ابتسام أشرف
تستخدم الشائعات والأخبار الزائفة في توجيه الرأي العام وحروب الجيل الرابع والخامس، وتعد وسائل التواصل الاجتماعي هي إحدى الأذرع الأساسية في نشرها لكن بالوعي نستطيع أن ننتصر على تلك الشائعات المغرضة لتجنب تأثيراتها السلبية على الأفراد والمجتمعات، فقد يصل تأثيرها إلى إثارة القلق ونشر الخوف بين المواطنين، عن طريق الأخبار التي تتعلق بحياتهم اليومية أو وظائفهم ومأكلهم وملبسهم.
في السطور القادمة نقدم بعض الطرق التوعوية لتصدي للشائعات، وكيف نوعي الأجيال القادمة من خلال دوائرنا الصغيرة.
في البداية يقول اللواء محمود الرشيدى، مساعد وزير الداخلية لأمن المعلومات الأسبق: هناك انفلاتا فى الفضاء الإلكتروني بصفة عامة، لأننا بعد ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لا يمكن إنكار أننا نعيش عصر العالم الرقمي، ولا يمكن أن ننفى أهمية التكنولوجيا والمعلومات فى حياتنا ونواحيها الإيجابية، لأنها حتى هذه اللحظة أصبحت ركيزة أساسية فى التنمية وأمن واستقرار المجتمع، ولا نستطيع إخافة مستخدمى التكنولوجيا من القانون، ولكن لابد أن يكون الاستخدام مشروعا وآمنا ولا يضر.
وتابع: لابد من سن قانون رادع وتغليظ العقوبات القانونية الموجودة لأننا فى مصر تحديدا نتعرض لحرب معلوماتية خطيرة جدا من خلال السوشيال ميديا للتقليل مما يحدث من إنجازات وتطور في البنية التحتية، فالسوشيال ميديا من أخطر الأسلحة ويمكن أن تصيب بها أى مجتمع وتتسبب فى إسقاطه وهدمه.
وشدد مساعد وزير الداخلية لأمن المعلومات على أن العالم أصبح بفضل هذه التكنولوجيا قرية واحدة تعتمد على المعلومات اعتمادا كاملا فى العالم كله، فبضغطة واحدة على زر يكتب بوست يقرأ فى العالم كله، ومن هنا تنطلق خطورة الشائعة التى تجعل الدول تدمر نفسها بنفسها ومن داخلها، وهو ما يحدث الآن بدون إطلاق رصاصة واحدة.
وأشار اللواء محمود الرشيدى إلى أن الشائعات تقلل من حجم الإنجازات، لذا فإن من الخطر أن يكون أحدنا يعمل فى مكان حساس بالدولة ويقوم بنشر معلومة قد تضر بأمن الدولة، والأخطر من ذلك أن تؤخذ المعلومة ويتم تعديلها بشكل مناف للحقيقة، ويتم تداولها وهى الشائعة التى تقلل من شأن الإنجازات، وغالبا ما تكون هذه الشائعة من مصدر مجهول ويكون هدفها قلب الرأى العام على الدولة أو الحكومة، وهذا ما يتم فى الكثير من القضايا التى تعمل الدولة الآن على توضيح حقيقتها للناس عبر وسائل الإعلام المختلفة.
التوعية والشفافية
توضح د. هالة يسري، أستاذ علم الاجتماع الهدف من نشر الشائعات قائلة: غالباً ما يكون الهدف من نشر الشائعات إثارة الفوضى وإحداث الارتباك فى المجتمع، وتحقيق أهداف سياسية أو اجتماعية معينة، وقد تسبب الشائعات أضراراً جسيمة للأفراد أو المؤسسات، لذا على الأهل زيادة وعي الأطفال وتعليمهم جيدا فيما يتعلق بالتكنولوجيا، ودعمهم من أجل التعامل بشكل مسئول مع الانترنت.
وتضيف: لابد من تعزيز دور المتحدثين الرسمين للوزارات والرجوع لتلك الصفحات الرسمية وانتظار تأكيد الدولة للمعلومة أو نفيها، ومن أسباب انتشار الشائعات غياب الشفافية وصعوبة الحصول على المعلومة من مصادرها الرسمية، لذا فإن التصدى للشائعات وتكذيبها يكون عن طريق المنطقية في التعامل مع الأخبار والتأكد من المصدر خصوصاً مع الأخبار الحساسة والمهمة، جنبا إلى جنب مع التوعية وتدريب الأبناء على التعامل الصحيح مع وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن تنفيذ ذلك من خلال إقامة حوار متبادل صريح تناقش به مزايا ومخاطر وسائل التواصل الاجتماعي، وكيفية استخدامها بشكل سليم لتطوير أنفسهم وانعكاس ذلك على المجتمع، والتحقق من المعلومات والأخبار المتداولة من المصادر الموثوقة.
دور الإعلام
تقول د. ماجي الحلواني، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق: نسخ المعلومة ووضعها على محركات البحث ومشاركتها دون الرجوع لمصدر المعلومة للتعرف على أصلها ومصدرها يعد من مهددات الدولة، كما أن نشر الشائعات أشد مخاطر السوشيال ميديا، لأن تلك الشبكات تساهم في انتشار الشائعة وتضخيمها بشكل مبالغ خلال فترة قصيرة، لذا علينا أن نكون أكثر وعيا فى تداول المعلومات بالرجوع إلى المصادر الرسمية مثل البيانات التى يصدرها مجلس الوزراء حتى لا نقع فريسة لمروجى هذه الشائعات، وعلى الإعلام أداء دوره التوعوعي بسرعة وتفنيد الشائعات وإظهار الحقائق.
ساحة النقاش