تعانيه المرأة السيناوية، فعلى مدار عقود طويلة شكلت الأعراف والتقاليد المجتمعية عائقا أمام انخراط المرأة فى الحياة السياسية سواء فى الترشح للمجالس المحلية أو النيابية أو تقلد المناصب القيادية والإدارية والتنفيذية، فالخريطة القبلية كانت تحرم المرأة من التواجد والمشاركة السياسية، لكن الآن ومع الدعم الكبير من القيادة السياسية أتيحت الفرصة الكاملة أمام المرأة السيناوية للمشاركة وبقوة، كما تغيرت كثيرا، وقد كنت أول سيدة منتخبة فى المجلس المحلى بمحافظة شمال سيناء بأعداد كبيرة من الأصوات، والآن أصبح المجتمع أكثر قبولا ودعما للمرأة فى الحصول على حقوقها السياسية.

وما دور المجلس القومى للمرأة فى دعم وتمكين نساء سيناء فى المجتمع؟

يقوم المجلس القومى للمرأة بعدة أدوار داعمة للسيدات والفتيات فى سيناء، حيث تم إنهاء مشكلة عدم وجود أوراق ثبوتية لبعض النساء مثل شهادات الميلاد وبطاقات الرقم القومى وشهادات الزواج وذلك بالتعاون مع وزارة الداخلية، والتنمية المحلية، والمساهمة فى توعية السيدات بمختلف القضايا، كما أن هناك برامج خاصة بمحو الأمية وتعليم الكبار، وتمكين النساء في المناطق النائية، وإعانتهن على إقامة مشروعات صديقة البيئة.

 

وما أهم أسباب شهرة المرأة السيناوية بالبراعة فى المشغولات البدوية والتراثية؟

المرأة السيناوية بطبعها امرأة مكافحة ومنتجة ومتفائلة ولديها صبر كبير وتفانى فى العمل، فلا يوجد بيت سيناوى يخلو من ماكينة خياطة وأدوات التطريز المختلفة وتلك أهم المهارات التى تتدرب عليها جميع الفتيات فى حياتهن العادية، كما أنها تحرص على الحفاظ على هويتها الثقافية، والرداء السيناوى الأصيل أحد الأمثلة الواضحة على ذلك، فمهارات التطريز والخياطة يجب أن تتمتع بها كل بنات سيناء بصرف النظر عن المستوى التعليمى فوصولها إلى أعلى الدرجات العلمية لا يمنعها من تعلم تلك المهارات الحياتية والإنتاجية.

وماذا عن التمكين الاقتصادي للمرأة السيناوية؟

سيناء زاخرة بالإمكانيات البيئية التى يمكن استثمارها فى الصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر وهو ما يطلق عليها الصناعات الصديقة للبيئة والتى تعتمد على خامات من البيئة ولا ينتج عنها أي ملوثات، مثل صناعة المنتجات التراثية والبدوية والعطرية، والمشغولات اليدوية، والمصنوعات الجلدية، وقد ركزت فى عملى بالمجلس القومى للمرأة على حسن استثمار هذه الميزة التى تتمتع بها أرض سيناء من خلال تدريب الفتيات على كل الحرف اليدوية والتراثية لحمايتها من الاندثار، وحسن استثمار الخامات المحلية فى الإنتاج، وتطويرها وإضفاء روح العصرية عليها، وذلك بمعدل تدريب يصل إلى 120 فتاة وسيدة شهريا، حتى وصلت المنتجات السيناوية الشهيرة إلى القاهرة بل وتصديرها إلى الخارج لما تتمتع به من ذوق رفيع، فهناك بيوت أزياء عالمية تستوحى من الفن السيناوى تصميماتها.

وما الدور الذى يقوم به المجلس القومى للمرأة فى هذا الصدد؟

يقدم المجلس العديد من الإسهامات المهمة ومنها توفير التدريب على المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر خاصة فى مجال الحرف البدوية والتراثية، والمساهمة فى إقامة المشروعات والتدريب على تطوير الإنتاج وآليات التسويق الحديث للمنتجات، كما يقدم المجلس مجموعة من برامج التدريب الخاصة بإحياء التراث، وتجويد الحرف وريادة الأعمال والمساعدة على انشاء المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، كما أن سيناء ذاخرة بالمشغولات اليدوية والتراثية، وبالتالي الاهتمام بتدريب الفتيات والجيل الجديد من السيدات على هذه المهارات باعتبارها مدخلًا لإقامة المشروعات الصغيرة داخل المنازل، وبما يسهم فى زيادة دخل الأسر وتحويل المرأة إلى كائن منتج يتمتع بدخل يحقق لها الاستقلال الاقتصادي، كما تحظى سيناء بوجودها تحت مظلة برامج الحماية الاجتماعية. 

وما دور المرأة السيناوية فى دعم الوطن؟

تشكيل الوعي وإعادة بناء ثقافة المجتمع بما يسهم فى تقدمه من أهم أسس بناء الجمهورية الجديدة، والمرأة السيناوية تتمتع بدرجة عالية من الوعي يجعلها تعلم جيدا حجم التحديات التى يمر بها الوطن وتعلم أيضا حجم الدور الكبير الذى تلعبه على أرض سيناء الغالية ومكانة وقدسية الأرض التى تحررت بدماء الشهداء وأهميتها فى الأمن القومى فهي البوابة الشرقية لمصرنا الغالية، ولذلك فالأم السيناوية تقوم بتشكيل وعي أبنائها وبناتها على قيمة الأرض وكيفية الحفاظ عليها ضد المتآمرين من أعداء الوطن.

المصدر: شيماء أبو النصر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 310 مشاهدة
نشرت فى 3 مايو 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,955,871

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز