محمد الشريف
زخر التاريخ بنماذج للنساء المصريات اللائي كان لهن دور كبير في دعم أبطال انتصارات أكتوبر ، فرغم غيابهن عن الجبهة بأرض سيناء إلا أن دورهن لم يقل عن حمل السلاح ومجابهة العدو.
حواء تحتفل مع المرأة المصرية بالذكرى الـ 52 لانتصارات أكتوبر المجيدة وتسترجع تضحيات نساء تلك الحقبة اللائي استحقين وصفهن بالبطلات رغم مرور 52 عاما على ذكرى انتصارات أكتوبر العظيمة ما زالت معظم المواد الإعلامية والدرامية قاصرة دور المرأة في الحرب على أم وزوجة ونجلة الشهيد وعظمة أدوارهن، في حين غابت الأدوار البطولية التي قامت بها المرأة قبيل وأثناء المعركة، حيث تحملت المرأة الكثير أثناء الحرب فهي التي قدمت الابن والزوج للدفاع عن الوطن، دون أن تشعر أنها تضحي بل كانت تقوم بهذا وهي سعيدة بل وتشعر بأنه جزء من دورها تجاه الوطن، حيث غرست الصبر والتحمل في نفوس أبنائها لتخلق جيلا جديدا قادرا على العطاء ومواجهة التحديات
فدائيات
لم يقتصر دور المرأة على التضحية بأعزائها في الحرب بل شاركت في المقاومة الشعبية التي مهدت لانتصارات أكتوبر فيما بعد، فتذكر الست فاطوم - التي قدمت عشر دجاجات كانت
تعلكها طعاما لرجال المقاومة وكانت تعمل قدر استطاعتها رغم القصف الشديد على نقل الذخيرة وتضميد جراح المصابين، ورغم أن ما قامت به مهمة استطلاعية لمكان تمركز آليات العدو ومجنزراته ليس بغريب على المرأة المصرية لكن العجيب أن تعرض للخطر حياة ابنتها التي حملتها على كتفيها تمويها للعدو ما الجبهة الداخلية يؤكد مدى تضحية المرأة في زودها عن وطنها.
ـرب شاركت المرأة في الحرب من خلال مقار التنظيم النسائي والجمعيات النسائية الأهلية الخدمة أسر الشهداء والجرحى، وبث الحملات الإعلامية للتطوع في التمريض والتبرع بالدم وتدعيم الجبهة الداخلية، وعلى المستوى الأدبي كونت لجنة «صديقات القلم الترجمة كل ما يكتب عن القضية المصرية وإرساله المختلف الاتحادات والمنظمات النسائية في العالم الإعلام المرأة على مستوى العالم بحقيقة ما يدور في الشرق الأوسط.
كانت المرأة أثناء الحرب على أتم استعداد التقديم كل ما تملك لوطنها، فعملت بمستشفيات الهلال الأحمر، وساندت المصابين وضمدت جراحهم، حيث ذكر أحد سجلات التنظيمات النسائية أن 13 ألف سيدة قد تم تدريبهن أثناء حرب أكتوبر على أعمال الإسعاف والتمريض إلى جانب تدريب خمسة آلاف أخريات للانضمام إلى ستة آلاف ممرضة مدربة في طابور الانتظار التقديم المساعدات الطبية في المستشفيات، كما امتلات معامل التبرع بالدم بالنساء حيث ذكرت السجلات تبرع أكثر من تسعة آلاف سيدة بالدم للمصابين حتى امتلات المعامل بأكياس الدم ولم يعد بإمكانها استقبال متبرعين جدد، بجانب من قمن بالحياكة وأعمال الديكور في خدمة المستشفيات .
تبرعات
عندما بدأت لجان جمع تبرعات المجهود. الحربي سارعت الأسر إلى التبرع بكل مخزونها.
من الأرز والقمح والذرة، وشوهدت سيدة عجوز تتبرع بحلة نحاس»، وطفلة تتبرع بحلق ذهب في أذنيها، وأطفال يتبرعون بما تضمه «الحصالة» من قروش قليلة، وعلى مستوى المواقع القيادية قامت زوجات المسئولين بجمع التبرعات وشراء ملابس وبطاطين وكافة احتياجات الأسرة وتوزيعها على الأسر التي فقدت العائل بالاستشهاد في الحرب أو الإصابة كما تكونت لجنة نسائية بنقابة المهن التجارية من 60 ألف عضوة للمساعدة بشتى الطرق في الحرب من خلال جمع التبرعات وتبنى ورعاية أسر الجنود والشهداء ماديا واجتماعيا.
عند هذا الدور العظيم واستكمال المرأة له في الحاضر تقول د. إيمان عبد التواب أستاذ علم الاجتماع نحن بحاجة قوية اليوم إلى استلهام روححرب أكتوبر التي تحمل لنا الكثير من المعاني والرموز والقيم وتثير في وجداننا المشاعر والذكريات تلك الحالة المعنوية والوجدانية التي جعلت الشعب المصري كله صفا واحدا وراء قيادته ودولته، وعبرت بعمق عن معنى الانتماء والوطنية، فالشعب المصري يثبت من وقت لآخر أنه على درجة عالية من الوعي الذي يظهر في وقت المحن والأزمات، ولأننا في تحد كبير وهو البناء والتنمية فنحن في أمس الحاجة إلى التكاتف وتحمل المسئولية والوعي بأهمية المرحلة التي نمر بها حتى نصل لمستقبل أفضل.
وتقول د. عزة أحمد السيد استشارى العلاقات الأسرية: ستظل روح حرب أكتوبر باقية في وجدان كل مصري وشاهد على ترابط وعمق العلاقة بين الشعب وقواته المسلحة، وتتجدد ذكرى أكتوبر في وقت يناصر فيه أبناء مصر جيشا وشعبا ملحمة البناء والتنمية ويحققون مع كل إنجاز على أرض الوطن عبورا جديدا نحو المستقبل، لذا علينا استلهام روح أكتوبر في مرحلة البناء التي تشهدها مصر حاليا وتشارك فيها القوات المسلحة المصرية التي استطاعت تنفيذ المشروعات القومية الخدمية بكفاءة ومهارة عالية والتي تعود بالنفع على كل أبناء الوطن إلى جانب دورها الرئيسي في تأمين حدود مصر وأمنها.
ساحة النقاش