أسماء صقر
كان للمرأة دور محوري في نصر أكتوبر، حيث حرصت على تعزيز روح الوطنية والانتماء داخل الأبناء وشاركت على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في بناء وتنمية الدولة ما جعلها ركيزة أساسية في المجتمع وقوة دافعة للنصر، فكيف نستلهم هذه الروح للاستمرار فى بناء وتنمية الوطن؟
"حواء" حاورت د. هالة يسري، أستاذ علم الاجتماع بمركز بحوث الصحراء، ومقرر لجنة المرأة الريفية بالمجلس القومي للمرأة.
في البداية كيف تقرئين مشاركة المرأة سواء على الجبهة الداخلية أو الخارجية لدعم حرب أكتوبر؟
شاركت المرأة بشكل كامل في حرب أكتوبر وجوديا ومعنويا ومحليا ودبلوماسيا وعربيا وعالميا وهذا يبين أن المرأة كانت شريك أساسي في الحرب، فرغم أنها لم تكن على الجبهة الخارجية لكنها كانت على الجبهة الداخلية، ولم يقل دورها عن أدوار الخطوط الأمامية وساحة القتال، حيث تطوعت للعمل في حملات التبرع بالدم والمشاركة الفعالة في أعمال التمريض ورعاية الجرحى والمصابين في ساحة المعركة، وعملت لساعات طويلة، كما قدمت الدعم النفسي والمعنوي للجنود وعائلاتهم، وبثت الحماسة في نفوس الأسر والمجتمع، وأيضا ساهمت في تزويد المستشفيات بالإمدادات والمؤن، وعملت متطوعة بالهلال الأحمر والمستشفيات العسكرية والمدنية لعلاج المصابين.
وكيف يمكن للمرأة دعم الوطن حاليا اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا؟
الفترة الحالية لا تقل عن فترة حرب أكتوبر بل تزيد أهمية نظرا لما يحيط بالدولة من حرب شعواء على كافة المستويات الدولية لكننا على أتم الاستعداد لها والمرأة المصرية كما كانت وستظل حائط الصد المنيع لمحاولات الاختراق ووأد ومواجهة كافة أنواع الشائعات التي تحاول أن تنال من وحدة وتماسك الوطن واستقراره، وبالنسبة لدور المرأة في دعم الدولة اقتصاديا فقد أصبحت مشاركة اقتصاديا بشكل كبير سواء في العمل بأجر أو العمل التطوعي، وأيضا تشارك في وضع الخطط الاقتصادية الخاصة بالأسرة التي تساعدها على ضبط الميزانية والادخار والتي تتطلب منها بذل الكثير من الجهد.
استلهام روح حرب أكتوبر يعزز من قدرة أفراد الشعب على البناء والتنمية فكيف يتحقق ذلك؟
المرأة لديها حاسة تستطيع من خلالها أن تستشرف الأزمات ولديها من الإمكانات التي تسخرها في التعامل أثناء الأزمات سواء على المستوى الشخصي والأسري والأبناء وعلى مستوى الإنفاق والمشاركة المجتمعية وكذلك الوعي السياسي التي تغرسه في أبنائها، وهذا يوضح أن الاستثمار في المرأة استثمار مستدام فى المجتمع.
وأخيرا ما رؤيتك للدور الذي يجب أن يقوم به الشباب والأطفال في بناء وتنمية الوطن؟
الأسرة والمدرسة مسئولة عن تعريف الأطفال بانتصارات أكتوبر وتعليمهم القيم والمثل والعادات والتقاليد والأسس الأساسية التي قامت عليها حرب أكتوبر فينشأ لديه رغبة فى الحفاظ على كيان الدولة، أما بالنسبة للشباب فعليه دور كبير خاصة فى ظل التحديات الكبير التى تواجهه متمثلة فى الذكاء الاصطناعي ومحاولات الاختراق التى يتعرض لها من الغرب، لذا يجب أن يكون الشباب على قدر كبير من الوعي حتى يفيد نفسه ووطنه، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال الاهتمام بالتعليم، وتنمية قدراته التكنولوجية واطلاعه على الأمن السيبراني كي يقف صد منيع لحماية أنفسهم وأسرهم من الاختراقات السيبرانية، وامتلاك التقنيات المستحدثة في مواجهة الأخطار الجديدة وحماية أمن الوطن، كما يجب تعزيز مهارات الشباب وتنمية الوعي الثقافي والاجتماعي لديهم مما يسهم في إعداد جيل قادر على مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.
وما دور الدولة فى تعزيز مهارات الشباب؟
اهتمام الدولة بالشباب يعد من استراتيجيات بناء الإنسان، حيث تولي الدولة المصرية أهمية قصوى بدورهم في مختلف المجالات التنموية الاقتصادية، وتحرص على تمكينهم سياسيا واجتماعيا وتوفر لهم فرص تأسيس المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك الشباب عليهم دور في بناء الدولة من خلال الوعي بضرورة مواكبة تطور سوق العمل والسعي نحو الابتكار والإبداع التكنولوجي والمساهمة في إنتاج أفكار جديدة تدعم النمو الاقتصادي والمجتمعي، وضرورة استمرار تنمية المهارات لدى الشباب من خلال تطوير القدرات الذاتية والاشتراك في العمل التطوعي في مختلف المجالات الحيوية مثل التعليم والصحة والرعاية البيئية بما يعزز التنمية المجتمعية وبناء الدولة.
ساحة النقاش