سمر الدسوقي
دائما ما أتذكر العديد من القصص الرومانسية التي تسبق الارتباط والزواج وأنا أتابع العديد من الجهود التي تبذل من أجل الحفاظ على استقرار الأسرة وتنميتها كما هو الحال في المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية هذا بجانب دورات وبرامج تأهيل المقبلين على الزواج من الجنسين والتي تنظمها بعض الجهات الحكومية والأهلية على غرار المجلس القومي للمرأة ووزارة التضامن وغيرهما من الجمعيات الأهلية
تنظم هذه الدورات والبرامج لتعريف زوج وزوجة المستقبل بكيفية التغلب على صعوبات الحياة واستمرار حياتهما الزوجية دون أي عراقيل أو مشكلات قد تعوق تحقيق هذا، في رأيي وبالرغم مما قد تلعبه مثل هذه الدورات التأهيلية من إعداد للزوج والزوجة على حد سواء فإن المسئولية الأكبر تقع على عاتقنا نحن منذ البداية، فالزواج ليس فقط بيتا وأسرة وأولاد وحياة تبنى سريعا على أسس غير متينة فما تلبث أن تهوى ودون أي مقدمات مخلفة الكثير من المتاعب والمشكلات لكل من الزوج والزوجة فالأبناء فيما بعد، بل هو بنيان لابد وأن يوضع له الأساس السليم منذ البداية من خلال اختيار يقوم على الحب والمودة والاحترام والرغبة في المشاركة ودعم كل طرف للآخر في حياته وعمله فبهذا تستمر سفينة الحياة، ولكن وللأسف هذا لا يحدث في أحيانا كثيرة في الواقع سواء من قبل الرجل أو المرأة فكثيرا ما يعنينا التسرع وشراء فستان الزفاف وإقامة الفرح وتأسيس المنزل قبل اهتمامنا باختيار الطرف الآخر وبدقة، والأسوء هنا أيضا هو كم عواطف الاهتمام والحب والمشاركة التي قد يدعيها البعض قبل الزواج فقط من أجل إتمامه فإذا اتخذت هذه الخطوة غاب كل هذا في لمح البصر وحل محله الإهمال واللامبالاة وتفضيل الأصدقاء والزملاء على رفيق ورفيقة الحياة، وكأننا قد أنجزنا خطوة في حياتنا ولم نعد نهتم ببذل المزيد حتى تستمر وتستمر بنجاح، فالبعض منا لا يعي أن نجاح الحياة الزوجية كالعبور من عنق الزجاجة يحتاج إلى الكثير والكثير من الجهد والتعب لتحقيق هذا، سواء من قبل الزوج أو الزوجة، فالزوجة التي تهمل في العناية بمظهرها وأولادها وزوجها وكذلك التي لا تضع نجاح حياتها الأسرية في نفس مرتبة اهتمامها بنجاح حياتها العملية عليها ألا تلوم سوى نفسها إذا قوضت هذه الحياة، أما الزوج الذي يتعامل مع الزواج على أنه خطوة قد اتخذت فيهمل أسرته وزوجته وأولاده ويعود إلى سهرات الأصدقاء والعمل لساعات طويلة دون أدنى مبرر عليه أيضا ألا يلوم سوى نفسه، فلكي تمضي حياتنا العائلية وبنجاح علينا وأن نضحي وأن نكون بديلا للصديق والصديقة وزملاء العمل، علينا أن نتعلم كيف نحافظ على الحب الذي جمع بيننا منذ البداية وبنفس القوة حتى وإن اتخذ شكل مشاعر العشرة والتقدير، فلابد وأن يظل موجودا ويانعا، فبهذا نستطيع العبور بحياتنا الزوجية من عنق الزجاجة.
ساحة النقاش