كتبت: إيمان العمري 

أحيانا نجد أنفسنا وقعنا في مصيدة العلاقات السامة والتي يطلق عليها أحيانا "التوكسيت" وهي ما تستنفزنا معنويا وتؤثر على رؤيتنا لذواتنا، وللأسف يستمر هذا التأثير السلبي حتى بعد انتهاء العلاقة، فكيف يمكننا التعافي من ذلك واستعادة طاقتنا الإيجابية ونظرتنا الجميلة للحياة؟

تجيبنا عن ذلك الزهراء رفعت، خبيرة التنمية البشرية وتقول: للعلاقات السامة أنواع متعددة فقد تكون مع الأصدقاء أو العائلة أو زملاء العمل أو حتى مع أحد الأشخاص المرتبطين به عاطفيا، ولذلك في النهاية سوف نجد أننا محاطون بمثل تلك العلاقات في جميع جوانب حياتنا، ويمكن للفرد أن يكتشف أنه وقع ضحية إحدى هذه العلاقات عندما يفقد ثقته بنفسه أمام شخص معين أو يشعر بالدونية معه، كما يجد أنه يعطى كثيرا ولا يحصل على شىء في المقابل ودائما يجعله الآخر يعطى مبررات كثيرة لتصرفاته، أو يتعرض للإساءة سواء لفظية أو معنوية، ودائما ما يظهر الطرف الآخر في العلاقة أسوأ ما فيه، والحل الوحيد لجميع العلاقات السامة قطعها دون تردد، لكن للأسف بعد انتهاء تلك العلاقات يجد الشخص نفسه يمر بنوع من الهزة النفسية وعدم الثقة بالنفس.

وتستطرد: تتمثل طرق التعافي في ممارسة الرياضة والهوايات والاندماج في العمل والتركيز فيه لتحقيق نجاحات تجعل الفرد يستعيد ثقته بنفسه ويشعر بالارتياح النفسي والجسدى ويتوقف عن جلد الذات وهذا يعزز وجود أفكار جديدة مبتكرة لتكملة مشوار الحياة.

 

الانسحاب أو التحجيم

يؤكد د. جمال فرويز، استشاري الطب النفسي على أن أي علاقة سواء كانت صداقة أو في مجال العمل أو غيرها عندما تسبب أذى للفرد يجب التخلص منها فورا وعدم تأجيل مثل هذا القرار، وينطبق ذلك على العلاقات العاطفية هي الأخرى طالما تسبب أذى ماديا أو معنويا وذلك لأن الشخصية السامة لا تتغير وستظل تؤذي أي شخص يدخل معها في أي نوع من العلاقات، كذلك الحال بالنسبة لعلاقات التعليم، فلا يجب أن يتعلم الشخص إلا الأشياء التي يحبها أو يجد نفسه فيها.

ويقول: أحيانا ما يكون الفرد مجبرا على علاقة ما كما هو الحال في علاقات العمل، عندها يفضل تحجيم العلاقة وجعلها مقتصرة على حدود العمل فقط حتى تأتي الفرصة للهروب من مصيدة تلك العلاقة السامة فيتم انتهازها دون أي تردد، وبعد الانسحاب من العلاقة السامة هناك فترة للتعافي مثلها مثل أي مرض يصيب الإنسان، وتلك المدة تمتد لستة أشهر على الشخص خلالها الابتعاد عن الدخول في أي علاقة جديدة حتى يشفى تماما من التفكير في الشخصية السامة التي كان على علاقة بها.

ويتابع: حتى يتحقق التعافي بشكل جيد هناك مجموعة من الأشياء يمكن القيام بها وهي البدء بالخروج إلى الحياة بعيدا عن العلاقة السامة وما سببت للشخص من آثار سلبية، والتعامل مع كل ما هو إيجابي وجيد، وهنا يبرز دور العمل فهو أساسي في عملية التعافي وذلك من خلال الانشغال بالعمل وتحقيق النجاح فيه ما يجعل الشخص يتخلص من كل الآثار السلبية للعلاقات السامة ويبدأ الحياة مرة أخرى بأمل وتفاؤل وثقة بالنفس.

المصدر: إيمان العمرى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 391 مشاهدة
نشرت فى 16 إبريل 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

24,971,104

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز