حواء: أسماء صقر
مع انطلاق الامتحانات يعاني الكثير من الطلاب بعض الصعوبات كالقلق والتوتر والعصبية والنسيان والتشتت وعدم التركيز وعدم التخطيط الجيد للمذاكرة، فضلا عن ناقوس الخطر الذي تعلنه الأسرة في هذه الفترة، حيث يشدد الوالدان على مذاكرة الأبناء لفترات طويلة دون الاهتمام بأوقات الراحة والترفيه ما يعرضهم للضغط النفسي والعصبي.
التقت "حواء" مجموعة من خبراء التعليم والتربية لمعرفة الطرق التربوية السليمة التي تساعد أبناءنا على اجتياز تلك الصعوبات وتحقيق النجاح.
في البداية تقول د. عفت جوهر، مستشار وخبير تعليم بوزارة التربية والتعليم سابقا: الامتحانات هي المحصلة النهائية للفصل الدراسي ولذلك يجب علي الطالب أن يبدأ بمذاكرة المواد الدراسية ذات الأهمية والتي لها النصيب الأكبر من الدرجات، وحل نماذج الامتحانات السابقة، وينصح بأهمية إعطائه فترات راحة فهي مهمة جدا لتنشيط الذهن والتخلص من التوتر، كما يمكن استخدام وسائل متنوعة لمراجعة المواد الدراسية من كتب ومذكرات وواجبات مدرسية، ويمكنه الاستعانة بأحد أفراد أسرته في اختبار معلوماته في كل مادة، وبالنسبة للقلق فهو أمر وارد وطبيعي لهذه الفترة، ويمكن التخلص منه من خلال ممارسة الرياضة المفضلة للطالب ومقابلة بعض أصدقائه في نفس السنة الدراسية والخروج معا للترفيه، وعلى الوالدين عدم إجبار الأبناء على المذاكرة لفترات طويلة وحرمانهم من الترفيه بل يجب مساعدتهم على تنظيم الوقت الذي يعد محور النجاح والتفوق الدراسي.
ويري د. جمال فخر الدين، أستاذ بالمركز القومي للامتحانات: تعود الصعوبات التي يواجهها الطلاب خلال فترة ما قبل الامتحانات إلى بعض السلوكيات التى يقوم به الأبناء كالسهر وعدم الاهتمام بالمذاكرة، وهنا يأتي دور الوالدين في تنظيم أوقات النوم والمذاكرة والمراجعة مع الأبناء، وأهمية التعرف على أصدقائهم ومدى اهتمامهم بالتعليم والنجاح والتفوق الدراسي، وهناك بعد أسري من خلال المتابعة الأسرية وتجنب تعنيف الأبناء وعدم عقابهم بالضرب بل يجب توجيههم ومساعدتهم على تحقيق الأهداف وتشجيعهم على الارتقاء بمستواهم الدراسي وعدم مقارنتهم بالآخرين فهناك فروق فردية تختلف من طالب لآخر ويمكن تنميتها من خلال تنمية ذكائه لتحقيق النجاح.
ويتابع: أما عن أداء الطالب في الامتحان فهناك مواصفات للورقة الامتحانية حيث تقيس عدة مستويات عقلية منها التذكر والفهم والتطبيق والتحليل وعلى الطالب أن يبدأ بإجابة الأسئلة التي يعرفها، فهناك قانون الحداثة وبقاء أثر المادة في العقل حيث يمكنه كتابة العناصر على ورقة الإجابة كي يتذكرها بشكل جيد ثم يحل الأسئلة الأخرى.
التدريب على نماذج الامتحان
تقول د. حنان محمد فوزي، أستاذ تربية الطفل ووكيل كلية التربية للطفولة المبكرة بجامعة المنوفية: يتعرض الطلاب والأسر للقلق والتوتر النفسي نتيجة قرب موعد الامتحانات والخوف من أدائها لرغبة الطالب في الحصول على أفضل نتيجة، ولذلك يجب الاستغلال الجيد للأوقات التي قبل الامتحانات في المراجعة والتدريب بإتقان على نموذج الامتحان والتخطيط للإجابة وتعلم مهارات الإجابة عن أسئلة الامتحانات التي تحتاج لاستخدام الذكاء العقلي وأن يثق الطالب في إجاباته أثناء أداء الامتحان، وعليه أن يستعد ويهيئ نفسه للامتحان من خلال التعود على الاستيقاظ مبكرا، وأن يخلق لنفسه أسلوب حياة يتم الانتظام عليه كالنوم ليلا في فترة ليست متأخرة من بداية الترم وبمدة لا تقل عن 6_8 ساعات، وتنظيم أوقات المذاكرة بمواعيد محددة مع ضرورة تجنب الإجهاد العقلي أثناء فترة الراحة من المذاكرة، وممارسة نشاط حركي، فالذاكرة تتحسن بالمشي لأن احتكاك العضلات يولد إنزيمات معينة تساعد على التذكر فالعقل السليم في الجسم السليم.
وتؤكد د. حنان على أهمية دور الأسرة في توفير الإضاءة المناسبة لغرفة المذاكرة، وتوفير كرسي يجلس عليه الابن أثناء المذاكرة لمساعدته على التركيز، وتجنيبه الخلافات الأسرية، وتوفير الهدوء النفسي له وتشجيعه على المذاكرة وإعطائه الثقة بالنفس وتحفيزه على تحسين مستواه الدراسي، مع ضرورة مراعاة التوازن النسبي بين المنهج الذي يدرسه وعدد ساعات المذاكرة المحدد له، فهناك مواد دراسية يكون المنهج الدراسي فيها قصيرا ولا يحتاج لساعات طويلة من المذاكرة وهنا على الطالب ترتيب المواد الدراسية والاعتماد على مراجعتها بشكل مستمر.
القلق سلاح ذو حدين
يوضح د. شحاتة سليمان محمد حسب الله، أستاذ علم نفس الطفل والصحة النفسية والتربية الخاصة ورئيس قسم العلوم النفسية بكلية التربية للطفولة المبكرة بجامعة القاهرة أن قلق الطفل أثناء فترة الامتحانات له تأثير إيجابي وآخر سلبي، ويتمثل الأول فى دفعه للنجاح وبذل مجهود أكثر للحصول على التفوق، بينما قد يؤثر سلبا على ثقته بنفسه وجديته في المذاكرة فلا يحصل على النتائج المرغوب فيها وهذا قلق مرضي يحتاج للتدخل العلاجي لأنه يسبب تشويشا في الذاكرة عند استدعاء المعلومات.
وينصح د. شحاتة الطالب بالهدوء عند الإجابة على الامتحان حتى لا يقل تركيزه، وأن يبدأ بإجابة الأسئلة التي يعرفها ثم يبدأ بالتفكير في الأسئلة التي يريد إجابتها، وبعد الانتهاء من حل الأسئلة من الضروري المراجعة الكاملة للإجابات، ومع انتهاء المادة التي تم امتحانها يركز على المادة القادمة دون انفعال وتوتر حتى يستطيع استرجاع المعلومات بشكل جيد.
وحول كيفية مراجعة ورقة الإجابة فى الامتحان يقول د. محمود فوقي، أستاذ التربية بجامعة عين شمس: عند مراجعة الإجابة يجب على الطالب ألا يقرأ إجابته لكن يحاول أن يحل السؤال مرة أخرى ليكتشف الأخطاء التى وقع فيها.
وللتخلص من التوتر ينصح الوالدين بضرورة تجنب المناقشات التي تحدث مع الأبناء والتي يتم استخدام عبارات سلبية فيها مثل "لم تذاكر جيدا" وكذلك يمكن استخدام أسلوب التأمل والاسترخاء لفترة بسيطة لدى الطالب أثناء تأديته الامتحان كي يتجنب التسرع، والتفكير بهدوء قبل كتابة الإجابة.
ساحة النقاش